No Script

ألوان

مسلسلات رمضان

تصغير
تكبير

تتسابق شركات الإنتاج لتجهيز سلسلة من المسلسلات قبيل شهر رمضان المبارك لعام 2022م، حيث إن هناك الكثير من الفنانين والطاقم الفني منشغلون بتصوير المسلسلات محلياً وخليجياً وعربياً، وتبقى المنافسة قائمة فيما بينها والجمهور هو الفيصل حيث إن كل مسلسل له جمهوره الخاص به.

وخلال متابعتي المتواضعة للمسلسلات ولست ناقداً فنياً أنها دون مستوى الطموح، وإن كانت هناك أعمال جيدة فهي حالة استثنائية.

وأكد لي أحد الأصدقاء النقاد العرب، وقال لي إن دولة تعتبر عاصمة للثقافة العربية مثل جمهورية مصر العربية تعاني من أزمة بالحصول على نص درامي جيد، ولا يعني ذلك عدم وجوده إلا أنه بات عملة نادرة إلى حد ما، الأمر الذي يلقي بظلاله على واقع الدراما المصرية التي كانت الأكثر حضوراً وتميزاً، خاصة أن الفنانين المصريين يتجلى إبداعهم متى ما وجدوا نصاً جميلاً ومخرجاً ذا رؤية ودعماً مادياً ومعنوياً، فإنهم يقدمون أداءً خيالياً منحت الدراما المصرية تلك المكانة المرموقة عربياً.

لقد كانت السينما والدراما العربية بخير، متى ما كان هناك من يكتب سيناريو وقصة فيلم خصيصاً للسينما، أو عندما يتم تحويل رواية مميزة إلى فيلم بعد أن يتصدى لها كاتب سيناريو مميز، ولعمري أن هذا ما ينقص الدراما الكويتية حيث إن نقص النص الجيد دفع بالكثير من الممثلين إلى محاولة كتابة نص درامي مستنداً على خبرته الطويلة في التعامل مع نصوص الدراما فكانت هناك نجاحات وإخفاقات.

وبالنسبة للدراما الكويتية أقترح أن يكون هناك لجنة ثقافية تتمثل بأعضاء مختصين للارتقاء بالدراما الكويتية، وليكن من بين أعضائها الدكتور خالد عبداللطيف رمضان، أمين عام رابطة الأدباء، وهو مسرحي ذو صلة بالأعمال الفنية، وكذلك الدكتور خليفة الوقيان والدكتور سليمان الشطي وبعض نجوم الفن أمثال محمد جابر وعبدالرحمن العقل وسعاد عبدالله وفيصل العميري، وتلك الأسماء للذكر وليس الحصر، إضافة إلى ضرورة تنظيم ندوات وورش عمل فنية بمشاركة مجموعة من المخرجين والمؤلفين لوضع خارطة طريق للارتقاء بالدراما الكويتية، ولا ننسى مشاركة بعض المنتجين فهم أصحاب الخبرة... وبالتالي هم الأصل.

إن أهم مثالب الدراما الكويتية هي أنها تقدم بعض الأحداث الشاذة في المجتمع على أنها باتت ظاهرة، وكل من لا يعرف حقيقة المجتمع الكويتي يعتقد وهو يشاهد تلك المسلسلات فتنبثق لديه فكرة بأن هذا الوضع هو الواقع، وهنا يأتي دور الرقابة الرسمية ودور الرقابة الذاتية التي اشتهر بها المبدع الكويتي وهو يقدم رسالته الفنية السامية.

لا ندعي أن المجتمع الكويتي ليس فيه مشاكل أو مآسٍ، ولا ندعي أننا مجتمع مثالي، لكننا لا نتقبل أن يتم تقديم تلك القصص بصورة فجة لا تتناسب مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، فنحن بلد محافظ دون تشدد وبلد يميل إلى الوسطية منذ نشأة الدولة قبل أن تصبح الوسطية شعاراً إعلامياً وسياسياً يتغنى فيه الكثير.

فلنقدم دراما تكون بمثابة مرآة لمجتمعنا دون رتوش، فليس من المنطق أن نقدم للآخرين أننا كلنا أغنياء وأننا نعيش في قصور أو فلل، والواقع أننا متفاوتو مستوى المعيشة وأغلبنا يعيش بالإيجار، وهذا أمر قد لا يصدقه الكثير من الإخوة العرب، حيث إن انطباعهم عن الكويت تتمثل في صورة نمطية من الصعب تغييرها أو تعديلها.

وهناك برامج منوعة في شهر رمضان المبارك، إلى جانب الدراما منها برنامج يحمل اسم «صادوه» وفكرة البرنامج مقتبسة، وتتمثل بتوجيه أسئلة لبعض النجوم من الممثلين مع بعض المضايقات الاستفزازية من قبل المذيع الصيرفي وهو طاقة فنية مرموقة، إلا أن الاتفاق مع بعض الممثلين كان حاضراً، وقد فضحهم الفنان داود حسين في أحد برامجه حين قام بتقليد الفنان الراحل، وقال جملة لاذعة متى تريدني أن أرمي فريق العمل في حمام السباحة.

إن الاهتمام بالدراما الكويتية مهم جداً مثل الاهتمام ببقية قطاعات الدولة خاصة أنها ما زالت تحظى بمتابعة حثيثة من قبل الجمهور المحلي والخليجي على الأقل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي