No Script

كالينيفكا الأوكرانية الهادئة تدخل الحرب إثر استهداف «كاليبر» مخزن وقود فيها

عمود من الدخان الأسود يغطي سماء قرية كالينيفكا
عمود من الدخان الأسود يغطي سماء قرية كالينيفكا
تصغير
تكبير

كالينيفكا (أوكرانيا) - أ ف ب - يغطي عمود من الدخان الأسود المتصاعد من مخزن للوقود استهدفته ضربة روسية سماء كالينيفكا الهادئة، حاجباً أشعة الشمس في القرية التي كانت نسبيا بمنأى عن أجواء المعارك.

ولا تزال النيران تلتهم حطام مخزن الوقود الواقع على بعد نحو 40 كيلومتراً إلى الجنوب من كييف، غداة الضربة الروسية التي استهدفته بصواريخ «كاليبر»، يوم الخميس.

وقالت تاميلا إيفانيوك (57 عاماً) لـ «فرانس برس» من أمام متجر محلي «شاهدنا الانفجار والحريق الذي اندلع. كان الأمر مخيفاً جداً».

وكالينيفكا قرية زراعية هادئة منازلها قديمة تقليدية تكثر فيها البرك المائية.

لكن السكان يخشون من أن تتحوّل قريتهم إلى هدف للقوات الروسية إذا ما تسارعت وتيرة عملياتها العسكرية لتطويق العاصمة كييف.

وسبق أن تعرّضت القرية لهجمات عدة، كما دمّرت غارات روسية مطار فاسيلكيف القريب منها في 12 مارس.

لكن الحجم الهائل للانفجار الذي خلّفه استهداف مخزن الوقود يتخطى كل ما شهدته القرية منذ بدء الغزو الروسي قبل أربعة أسابيع.

وقالت عاملة المقهى آنيا فولفرام، البالغة 19 عاماً «تحطّمت النوافذ في منازل عدة» في القرية الواقعة على بعد نحو كيلومترين من مخزن الوقود.

وتابعت «نحن قلقون الآن من تمدد النيران إلى أبنية سكنية».

جاءت الضربة غداة إعلان روسيا أنها أنجزت المرحلة الأولى من غزوها، وأنها ستركّز جهودها على منطقة دونباس الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا.

وأكدت أن المخزن كان يستخدم لتموين القوات الأوكرانية في وسط البلاد، وإنها استهدفته بـ«صواريخ كاليبر بعيدة المدى وعالية الدقة»، موضحة أن الصواريخ أطلقت من البحر.

وشوهدت في الموقع صهاريج بيضاء عدة مدمّرة وحريق أصغر نطاقا تلتهم ألسنته خطاً متضرراً لتوزيع الوقود.

وتفقّد متطوعو الدفاع المدني الأوكراني مرارا الموقع لسؤال الصحافيين عما يفعلونه في المكان.

وعند نقطة تفتيش قرب المخزن، قال أحد حرّاس المنشأة طالبا عدم كشف هويته، «الانفجار كان كبيرا جداً... لحسن الحظ لا توجد إصابات».

وذكر سكان انه رغم أن قريتهم تبعد عشرات الكيلومترات عن خط الجبهة، إلا أنها تعرضّت لهجمات روسية خمس إلى عشر مرات بما في ذلك إطلاق نار استهدف مصنعاً لتعليب الأسماك.

وقالت فولفرام «كان الأمر مخيفاً جداً لكن في الوقت الراهن ليس لدينا مكان نهرب إليه».

واتّهمت موسكو بالسعي إلى تدمير البنى التحتية لأوكرانيا لدفع شعبها إلى الرحيل.

وغادر الأراضي الأوكرانية نحو 3.7 مليون شخص هرباً من المعارك، لكن سكان كالينيفكا متمسكون بأرضهم رغم استهداف مخزن الوقود القريب.

وقالت إيفانيوك وهي عاملة في مصنع «سنبقى في بلدنا أوكرانيا»، واصفة الغزو بأنه هجوم «لا يعقل» على شعب مسالم.

وتابعت «إلى ذلك، أوروبا مكتظة بمواطنينا. إلى الآن نحن لا نخطط للذهاب إلى أي مكان وسنبقى في بلدنا».

أوربان يرد على زيلينسكي: نحن ندافع عن مصالحنا
رد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان على اتهامات رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي، بالقول إن بلاده تدافع عن مصالحها الوطنية وتقف إلى جانبها فقط.

في وقت سابق، أعرب زيلينسكي عن استيائه من أن بودابست تعارض توسيع العقوبات المناهضة لروسيا لتشمل قطاع الطاقة، ولا تدعم فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، ولا تزود كييف بالأسلحة ولا تسمح بمرور هذه الأسلحة عبر أراضيها.

وأضاف أوربان: «وجهة النظر الأوكرانية مفهومة تماماً: هم يطالبون بتدخل (حلف) الناتو، وبدء حرب جوية، وتوفير الأسلحة لهم. ولكن نحن لسنا أوكرانيين، ولسنا روساً - نحن مجريون... وعلى سؤال إلى جانب من تقف المجر، نرد بالقول إنها تقف إلى جانب المجر. نحن نساعد كل من يعاني من صعوبات، لكننا نريد ضمان وحماية مصالحنا الوطنية».

ووفقاً له، هناك دول ترغب في أن يشارك «الناتو» أو الاتحاد الأوروبي في النزاع إلى حد ما أو حتى بالقوة.

وأشار أوربان إلى أن هناك دولاً مثل المجر «تريد البقاء خارج النزاع، وكل المناقشات المفتوحة والمخفية تدور باستمرار حول هذا الموضوع». وشدد على أن حكومته «تريد الدفاع عن المصالح الوطنية، ولا تريد العوم كمرؤوس إلى جانب الدول الأخرى الكبيرة أو ذات النفوذ».

لماذا لا يستهدف الروس... مقر زيلينسكي؟
كشف الفريق المتقاعد أليكسي بوليكوفسكي، سبب عدم تعرض الجيش الروسي لرئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي، وسبب عدم قصف المباني الرسمية في كييف.

وقال بوليكوفسكي، الذي شغل منصب قائد القوة الروسية في الشيشان في التسعينيات، «لنطرح على أنفسنا سؤالاً: لماذا لم نقم حتى الآن بقصف القصر الرئاسي بصاروخ عالي الدقة حيث يتواجد زيلينسكي أو نستهدف مبنى البرلمان أو مبنى جهاز أمن الدولة؟ صدقوني كرجل عسكري لا مشكلة.

لو كانت هناك حاجة لتمت تصفية كل هؤلاء. يجب أن يفهموا أننا بحاجة إليهم، على سبيل المثال زيلينسكي مطلوب لتوقيع بعض الوثائق. لنقل أنه يجب أن يكون هناك الرئيس الشرعي، الذي سيوقع على الوثائق ويوافق عليها».

وأشار إلى أن ذلك يعتبر ضرورياً، «ليس فقط بالنسبة لنا، وليس فقط للعالم بأسره، بل وكذلك لأوكرانيا نفسها. حتى لا تقول الأجيال القادمة أبداً أنه كان هناك نوع من التغيير غير المشروع في السلطة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي