No Script

أكد أن الشراكة الأوروبية - الخليجية باتت أكثر أهمية بعد الحرب الروسية - الأوكرانية

بوريل: الكويت صوت الاعتدال... شريك موثوق


جوزيب بوريل
جوزيب بوريل
تصغير
تكبير

- نشجع الكويت على لعب دور فعّال في استقرار أسواق النفط العالمية
- نضع في اعتبارنا مخاوف شركائنا الخليجيين في شأن «الاتفاق النووي» مع إيران

في حين أثنى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس، على العلاقات مع دولة الكويت، واصفاً إياها بأنها «شريك وثيق وموثوق به» و«صوت للاعتدال» في المنطقة، شدد على الأهمية التي يعول عليها الاتحاد لتوسيع العلاقات مع الكويت ودورها في الاستقرار في المنطقة والتعاون، لإيجاد حلول لإنهاء الحرب في أوكرانيا،.

وأعرب بوريل في مقابلة مع وكالة «كونا»، قبل جولة خليجية بدأها أمس من قطر وتقوده اليوم إلى الكويت، عن تطلعه إلى القيام بزيارته الأولى بصفته الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية إلى الكويت.

ووصف بوريل جولته الخليجية بأنها تأتي «في وقت حاسم»، لافتاً إلى أن «الحرب في أوكرانيا تمثل لحظة حاسمة للعالم بأسره ومستقبل نظامنا الدولي القائم على القواعد».

وأشار إلى أن الوضع الحالي في أوكرانيا في ضوء العمليات العسكرية التي تشنها روسيا هناك «يجعل شراكتنا مع الخليج أكثر أهمية».

وأوضح أن الزيارة ستتيح فرصة لإجراء مناقشات مع الشركاء بالكويت في ما يتعلق بتعزيز التعاون بين الجانبين «ليس في شأن أوكرانيا والبحث عن حلول لوقف الحرب فحسب، ولكن أيضاً في شأن الأزمات الإقليمية الملحة والقضايا ذات الاهتمام المشترك مثل سورية ولبنان واليمن والعراق، وخطة العمل المشتركة الشاملة مع إيران (الاتفاق النووي). نضع في اعتبارنا مخاوف وآراء شركائنا الخليجيين».

وأشار إلى أن الهجوم الروسي «لا يتعلق بأوكرانيا فحسب... إنه ينتهك قواعد السياسة الدولية وميثاق الأمم المتحدة»، موضحاً أن «الهجوم على أي دولة مستقلة وذات سيادة في العالم يجعل العالم بأسره مكاناً أكثر خطورة ويخلق مزيداً من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط أيضاً».

وأوضح بوريل أن «الحرب وعواقبها يمنحان الطموح الجيوسياسي للاتحاد الأوروبي قوة دفع جديدة تقودنا نحو التفكير في تسريع جهود تنويع مصادر الطاقة والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة لتقليل اعتمادنا على روسيا في مجال الطاقة».

وأضاف «هذا يفتح أيضاً آفاقاً جديدة للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والكويت... ومن هذا المنطلق نشجع الكويت على لعب دور فعّال في استقرار أسواق النفط العالمية من خلال زيادة الإنتاج وتشجيع أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) على الاضطلاع بأدوارهم».

وشدد بوريل على أن «الكويت شريك وثيق وموثوق به للاتحاد الأوروبي. وأول دولة خليجية وقعنا معها اتفاقية تعاون في عام 2016 ومنذ ذلك الحين تعمق تعاوننا واتسع نطاقه ليشمل مجموعة كبيرة ومتنوعة من المجالات ومنها التجارة والاستثمار والأبحاث والتعليم والتنمية والمساعدات الإنسانية والأمن ومكافحة الإرهاب».

وقال إنه يعتزم أن يناقش مع الشركاء بالكويت «تعزيز علاقاتنا الثنائية وتوسيع الشراكة والعمل المشترك لمواجهة التحديات العالمية الحالية، لاسيما تغير المناخ والتحول إلى الطاقة الخضراء».

وأشاد بدولة الكويت باعتبارها «صوتاً للاعتدال في المنطقة»، مؤكدا أنها تبذل بالفعل الكثير من الجهود من أجل الوساطة والسلام في منطقة الخليج وخارجها.

وأضاف «نحن نثمن عالياً المساعي الحميدة للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد في المنطقة، لاسيما من أجل تسوية الخلاف الخليجي، الأمر الذي كان ضرورياً لنجاح قمة العلا (التي عقدت بالسعودية في يناير 2021) وتمهيد الطريق لإعادة إطلاق التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي».

وقال بوريل إن «الأعضاء الـ27 بالاتحاد الأوروبي يريدون أيضا زيادة التعاون مع الشركاء ذوي النوايا الحسنة، ومنهم الكويت في شأن المبادرات التي تسهم في خفض التصعيد والحوار في المنطقة».

وحول العلاقات التجارية، قال بوريل «نحن أول شريك للكويت من حيث الواردات وثاني أكبر شريك تجاري لكن لا يزال بإمكاننا فعل المزيد معا لأن رؤانا للمستقبل تكمل بعضها البعض وكلانا بحاجة إلى تنويع اقتصاداتنا وإن كان ذلك بطريقة مختلفة».

وأكد الحرص على العمل المشترك مع الكويت لمواجهة التحديات العالمية لاسيما تغير المناخ، معرباً عن الأمل بأن تتخذ الكويت خطوات أخرى بهذا الاتجاه في ضوء إطلاق «مبادرات جريئة» في شأن التحول الأخضر في منطقة الخليج أخيراً.

وفي شأن المساعدات الإنسانية، قال بوريل «الاتحاد الأوروبي هو أكبر مانح للمساعدات الإنسانية والإنمائية.

ونحن مهتمون بالعمل عن كثب مع الكويت لمواجهة الكوارث الإنسانية في مناطقنا.

هناك وضع مأسوي يتكشف في أوكرانيا وفي مناطق صراع أخرى لاسيما اليمن وسورية وفلسطين».

وأعلن أنه سيستضيف في العاشر من مايو المقبل المؤتمر الدولي السادس للمانحين في شأن سورية في بروكسل، معرباً في هذا الإطار عن «الاعتماد كثيرا على استمرار كرم وسخاء الكويت».

ثالث لقاء مع الناصر من بداية العام

أشار بوريل إلى أنه التقى وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر، في مناسبات عدة سابقة، معرباً عن التطلع لعقد لقاء آخر معه في إطار جولته الخليجية التي استهلها بزيارة قطر أمس، لحضور منتدى الدوحة قبل زيارته إلى الكويت.

وقال «سيكون ثالث لقاء لي مع الشيخ الناصر منذ بداية العام... اتصالاتنا إلى جانب الزيارة المرتقبة، بمثابة تأكيد لعلاقة ديناميكية للغاية بين الاتحاد والكويت».

شراكة أقوى مع «التعاون» على الطاولة... بعد رمضان

حول العلاقات مع دول الخليج قال بوريل «نعتزم تعزيز تعاوننا مع منطقة الخليج في المجالات ذات الاهتمام المشترك».

وأوضح «سيكون طرحنا الخاص بشراكة أقوى وأكثر استراتيجية (مع دول مجلس التعاون الخليجي) على الطاولة قريباً في شكل مجموعة اتصال تحدد عدداً من مقترحات الاتحاد والمجلس لتعزيز تعاوننا».

وكشف عن عزم الاتحاد نشر الاستراتيجية من أجل إرساء تعاون أقوى مع دول مجلس التعاون الخليجي، بعد فترة وجيزة من انتهاء شهر رمضان (في مايو).

«الاتفاق النووي» يرسي دينامية أكثر إيجابية

في ما يتعلق بالمفاوضات الجارية في شأن الاتفاق النووي مع إيران، أعرب بوريل عن قناعة الاتحاد الأوروبي، بأن الاتفاق النووي «سيساهم بشكل كبير في تعزيز الاستقرار والأمن العام في المنطقة وإرساء ديناميكية أكثر إيجابية».

وأضاف «عندما تحين اللحظة وتلتزم جميع الأطراف مرة أخرى بالتزاماتها بالكامل، فإنه يمكن أن يكون الاتفاق نقطة انطلاق لمناقشة قضايا مهمة أخرى. والاتحاد الأوروبي مستعد للمزيد من المشاركة والدعم في هذا الصدد».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي