No Script

ألوان

سلوكيات شهر رمضان المبارك

تصغير
تكبير

كنتُ ومازلتُ أستغربُ من سلوكيات الكثير من المسلمين السلبية خلال شهر رمضان المبارك، سواء كان ذلك في الكويت أو في بقية الدول العربية والإسلامية.

إنّ شهر رمضان المبارك هو شهر الخير وفرصة ذهبية لتنقية النفس البشرية من الأمور السلبية، إضافة إلى الفوائد الصحية لمن يستطيع الصوم، حيث إن الكثير من الأمراض مثل الضغط وبعض أنواع مرض السكر والكوليسترول وغيرها من الأمراض، فإن الصوم مرحلة ناجعة لتحسين الحالة الصحية لجسم الإنسان الذي يعاني من تلك الأمراض.

وأستغربُ بل أشعر بالغضب من بعض الموظفين الذين رغم أن عدد ساعات العمل قصيرة خلال شهر رمضان، إلا أن أداءهم دون مستوى الطموح، بل إن بعضهم لا يعمل بتاتاً، ويعمل على تأجيل الكثير من المعاملات للمواطنين والإخوة الضيوف علينا في هذا البلد «المقيمين»، علماً بأن عملهم هو خدمة الناس والمجتمع مقابل أجر، خصوصاً هؤلاء الذين يعملون في أماكن يكون تعاملهم مباشراً مع الناس في المجتمع فيعملون على تعطيل مصالح البلاد والعباد.

وعلى الموظف ألا يبحث عن أعذار واهية كونه يتأخر في النوم سواء في الجلسات الرمضانية حيث «السوالف والغبقة» أو غيرها من الأمور الثانوية على حساب عمله بجد في اليوم التالي.

ولو نظرنا إلى الوضع في الوظيفة نفسها التي يعمل كل شخص عليه أن يتذكر أن بعض الدول لا يوجد في مقر عملهم التكييف مثلاً، ولك أن تتخيل طبيعة أداء الموظف خلال شهر رمضان المبارك في تلك الدول.

وإذا رجعنا إلى التاريخ، فإن المسلمين خاضوا بعض المعارك خلال شهر رمضان المبارك مثل غزوة بدر التي غيّرت تاريخ المنطقة، ومعركة القادسية، وموقعة حطين، وكذلك فتح مكة، إضافة إلى الحرب العربية مع الكيان المحتل في العاشر من رمضان حيث تم تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي بأنه لا يقهر.

ويقول صديقي المهتم بالتاريخ إن فتح بلاد الأندلس كان أيضاً في شهر رمضان سنة 92 هجرية بقيادة طارق بن زياد، ومعه اثنا عشر ألف جندي، وكذلك معركة الزلاقة في جنوب اسبانيا، في سنة 479 هجرية، بقيادة القائد الإسلامي يوسف بن تاشفين، ومعركة عين جالوت، بقيادة سيف الدين قطز، وقائده العسكري ركن الدين بيبرس، ضد التتار وفتح عمورية، وهي بلدة تركية والقصة معروفة للمسلمة التي صاحت «وامعتصماه».

وفي السنوات الماضية أي قبل عقود من الزمن تجد بعض المظاهر التي اختفت مثل الصائم الذي يقود سيارته وهو متلثم بغترته وله العذر حيث إنه ليس كل السيارات في السابق يوجد بها تكييف، وبعض الذين يذهبون إلى صلاة العشاء والتراويح وهم يقفون في أماكن ممنوع الوقوف، وبعضهم يقوم بالوقوف خلف بعض السيارات المتوقفة بصورة قانونية، وأتمنى من رجال الأمن اتخاذ الإجراءات وفق القانون بالتعامل مع هؤلاء القلة الذين يتصرفون تصرفات سيئة منها من يقود سيارته بسرعة جنونية قبيل موعد الإفطار كي يصل إلى المنزل بالوقت المناسب، متناسياً أنه يقود برعونة معرضاً نفسه والآخرين إلى خطر كبير.

وعلينا أن نثمن الدور الذي يقوم به الكثير من أبناء الوطن والمقيمين الذين يعملون دون كلل أو ملل من أطباء ورجال أمن والمطافي والجيش والحرس الوطني، ومن يعمل في قطاعي الكهرباء والماء وطبيعة عملهم لا تتغيّر طوال العام.

إن شهر رمضان المبارك فرصة لتصفية النفس البشرية من الحقد والحسد والغيرة التي يعاني منها الكثير من الناس بنسبة متفاوتة، ومنهم وسط الفن التشكيلي، ومن خلد إلى فراشه وهو لا يحقد على أي شخص في الدنيا، إنما كان من الفائزين في هذه الدنيا الفانية، وعلى المحبة نلتقي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي