No Script

«المركزي» لا يعبأ بنمو الاقتصاد ويركز على محاربة التضخم الهستيري

«الفيديرالي» يتخلى عن عادته ويخفض حيازته للسندات والأسهم 95 مليار دولار شهرياً

تصغير
تكبير

أظهر محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي، أن مسؤولي البنك المركزي الأميركي وافقوا بشكل عام على تقليص حيازاته من سندات الخزانة بمقدار 60 مليار دولار شهرياً وحيازاته من الأوراق المالية المدعومة برهون عقارية بمقدار 35 ملياراً شهرياً على أن يستمر على مدار فترة من 3 أشهر أو «أطول قليلا».

وكان مجلس الاحتياطي بدأ برنامجاً ضخماً لشراء السندات في ربيع 2020 للمساعدة في كبح التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا، ما أدى لتضخم ميزانيته العمومية.

وتبلغ قيمة حيازة «الفيديرالي» الحالية من سندات الخزانة والأوراق المالية المدعومة نحو 8.5 تريليون دولار، مع ما يقارب 5.65 تريليون في سندات الخزانة، و2.65 تريليون من الأسهم المدعومة بالرهونات العقارية.

وأفاد محضر الاجتماع بأنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي في شأن فترة تقليص تلك الحيازات خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية في 15 و16 مارس، لكن مسؤولين حققوا تقدماً مهماً وقد تبدأ عملية تخفيض حجم الميزانية العمومية في وقت مبكر ربما بعد اختتام الاجتماع المقبل في 3 و4 مايو.

• ومع بدء «الاحتياطي الفيديرالي» بتخفيف حيازته من الأصول يبرز السؤال: ماذا يعني ذلك للأسواق ولماذا هذا الأمر مهم ويحرّك الأسواق الآن ويرفع الدولار مقابل العملات الأخرى؟

تتطلب الإجابة عن هذا السؤال العودة لأعوام الأزمة المالية 2008 إلى 2009 عندما بدأ «الفيديرالي» للمرة الاولى في استخدام عمليات شراء الأصول على نطاق واسع، وتسمى أيضاً التيسير الكمي، فخلال الأزمة أصبح واضحاً أن مجرد خفض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد المنهار وقتذاك لم يعد كافياً.

وتدخل «الفيديرالي» بشراء عشرات المليارات من الدولارات في وقت واحد، من سندات الخزانة التي تصدرها الحكومة الأميركية، وشراء الأسهم في البورصات المدعومة بالرهن العقاري، وساعد ذلك بشكل سريع على خفض تكاليف الاقتراض طويل الأجل للشركات والأفراد، وتعزيز بالتالي الانتعاش الاقتصادي.

• كيف سار برنامج شراء الأصول ؟

نفّذ «المركزي» 3 موجات من برامج الشراء بين عامي 2008 و2014، وأصبح بحوزة «الفيديرالي» ما يقارب 4.25 تريليون دولار من السندات، وانخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لمدة 10 سنوات، والتي لها تأثير على معدلات الفائدة على كل شيء من قروض السيارات إلى الرهون العقارية، ما يزيد على 4 في المئة إلى أقل بكثير من 2 في المئة.

• لماذا واصل البنك المركزي شراء الأصول ؟

لاحقاً،جاءت أزمة كورونا في أوائل 2020، ما سبب حالة ذعر للأسواق المالية، واستجاب «الفيديرالي» مرة أخرى بعمليات شراء ضخمة للسندات، إضافة إلى تخفيضات في أسعار الفائدة.

• لكن لماذا يريد «المركزي الأميركي» بيع الأصول بشكل سريع الآن ؟

يقول مسؤولو «الفيديرالي»، إن الاقتصاد الأميركي أقوى بكثير مما كان عليه خلال فترات الأزمة المالية.

لكن السبب الأكثر أهمية بالنسبة لهم هو التضخم الذي قفز بشكل هستيري في سنوات «كورونا» بسبب ما نعلمه من تعطّل الإمدادات ونقص السلع وزيادة أسعارها، ثم جاءت الآن الحرب الروسية، لذا تركيز «الاحتياطي» الآن على محاربة التضخم ولا يعبأ بنمو الاقتصاد، ما دفعه الشهر الماضي لرفع الفائدة ربع نقطة مئوية، فيما يتوقع أن يرفعها نصف نقطة مئوية في اجتماعه المقبل، مع بدء سريع في بيع الأصول التي يمتلكها بمعدل 95 مليار دولار شهرياً لكلتا السندات والأسهم، ما بدا تأثيره يتضح في انخفاض قوي للبورصات الأميركية هذا الأسبوع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي