المنطقة أضحت محاصرة بـ«مافيا الرذيلة» ... وتجار المتعة الحرام يؤكدون أن الأوكارمحصنة ضد أي هجوم!

نداء الحساوي الأخير ... «بغاء إبليس» يتحدى «البوليس»!

تصغير
تكبير
|تحقيق وتصوير حازم الصالح|

ربما لا يكون هذا التحقيق الصحافي الأول لجهة فضح ما يجري في منطقة الحساوي من اعمال مخلة بأبسط معاني الأدب والشرف تمقتها وترفضها وتحرمها شريعة الاسلام الغراء، وتنبذها عادات وتقاليد مجتمعنا المحافظ، بيد انه - بكل تأكيد- يعد بمثابة نداء اخير للجهات الأمنية في الدولة، كي تسارع في اجتثاث هذه الآفة، لا سيما ان «مافيا الرذيلة»، التي تتخذ من الحساوي وكرا لها لم تعد تأبه لعصا القانون، وتنشر عصاباتها على قارعة الطريق من دون اي خوف من مداهمة امنية او حتى حملة لوزارة الداخلية، فهل هذا يعقل؟ والسؤال برسم حماة الوطن... ورجاله الساهرين على امنه.

عملية البحث بدأت بمنطقة الحساوي للوصول إلى هذه الاوكار لعلها تكشف ما يحاول أبناء بعض الجاليات الآسيوية اخفاءه عن اعين رجال الأمن... خمسة ايام من البحث باءت جميعها بالفشل حتى وجدنا ضالتنا مع احد الآسيويين الذي ارشدنا إلى اماكن ممارسة الرذيلة والتي هي اشبه بـ «ثكنات عسكرية» محاطة بحراسة مشددة تمنع اقتراب اي شخص منها ولا تسمح لاحد بالتصوير او التحدث مع اي شخص، وبمحاولة التحدث مع احد هؤلاء ما هي الا لحظات حتى تجمع حولنا زملاؤه في محاولة للتشويش وإخافة من يريد التحدث معنا.

وبعد اعطاء الدليل الامان بعدم ابلاغ رجال الأمن وبعدم تصويره لكي لا يتعرض للضرب من قبل اصدقائه من «المافيا الآسيوية» عمل على مساعدتنا في الوصول الى اوكار الرذيلة، حيث قام بعدة اتصالات مع مجموعة من الاشخاص الذين يعملون في شقق ممارسة الرذيلة حتى استطعنا دخول وتصوير بعض الاوكار التي كانت معدة للسجن حيث كانت الابواب من حديد والشبابيك مغلقة بالحديد والاسلاك الشائكة، كما ان مخارجها مجهزة للهرب في حال المداهمات الامنية.

تجولنا في المنطقة، ورأينا بعض اوكار الرذيلة وعليها حارس من الجالية العربية الذي منعنا من الاقتراب، ولكن استطعنا التصوير- عن بعد- لبعض النساء اللاتي يجبرن على ممارسة الرذيلة، أو يمارسنها طوعا، وهن يدخلن إلى اوكارهن بانتظار الزبائن.

والجائل في المنطقة بحثا عن «حقيقة» هذه الاوكار كمن يبحث عن شيء في كومة من القش، الجميع رفضوا الادلاء باي بيانات او معلومات الا بعد ان اعطاهم الآسيوي الذي اوصلنا إلى اوكار الرذيلة الامان، اذ قال مشرف نور: انا اعمل سائقا على تاكسي جوال ومن خلال تجوالي بالمناطق أرى الكثير من الخدم بالشارع وبعد ركوبهن معي اقوم بالتحدث معهن لمعرفة حياتهن وأحاول استدراجهن للهرب من منازل مخدوميهن، وبعد ذلك اقوم ببيعهن على بعض الاشخاص من إحدى الجاليات الآسيوية ممن هم اقوى منا بمبلغ لا يتجاوز ثلاثمئة دينار كويتي، وهم يقومون بإجبارهن على ممارسة الرذيلة مقابل الطعام والشراب فقط.

وأضاف: الكثير من أبناء إحدى الجاليات الآسيوية في هذه المنطقة يعملون في هذه المهنة وهناك آسيويات يجبرن على ممارسة الرذيلة بعد تعرضهن للضرب والاضطهاد، ومنهن من تحاول الهرب الا ان محاولاتهن تبوء بالفشل بسب الاغلاق المحكم لأبواب وشبابيك الوكر بالحديد.

من جهته، قال نور الاسلام الذي يعمل سائق تاكسي جوال: «أنا بس يجيب بنات من الطريق بس ما اشتغل بالخربوطة»... «أنا نفرات واجد زين اشتغل في تاكسي جوال».

وأضاف: هناك الكثير من العاملات والخادمات يهربن من كفلائهن ونحن نقوم باستدراجهن من خلال اعطائهن الوعود بالحياة الكريمة بعيدا عن الكفلاء، وبعد ذلك اقوم ببيعهن على تجار بيع المتعة الحرام، وهم من يقومون بإجبارهن على ممارسة الرذيلة وبعضهن يرغبن بالعمل في هذه المهنة من دون اجبار او اضطهاد.

وأشار الى ان من تدخل الى هذه الاوكار لا تخرج منها الا الى بلدها او في حال ضبطها من قبل رجال الامن، حيث ان الاوكار محكمة الاغلاق بطريقة اشبه بالسجون.

وأفاد: اننا ندفع دينارين مقابل ممارسة الرذيلة، مشيرا الى ان هناك بعض العاملات يمارسن «الخربوطة» في اماكن سكنهن داخل العمارات الخاصة بالشركات.

أما عمران كمال فقال: هناك الكثير من اوكار الرذيلة في الحساوي، ويصعب على رجال الامن الوصول اليها في بعض الاحيان بسبب وجود هذه الاوكار في شوارع وعرة وطرق مزدحمة، اضافة الى العيون المنتشرة في كل زاوية تحسبا من المداهمات الامنية.

وقال: اننا لا نرغب في العمل مع اي شخص سوى من إحدى الجاليات الآسيوية حتى لا نقع في ايدي رجال الامن، مبينا ان من يرغب في ممارسة الرذيلة نعلم انه لا يخبر رجال الامن لأنه سيتعرض للاذى بالكويت وكذلك عائلته في بلاده.

وأضاف: نعمل على راحتنا في هذه المنطقة، خصوصا ونحن ندرك صعوبة الامساك بنا من قبل رجال الامن، ونعلم بأمر المداهمات من بعض اصدقائنا الآسيويين الذين لهم عيون في كل مكان.

ولفت الى اننا نقوم بهذا العمل منذ ان كنا في بلدنا وليس بجديد علينا ونعرف كيف نسيطر عليه من دون اي مشاكل او عقبات.

من جانبه، قال نور الاسلام جيجيهان: انا اعمل سائق تاكسي جوال وعملي الاساسي في جلب الزبائن لشقق الرذيلة، حيث اقوم بربط قطعة قماش لونها اسود بمقود السيارة وهي بمثابة علامة بأن لديّ فتيات لممارسة الرذيلة، وبذلك استقطب الزبائن وأقوم بإيصالهن الى هذه الشقق وآخذ العمولة من السمسار.

وأضاف: اقوم بتوصيلهن وأعود ادراجي لاستقطاب غيرهن، مبينا ان بعض الزبائن من الجنسيات العربية وليس من الآسيويين فقط.

وقال: اقوم بالتحدث مع الراكب وبعد الاطمئنان بأنه شخص يرغب في الممارسة اعرض عليه الذهاب الى اوكار الرذيلة، كما اقوم بعرض بعض صور الفتيات عليه ليثق بأن لدينا فتيات لممارسة الرذيلة.

وبسؤاله عن دور رجال الامن في المنطقة افاد جيجيهان: نحن نعمل بحذر على الرغم من وجود رجال الامن، مشيرا الى ان الكثير من راغبي المتعة هم من يبحثون عنها لذلك نكون مطمئنين بعملنا.

من جهته، ذكر شيخ مياه: انا اشتغل في شركة وبعد الدوام اقوم بعرض خدماتنا لمن يرغب في ممارسة «الخربوطة»، وذلك في المطاعم والمقاهي وتجمعات أبناء جالية آسيوية بعينها وغيرهم من الجنسيات العربية الاخرى، لافتا الى ان الاسعار تبدأ من دينار الى خمسة دنانير للممارسة، والفتاة تأخذ النصف والنصف الآخر لنا مصاريف للسكن والاكل والحماية.

بدوره، قال كفيل الدين مياه: ان منطقة الحساوي تتميز بطرقها الضيقة، اضافة الى ذلك فإن المباني والعمارات الكثيرة والمتقاربة والموجودة بطريقة شبه عشوائية، مبينا ان الحساوي من اكثر المناطق التي تقطنها العمالة الآسيوية من الجنسين حيث تكثر فيها عمارات سكن العمالة من الرجال والنساء ما يساعد على تفشي اوكار الرذيلة بشكل كبير.

وأضاف: ان السكن العشوائي للعمالة من الجنسين يساعد على تفشي شقق الرذيلة، موضحا ان منطقة الحساوي تعاني من ازدحام بالطرق وهذا الامر يساعد على عدم تمكن وصول رجال الامن الى هذه الاوكار في الوقت المناسب، وتأخرهم هذا يؤدي الى هروب من في هذه الشقق.

من جانبه، ذكر اسلام كمال ان هذه الشقق منتشرة في الكثير من شوارع الحساوي، وكذلك هناك نساء يقدمن المتعة الحرام في مناطق اخرى خصوصا في عمارات سكن العمال من الشركات، مبينا ان بعض المساكن الخاصة بالعمال مختلطة من الجنسين، وبالتالي تكون فرصة ممارسة الرذيلة اسهل، وفي امان بعيدا عن اعين رجال الامن، مشيرا الى ان هناك العديد من النساء يجبرن على ممارسة الرذيلة وهناك من تمارس هذه المهنة بإرادتها.

وبسؤاله عن إمكانية اخبار رجال الامن أجاب كمال: اننا نخاف من التكلم لانه بمجرد معرفة هؤلاء الاشخاص اننا وراء أخبار الشرطة نتعرض للضرب وقد تصل العقوبة للقتل، وحتى أهلنا في بلدنا قد يتعرضون للأذى.

وبين ان بعض العاملين في قيادة التاكسي الجوال يعملون في توفير النساء لمن يرغب «بالخربوطة» وبأسعار تكون رخيصة بالنسبة لنا لا تتجاوز الثلاثة دنانير، مبرراً ذهابه لهذه الاوكار لعدم تمكنه من الزواج في الكويت لقلة الرواتب وغلاء المعيشة.

من جهته، قال شيخ جيهان: أنا لا أذهب الى هذه الشقق وانما البنات هن من يأتين الى مسكننا وندفع لهن ثلاثة دنانير فقط ومن دون اي خوف او مشاكل تذكر.

وقال: ان شقق الرذيلة منتشرة في مناطق عدة وليست مقتصرة على الحساوي، ونحن نعلم بوجودها من اصدقائنا، وبعد ذلك اصبحنا نتردد عليها أو نجلب الفتيات منها لمسكننا.

من جانبه، أكد مشرف نور حسين انه يرتاد هذه الشقق لممارسة المتعة الحرام مقابل دينارين الى ثلاثة دنانير، مشيراً الى ان هناك من يسهل له الوصول الى هذه الأوكار.

وقال حسين: الأمر ليس مقتصراً على الرذيلة وانما هناك بيع الخمور والقمار وغيرها من الأمور غير الاخلاقية.

وأفاد بأن هذه المتعة هي وسيلة الترفيه الوحيدة لنا بهذه الغربة، موضحاً ان انتشار هذه الشقق وسهولة الوصول اليها يدفعنا الى الذهاب اليها وشعورنا بعدم وجود رجال الشرطة في هذه المنطقة.

وبين ان هناك تجارة رائجة لبيع الفتيات من شخص لآخر لمن يدفع أكثر ويقوم بحمايتهن ويوفر لهن السكن، موضحاً ان اسعار الفتيات تتراوح بين مئتين الى ثلاثمئة دينار للفتاة الواحدة.

من جانبه، قال أحد المرتادين على هذه الاوكار وفضل عدم ذكر اسمه ان دوار ما يعرف باسم ابليس بمنطقة الحساوي القطعة (2) والذي يتفرع منه شارع (136 الى شارع 140) يعتبر اكثر الاماكن في الحساوي التي تكثر فيها شقق ممارسة المتعة الحرام على حد تعبيره.

وقال: توجد في الشوارع العديد من الشقق الخاصة بممارسة الرذيلة والاشخاص الذين يعملون في هذه الشقق يقفون في الشارع لجلب من يرغب في الممارسة، مشيراً الى ان هناك عصابات تدير هذه الاوكار وتأخذ أتاوات لحمايتها في حال رفض أحد الزبائن دفع المبلغ المتفق عليه لممارسة الرذيلة.

وذكر ان من الاسماء المعروفة لدى أبناء إحدى الجاليات الآسيوية شانتور وعلي وميادون وشهاب الدين وشيك، مشيراً الى ان هذه الاسماء معروفة لدى الجميع وعملها يتركز على أخذ الاتاوات من العاملين بأوكار الرذيلة مقابل حمايتهم، وكذلك يمارسون نشاطهم على أبناء جلدتهم الذين يبيعون ويشترون بشوارع الحساوي والعاملين بمحال بيع المواد الغذائية، لافتاً الى ان معظم القاطنين في منطقة الحساوي يخافون من هؤلاء الاشخاص ويتحاشونهم حتى لا يتعرضوا للأذى.

وأفاد بأن أغلب القاطنين في الحساوي من جنسية آسيوية معينة وهي معروفة للجميع وبالتالي وجود المافيا من أبناء هذه الجنسية الأوفر حظاً في هذه المنطقة ولهم اليد العليا في كل شيء.

وقال: حتى الخمور تباع في هذه المنطقة وبأسعار رخيصة جداً حيث تباع زجاجة الخمر من الحجم الصغير بدينار واحد فقط، مشيراً الى ان رجال الأمن يتواجدون في هذه المنطقة ولكنهم يضبطون الاشخاص المخالفين للاقامة بصورة كبيرة، اما المداهمات الأمنية فهي محدودة.

من جهته، قال شانتي حبيكة: «داخل حساوي كل شيء موجود بنات، ويسكي، قمار شنو أنت يبي موجود»، مضيفاً: «تعتبر الحساوي منطقة عزاب وسكن عمالة لشركات ومن الطبيعي ان تكثر فيها هذه الشقق»، متسائلاً أين نذهب ونحن بالغربة خاصة وان هذه الشقق متواجدة بكثرة وقريبة من مساكننا.



الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي