عمر الطبطبائي / من بين الآراء / الهاوية

تصغير
تكبير
كأوراق الشجر فصل الخريف، تساقطوا ورقة ورقة، لم يحنوا أو يبالوا بتلك الشجرة التي حملتهم في جسدها بقية الفصول، ولم يحترموا كذلك ذلك المسكين الذي يختبئ تحت الشجرة قاصداً ظل أوراقها، تساقطوا وتناسوا بأن الرياح لا ترحم تقتلع كل ما هو أمامها حيثما تشاء من دون أي كرامة.

لم تتعود هذه الأوراق على أن تكون في القمة محمولة بدفء أغصان تلك الشجرة الباسقة، ولم تتعود أيضاً على حماية الأغصان أو الشجرة أو ذلك المسكين! بل تعودت على الذل وعلى أن تكون على الأرض من مكان لآخر سهلة المنال وسهلة أن تكون أيضاً تحت الأقدام.

ليس للأوراق أي مكانة ومن السهولة سحقها من دون بقائها في أعلى الشجرة، فشجرتنا ستظل بكبريائها شامخة باسقة، أما الأوراق فلن يكون لها ما يذكر إلا العار في حدائق التاريخ.

مازال الأمل موجوداً بوجود وبقاء الـ13 غصناً على تلك الشجرة يدافعون عنها من الرياح العاتية، لكن يجب علينا الالتفاف حولهم فهم في أمس الحاجة إلينا جميعاً.

هذه الأوراق كبعض نواب اليوم، تساقطوا واحداً تلو الآخر يتحركون مع اتجاه الرياح، مبادءهم مكتوبة بقلم من الرصاص تنمسح متى شاؤوا، حسب مصالح الرياح!

ر س ا ل ة:

للأخوه النواب، خصوصاً بعض ممثلي الدائرة الثانية، نرجوكم نرجوكم نرجوكم نرجوكم أن تعودوا إلى الشجرة!





عمر الطبطبائي

مهندس كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي