No Script

واشنطن تستهدف استخدام احتياطي الذهب الروسي... وبروكسيل تتمهّل في فرض عقوبات جديدة

بوتين «يتراجع» أوكرانياً وأوروبياً وبايدن «يتقدّم» على الجهة الشرقية

لقطة جماعية لقادة مجموعة السبع في بروكسيل أمس		 (رويترز)
لقطة جماعية لقادة مجموعة السبع في بروكسيل أمس (رويترز)
تصغير
تكبير

- تقديرات «الناتو»: نحو 40 ألف جندي روسي قتلوا أو أصيبوا أو أسروا أو فقدوا
- أوكرانيا تصد القوات الروسية حول كييف وتدفعها للتراجع
- جونسون: بريطانيا ستزوّد أوكرانيا بـ 6 آلاف صاروخ إضافي
- أكثر من نصف أطفال أوكرانيا نزحوا منذ بدء الغزو
- واشنطن تبدأ مشاورات لتزويد كييف صواريخ مضادة للسفن
- تمديد ولاية ستولتنبرغ لسنة على خلفية الحرب

مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا شهره الثاني، يبدو أن الرئيس فلاديمير بوتين، أخفق في تحقيق أهدافه بإخضاع كييف، إلا أنه نجح في توحيد أوروبا عسكرياً ووصل ما انقطع بين ضفتي الأطلسي، بقيادة الولايات المتحدة، التي حاصره رئيسها جو بايدن، في بروكسيل، بثلاث قمم في يوم واحد، مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، مشدداً العقوبات على موسكو، ومعززاً دفاعات «الناتو» على الجهة الشرقية لأوروبا.

لكن... وفي مقابل إعلان الولايات المتحدة وبريطانيا، أمس، عقوبات مالية جديدة على روسيا، تستهدف عالم السياسة ورجال أعمال نافذين وصناعة الدفاع، قال رئيس وزراء هولندا مارك روته، إن زعماء الاتحاد الأوروبي لن يتفقوا على فرض عقوبات جديدة في قمتهم التي بدأت أمس، وتستمر يومين.

وصرح روته لدى وصوله لحضور القمة التي يشارك فيها زعماء التكتل الأوروبي الـ 27 «لا يمكننا أن نبحث فرض عقوبات في مثل هذا الجمع الكبير، نحن نريد اقتراحات. فرضنا بالفعل كثيراً من العقوبات، وندخل الآن مرحلة أكثر تعقيداً».

وجاء في بيان للبيت الأبيض، أن الإجراءات التي تنص خصوصاً على تجميد أصول في الولايات المتحدة، تشمل 328 نائباً في «الدوما»، وكذلك مجلس النواب الروسي نفسه، و48 من «الشركات العامة الكبرى» في قطاع الدفاع.

وأشار البيان إلى أنها «عقوبات حظر تام على أكثر من 400 شخص وكيان من بينها مجلس الدوما وأعضاؤه وأفراد إضافيون من النخب الروسية وشركات الدفاع الروسية التي تغذي آلة حرب بوتين».

وأشارت وزارة الخزانة في بيان منفصل، إلى أن العقوبات تستهدف خصوصا «تاكتيكل ميسيلز كوربوريشن» وهو تكتل دفاعي تابع للدولة ينشر أسلحته حالياً في روسيا.

وتريد الولايات المتحدة أيضاً، فرض عقوبات على أي صفقة تشمل احتياطي الذهب الروسي لتجنب أن تلتف موسكو بذلك على إجراءات العزلة المالية التي اتخذها الغربيون ضدها.

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين في بيان، إن الولايات المتحدة وحلفاءها «يضربون في الصميم قدرة روسيا على تمويل وتنفيذ حربها والفظائع ضد أوكرانيا».

وتشمل العقوبات الجديدة، الملياردير غينادي تيمتشينكو وشركتيه «فولغا غروب» و«ترانسويل» وأفراد عائلته.

ومن بين الشخصيات المستهدفة أيضاً، غيرمان غريف، رئيس مصرف «سبيربنك» الروسي و«مستشار بوتين منذ التسعينات»، بحسب البيت الأبيض، وكذلك 17 عضواً من مجلس إدارة مصرف «سوفكومبنك».

في المقابل، لم يدرج رومان أبراموفيتش في القائمة الجديدة.

عسكرياً، أعلن الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أن «الناتو» سيزود أوكرانيا معدات حماية من التهديدات الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، كما سيحمي قواته المنتشرة على الجهة الشرقية من هذه التهديدات.

وقال في ختام قمة استثنائية لقادة الحلف، إن الحلفاء «قلقون» من احتمال استخدام هذه الأسلحة في أوكرانيا. وأضاف «قد تشمل معدات كشف وحماية ودعما طبيا بالإضافة إلى تدريب على إدارة الأزمات».

وأوضح «نعمل أيضاً على تحسين جهوزية قوات الحلفاء. وقام القائد الأعلى للقوات العسكرية للتحالف الجنرال والترز بتنشيط عناصر الدفاع الكيماوي والبيولوجي والإشعاعي والنووي للناتو فيما ينشر حلفاؤنا وسائل دفاع لتعزيز قوات المجموعات الدفاعية».

وأضاف «نتخذ تاليا إجراءات لدعم أوكرانيا والدفاع عن أنفسنا».

وقد وافق الحلفاء على تقديم مزيد من المساعدة لأوكرانيا بعد تشديد الرئيس فولوديمير زيلينسكي على «الأهمية الحيوية لتقديم مزيد من المساعدة العسكرية»، وفق ستولتنبرغ، الذي مددت ولايته لسنة على خلفية الحرب.

ولم يحدد ستولتنبرغ الأسلحة التي سيقدمها الحلفاء، لكن مسؤولة أميركية رفيعة المستوى، أشارت خلال القمة، إلى أن الولايات المتحدة «بدأت مشاورات لتزويد أوكرانيا صواريخ مضادة للسفن».

في السياق، وافق قادة الحلف على إنشاء أربع مجموعات قتالية جديدة في رومانيا والمجر وبلغاريا وسلوفاكيا، وعلى تعزيز المجموعات الأربع التي شكّلت في بولندا ودول البلطيق الثلاث.

وأكد بايدن، أن قادة الحلف سيضعون أيضا خططا لقوات وقدرات إضافية قبل قمتهم المقررة في يونيو المقبل.

والأربعاء، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن لندن سترسل إلى أوكرانيا ستة آلاف صاروخ إضافي، ما يمثل زيادة بأكثر من الضعف في الأسلحة الفتاكة الدفاعية التي قرّرت لندن تزويد كييف بها منذ الغزو. كما أعلنت السويد وألمانيا، عن إرسال آلاف الصواريخ الجديدة إلى كييف.

وكانت القوات الأوكرانية تلقّت ألف صاروخ و500 قاذفة صواريخ أرض - جو من طراز «ستينغر» من احتياطيات الجيش الألماني.

ميدانياً، يقدر «الناتو» أن نحو 40 ألف جندي روسي قتلوا أو أصيبوا أو أسروا أو فقدوا خلال الشهر الأول من الحرب، وفق ما أكد مسؤول في الحلف لشبكة «إن بي سي نيوز».

وقال إن ما بين 7000 و15000 جندي روسي قتلوا، وفق أحدث تقرير استخباراتي.

وأعلنت القوات الأوكرانية، من جهتها، انها صدت القوات الروسية في بعض المناطق حول كييف ودفعتها للتراجع، لكن موسكو لم تتخل عن الأمل في محاصرة العاصمة الأوكرانية والاستيلاء عليها.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك «في بعض القطاعات تم دفع العدو للتراجع أكثر من 70 كيلومتراً، وفي بعض القطاعات العدو موجود على مسافة 35 كيلومتراً».

إنسانياً، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، أمس، أن الحرب «أدت إلى نزوح 4،3 مليون طفل - أكثر من نصف أطفال أوكرانيا الذين يُقدّر عددهم بـ7،5 مليون طفل».

وأوضحت أن 1،8 مليون طفل أصبحوا لاجئين، و2،5 مليون طفل نزحوا داخل البلاد.

الكرملين: جونسون أكثر زعماء العالم عدائية

عقوبات بريطانية على ابنة العشيقة المفترضة للافروف

أعلنت الحكومة البريطانية، أمس، فرض حزمة جديدة من العقوبات تستهدف 59 شركة وشخصية روسية وستّ شركات وشخصيات بيلاروسية.

ومن بين المستهدفين، مجموعة «ألروزا» الروسية العملاقة للألماس، ومجموعة «فاغنر» الخاصة للخدمات العسكرية، ومؤسس «تينكوف بنك» أوليغ تينكوف، ورئيس بنك «سبيربنك» الأكبر في روسيا غيرمان غريف، وكذلك ابنة العشيقة المفترضة لوزير الخارجية سيرغي لافروف، بولينا كوفاليفا التي تقطن في لندن.

وقالت وزيرة الخارجية ليز تراس في بيان أعلنت فيه عن حزمة العقوبات الجديدة «هؤلاء الأثرياء والشركات والمجرمون المأجورون متواطئون في قتل مدنيين أبرياء ومن الصحيح أن يدفعوا الثمن».

وأُدرج أكثر من ألف فرد وكيان روسي على لائحة المستهدفين بالعقوبات البريطانية منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.

وفي موسكو، وصف الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بـ «أكثر زعماء العالم عدائية» تجاه روسيا.

وقال إن «تصريحات جونسون العدائية ستتسبب في وصول الديبلوماسية إلى طريق مسدود في نهاية المطاف».

الصين تعتبر الاتهامات الأطلسية «نشراً للتضليل»

بكين - أ ف ب - اعتبرت الصين، أمس، أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ «ينشر التضليل»، وذلك رداً على اتهامه لها بتوفير دعم لروسيا خلال غزوها لأوكرانيا، في ظل ضغوط غربية متنامية على بكين لإبعادها عن موسكو.

ورفضت الصين الى الآن أن تدين بصراحة الهجوم الذي تشنه حليفتها روسيا على جارتها الغربية، كما تتأخر عن دول عدة في توفير مساعدة إنسانية لكييف.

واتهم ستولتنبرغ، أمس، الصين بدعم روسيا سياسياً من خلال «نشر أكاذيب صارخة ومعلومات مضللة»، وحذّرها من توفير دعم مادي لنشاطاتها الحربية.

ورداً على ذلك، اعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية وانغ ونبين، أن موقف الصين «يتناسق مع رغبات معظم الدول (...) أي اتهامات غير مبررة أو شكوك حيال الصين ستُهزم».

وأضاف «كررنا مرارا بأن أوكرانيا يجب أن تصبح جسراً بين الشرق والغرب، بدلاً من أن تكون على الجبهة في لعبة بين القوى العظمى».

«مجموعة النمر» الأميركية... للردّ على التهديدات النووية

شكّل البيت الأبيض، فريقاً لوضع سيناريوهات رد فعل واشنطن وحلفائها على احتمال استخدام موسكو للأسلحة النووية.

وجاء في الخطة، التي نقلتها صحيفة «نيويورك تايمز»، أن «مجموعة النمر»، تدرس الردود على هجوم روسي افتراضي على قوافل بالأسلحة والمساعدات المتجهة إلى أوكرانيا على أراضي دول حلف «الناتو»، حيث يحاول المسؤولون، رغم تقديرهم بأن احتمال تطور مثل هذا السيناريو «ضئيل»، تحديد الطريقة التي يجب أن ترد بها واشنطن على «انتشار» مثل تلك الأعمال «العدائية» في الدول المجاورة، بما في ذلك مولدوفا وجورجيا، وكيفية إعداد الدول الأوروبية لتدفق اللاجئين الأوكرانيين.

ووقّع على وثيقة إنشاء «مجموعة النمر» مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي جيك ساليفان، بعد أربعة أيام من بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

يُشار إلى أن «مجموعة النمر» لعبت بالفعل دوراً مركزياً في تطوير «كتائب» لفرض عقوبات على روسيا، وزيادة عدد القوات في دول «الناتو»، وتسليح القوات الأوكرانية. بالإضافة لذلك، تحاول تحديد الخط الذي قد يؤدي تجاوزه إلى دفع الحلف إلى استخدام القوة العسكرية في أوكرانيا.

ومع ذلك، ووفقاً لـ «نيويورك تايمز»، فقد نشأ توتر ما بين البيت الأبيض والبنتاغون حول مقدار التفاصيل في شأن التخطيط العسكري، الذي ترغب وزارة الدفاع مشاركتها مع المسؤولين في المجموعة.

كما شكّل ساليفان فريقاً آخر لوضع خطط «طويلة المدى» يمكن للولايات المتحدة أن تلجأ إليها، لتحسين «وضعها الجيوسياسي»، حيث يُحذّر مسؤولون من أنه من السابق لأوانه الحديث عن مدى تأثير «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا على موقع موسكو في العالم.

رسائل من عميل استخبارات روسي... بوتين أمام «خطر حدوث انقلاب»

كشف عميل روسي يعمل في جهاز الاستخبارات، أن الرئيس فلاديمير بوتين بات معرضاً لخطر الانقلاب من قبل أجهزة الأمن الخاصة به أكثر من أي وقت مضى من جراء تداعيات الحرب في أوكرانيا.

ويتزايد خطر وقوع انقلاب من قبل جهاز الأمن الفيديرالي (الاستخبارات) ضد بوتين كل أسبوع مع استمرار الحرب، وفقاً لصحيفة «التايمز» البريطانية.

وتحدث العميل بهذه المعلومات لفلاديمير أوسيشكين، المطلوب في روسيا لعمله في فضح الانتهاكات في السجون الروسية، عبر رسائل مفادها بأن الفوضى والاستياء غمرت أجهزة الأمن بعد الغزو الفاشل لأوكرانيا.

ونشر أوسيشكين ما يقرب من 12 من الرسائل.

وقال لـ «التايمز» إن المخاطر التي يواجها عملاء الاستخبارات من جراء حديثهم علانية كانت علامة على غضبهم المتزايد من بوتين، الذي ألقى باللوم عليهم في فشل محاولة روسيا الإطاحة بحكومة كييف.

ويؤكد أوسيشكين للصحيفة أن الغضب داخل جهاز الأمن الفيديرالي يتصاعد تجاه بوتين، حيث أصيب الضباط بخيبة أمل من جراء العقوبات الغربية.

ونقلاً عن مصدره، يشير أوسيشكين إلى أن هذا يعني أن «عملاء الاستخبارات في البلاد ممنوعون من السفر لقضاء العطلات أو أنهم لن يتمكنوا مستقبلاً من اصطحاب أطفالهم إلى ديزني لاند باريس».

ويتقاضى ضباط الاستخبارات الروسية، أجوراً أعلى بكثير من متوسط ما يتقاضاه الموظفون في روسيا، كما يتم منحهم شقة من قبل الدولة.

يقول أوسيشكين إن ضباط الاستخبارات ورجال الشرطة والمدعين العامين وبقية الأشخاص داخل النظام، عاشوا خلال السنوات الماضية حياة جيدة.

لكن الآن، وفي ظل العقوبات الغربية انتهى هذا كله، حيث يعاني الاقتصاد من الشلل وانخفضت قيمة الروبل.

ويبين أنه وبعد أن اعتاد العملاء على حياة أفضل، لا يريدون «العودة إلى حقبة الاتحاد السوفياتي».

ويتابع أن «العملاء المحبطين على استعداد لتغيير النظام بأكمله إذا لزم الأمر»، مضيفاً «مع كل أسبوع وكل شهر تستمر فيه هذه الحرب، تزداد احتمالية تمرد عناصر الأجهزة الأمنية».

وفاجأ الأداء الضعيف للقوات الروسية، المحللين، الذين توقعوا في بداية الحرب، أن الجيش الضخم والمتقدم تقنياً، سينهي المهمة بوقت قصير.

ويثير التقدم البطيء والخسائر الفادحة لحرب بوتين، الشكوك في شأن القدرات التخطيطية لجيشه وثقته بكبار قادة أجهزته الاستخبارية ووزير دفاعه المخلص سيرغي شويغو، وجودة المعلومات الاستخباراتية التي تصل إليه.

كما تظهر هذه المعطيات مساوئ الحكم الشمولي لبوتين، حيث لا يملك المسؤولون والضباط العسكريون سوى القليل من الصلاحيات لاتخاذ قراراتهم والتكيف مع التطورات على الأرض، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، الأربعاء.

وتشير إلى أن «إخفاقات» بوتين تظهر واضحة من خلال مقتل العديد من كبار القادة العسكريين الروس في أوكرانيا.

وتتابع الصحيفة أن عدم إحراز تقدم واضح في الحرب أدخل الشك حتى في نفوس المؤيدين للغزو، رغم أن موسكو تدعي أن سبب ذلك يعود إلى حرص جيشها على تجنب إلحاق الأذى بالمدنيين.

ويؤكد محللون أن الإخفاقات في أوكرانيا بدأت بخلق انقسامات داخل القيادة الروسية، أدت لاعتقال عدد من كبار المسؤولين أو وضعهم تحت الإقامة الجبرية وتحميلهم مسؤولية الفشل، حتى الآن.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي