حروف باسمة
تـأملات في تراث الشهر الفضيل
شهرٌ مُبارك الذي يتأمل في صفحاته يجد الخير والبر والإحسان، يعيش في جو مفعم بالصلاة والابتهال وقراءة القرآن الكريم وتدبره.
أيامهُ جميلة ولياليه سعيدة، ولأهل هذه الديرة تراث وعادات اعتادوا عليها في شهر رمضان المبارك، فالزيارات بعد الفطور ووجبات الغبقة التي تكون بعد الفطور وقبل السحور، والأهلون يتجمعون بأحاديث طيبة وإشارات جميلة وهدي رشيد.
ما أجملَ هذه الأيام!
كنا في الزمن الجميل ونحن صغار نمارس ألعاباً كثيرة في شهر رمضان، وقبل أن تثور الواردة.
كثيرة هي الألعاب فمنها:
الصفروج والمقصي، وحلتا والهول، وصاده ما صاده، وعماكور ولبيدة.
...هي كثيرة تلك الألعاب التي كنا نمارسها قبل الفطور، هناك لعبة مميزة في مفاتيح مجوفة تملأ بالبارود وتضرب بالحائط فتحدث صوتاً يشبه الواردة... هذه اللعبة كنا نمارسها قُبيل مدفع الإفطار.
جميلة تلك الألعاب، وبعد الفطور تكثر ألعاب الاطفال وتتنوع وتفتح الديوانيات ويتزاور الجيران والأصدقاء، وتقرأ آيات من القرآن الكريم في بعض الدواوين. جميلة تلك الأيام، وهذه الأيام التي نعيش فيها تزخر بالتزاور والتبريكات والدعوات... وكلما تطور الزمن وكثرت النعمة ازداد حب الناس للخير والإنفاق في سبيله، يحافظون على ما ورثوه من هدي جميل وتراث راسخ يتوارثه الأبناء عن الآباء ليظل راسخاً في القلوب وواضحاً في الأذهان.
ديرة جميلة... لأهلها تراث طيب وإشارات رشيدة وهدي كريم.
نسأل الله القدير أن يعيد هذا الشهر المبارك على أبناء هذه الديرة إنما على الكون جميعاً والكل يرفل بأثواب الصحة والعافية والهناء.
حقاً:
الله يجزي الصائمين لأنهم
من أجله سحروا بكل صعاب
لا يدخل (الريّان) إلا صائم
أكرم بباب الصوم في الأبواب
ووقاهم المولى بحرّ نهارهم
ريح السموم وشرّ كل عذاب
وسقوا رحيق السلسبيل مزاجه
من زنجبيل فاق كل شراب
