No Script

وفق رؤية 2030

«أرامكو»... حجر الزاوية لتحديث وتنويع اقتصاد السعودية

تصغير
تكبير

تعود بداية شركة أرامكو المعروفة باسم «عملاق النفط العالمية» إلى عام 1933 مع تأسيس شركة لإدارة امتياز التنقيب عن النفط في المملكة العربية السعودية التي عرفت باسم «Casoc» الذي يتكون من الحروف الأولى للاسم الكامل للشركة «كاليفورنيا أريبيان ستاندرد أويل كومباني».

وتذكر مقالة في موقع «بزنيس إنسايدر» أنه في ذلك الوقت لم تكن قد اكتشفت بعد قطرة نفط واحدة في الأراضي السعودية، بل إن لا أحد كان لديه يقين بوجود أي نفط فيها.

حالة عدم اليقين تلك لم تدم طويلاً، ففي العام التالي أعطت عمليات المسح في المنطقة الواقعة شرقي المملكة والتي عرفت لاحقاً باسم «قبة الدمام» نتائج مبشّرة أدت الى اتخاذ إدارة الشركة قراراً بمباشرة أعمال التنقيب.

ولكن قرابة 5 سنوات أخرى مرت وجرى حفر 7 آبار في مناطق مختلفة قبل أن يتم اكتشاف كميات مهمة من النفط في البئر رقم 7.

وهنالك شبه إجماع على أن جانباً كبيراً من الفضل في اكتشاف النفط في المنطقة يعود إلى عالم الجيولوجيا الأميركي ماكس ستاينكه الذي راكم سنوات من الخبرة العملية من خلال عمليات المسح التي أجراها في شبه الجزيرة العربية والذي رفض الاستسلام وأصرّ على متابعة أعمال التنقيب.

اللحظة الحاسمة

ويمثل تاريخ 4 مارس 1938 اللحظة الحاسمة في تاريخ ليس السعودية فحسب بل أيضاً في تاريخ صناعة الطاقة العالمية، عندما تم اكتشاف كميات كبيرة من النفط في منطقة الدمام.

وبعد عام ونيف من ذلك التاريخ أبحرت من السعودية أول ناقلة نفط تحمل نحو 100 ألف برميل أي نحو 5 في المئة فقط من الطاقة الاستيعابية للناقلات الحديثة.

وتوالت الاكتشافات بعد ذلك لتبلغ ذروتها في ثاني اكتشاف لمخزون نفطي كبير في أبقيق عام 1941. وفي عام 1944 أعيدت تسمية شركة «كاسوك» لتصبح «أرامكو» وهو اسم مختصر لـ «شركة الزيت العربية الأميركية».

وفي عام 1949 سجل الإنتاج النفطي السعودي منعطفاً تاريخياً ببلوغه مستوى 500 ألف برميل يومياً، وهو بالطبع مستوى متواضع جداً مقارنة بالإنتاج الحالي الذي يزيد على 10 ملايين برميل يومياً.

وجاء المنعطف الحاسم التالي عام 1951 مع بدء تشغيل «خط الأنابيب عبر البلاد العربية» (التابلاين) لنقل النفط السعودي الخام عبر مسافة 1660 كيلومتر تقريباً الى البحر الأبيض المتوسط مروراً بالأراضي الأردنية والسورية الى ميناء صيدا في جنوب لبنان، واستمر ضخ النفط في الأنبوب 32 عاماً قبل إغلاقه عام 1983.

حرب أكتوبر

ومع النمو المطرد في صادرات النفط السعودي حدث المنعطف الثاني بتشكيل منظمة أوبك للبلدان المصدرة للنفط التي ضمت كبار المنتجين في العالم باستثناء الولايات المتحدة وروسيا.

وسرعان ما أصبح التكتل النفطي عنصراً أساسياً في تنسيق السياسات النفطية من حيث الإنتاج والأسعار لهذه الدول وطور بذلك نفوذاً هائلاً على السوق النفطية العالمية.

عشية اندلاع حرب أكتوبر 1973 لم تكن الحكومة السعودية تمتلك أي حصة في «أرامكو»، ولكن مع اندلاع الحرب بادرت الى شراء 25 في المئة من أسهم الشركة.

وفي خطوة تضامنت فيها دول «أوبك» مع الطرف العربي في الحرب أعلنت عن زيادة حادة في أسعار إنتاجها النفطي أعقبها قرار بفرض حظر على الصادرات النفطية الى أوروبا.

الفورة النفطية

كانت تلك بداية ما عرف بالفورة النفطية العالمية التي تزامنت مع قرار الحكومة السعودية بتأميم جزء من «أرامكو» ما أدى إلى زيادة حصتها في الشركة عام 1974 إلى 60 في المئة.

وفي عام 1980 أكملت السعودية تأميم الأجزاء المتبقية من الشركة، وأعقب ذلك عام 1988 إنشاء شركة النفط العربية السعودية وتعديل اسم أرامكو ليصبح «أرامكو السعودية».

وشهد عام 2019 منعطفاً حاسماً آخر بطرح أرامكو لجزء من أسهمها بلغ 1.5 في المئة للاكتتاب الأولي العام وكانت الحصيلة 25.6 مليار دولار ما جعله أكبر اكتتاب أولي في التاريخ.

وفي العام نفسه بلغت القيمة السوقية للشركة 1.88 تريليون دولار متجاوزة بذلك شركة آبل كأكبر الشركات في العالم من حيث القيمة.

لقد جعل ذلك من «أرامكو السعودية» حجر الزاوية في تطلع المملكة الى تحديث وتنويع اقتصادها وفق رؤية 2030 التي أطلقتها بإشراف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تشمل إلى جانب استغلال الاحتياطات المعدنية في البلاد وتعزيز موقعها التجاري العالمي وزيادة الإيرادات من السياحة الدينية إدراج «أرامكو» في أسواق المال العالمية.

أكبر طرح بالتاريخ

بحسب موقع «ويكيبيديا»، تم في يناير 2016 طرح أسهم «أرامكو» للاكتتاب العام. وفي نوفمبر 2019، طرحت الشركة 1.5 في المئة من إجمالي أسهمها للتداول العام، وخصّصت فيها فترة الاكتتاب فيها بين 28-17 نوفمبر 2019، لفئة للأفراد، بينما مدّت فترة فئة الشركات إلى 4 ديسمبر 2019.

ومع انتهاء فترة الاكتتاب، أصبح اكتتاب «أرامكو»، أكبر طرح أولي عام في التاريخ، حيث جمع أكثر من 96 مليار ريال ما يعادل 25.6 مليار دولار، مُتجاوزاً الرقم القياسي المُسجّل في 2014 لشركة علي بابا الصينية البالغ حينها 25 مليار دولار.

وقد حُدّد سعر السهم الواحد -قبل التداول- بقيمة 32 ريالاً سعودياً، وحُدّد تاريخ 11 ديسمبر 2019، لانطلاق تداول أسهم أرامكو في السوق المالية السعودية.

57 في المئة منها لـ «أرامكو»

192 مليار دولار أرباح أكبر 6 شركات نفطية في 2021

احتلت «أرامكو» المرتبة الأولى بين أكبر شركات النفط أرباحاً في العالم، إذ تجاوزت أرباحها السنوية إجمالي أرباح الشركات الخمس التالية لها في الترتيب، وبلغت حصتها من أرباح الشركات الست نحو 57 في المئة (أرقام).

وبلغت أرباح «أرامكو» 110 مليارات دولار في عام 2021، مرتفعة من 49 ملياراً، بدعم من تعافي الطلب على النفط، وارتفاع الأسعار، فيما تعتبر الشركة ثاني أكبر الشركات على مستوى العالم من حيث القيمة السوقية بعد «آبل»، إذ بلغت قيمتها 2.285 تريليون دولار حتى 21 مارس الجاري.

ونشرت «فوربس» تقريراً يضم أكبر 6 شركات للنفط من حيث الأرباح على مستوى العالم، حيث تجاوز إجمالي أرباحها 192 مليار دولار في 2021، بعدما سجلت جميعها (الأميركيتان «إكسون موبل» و«شيفرون» والهولندية «شل» والفرنسية «توتال إنرجيز» والبريطانية «بي بي») باستثناء «أرامكو» خسائر في العام السابق عندما بدأ فيروس «كوفيد-19» في الانتشار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي