No Script

لبنان الأكثر تضرراً بسبب أزمته الخانقة

حرب أوكرانيا تضرب سلال الغذاء العربية في الصميم

تصغير
تكبير

تحدثت صحيفة «فايننشال تايمز» عن أهمية واردات الحبوب والزيوت النباتية من روسيا وأوكرانيا لاقتصادات البلدان العربية، وبالذات في ما يتعلّق بأمنها الغذائي، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً باستقرار الأوضاع الاقتصادية في هذه البلدان.

وذكرت الصحيفة أن مصر على سبيل المثال اتخذت إجراءات صارمة لضمان استمرار برنامجها لدعم أسعار الخبز والذي يطعم سكانها المشمولين بالدعم ويبلغون 70 مليوناً.

وأضافت الصحيفة أن لبنان سيكون البلد الأكثر تضرراً بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها منذ ما قبل الحرب في أوكرانيا، فيما جاءت الحرب لكي تؤدي إلى اختفاء الطحين من المتاجر وارتفاع أسعار الخبز 70 في المئة، ويأتي هذا كله وسط أزمة مالية تعصف بالبلاد، أدت إلى فقدان الليرة اللبنانية أكثر من 90 في المئة من قيمتها منذ 2019.

وفي حين تُشير «فايننشال تايمز» إلى أن أسعار القمح والزيوت النباتية تراجعت عن المستويات القياسية التي سجلتها مع بدء الحرب في أوكرانيا، فإن حالة عدم اليقين مستمرة في شأن صادرات روسيا وأوكرانيا من هاتين المادتين فضلاً عن ارتفاع أسعارهما بنسبة الثلثين عن أسعارهما قبل عام.

ولفتت الصحيفة إلى أن أزمة الغذاء عامي 2007 و2008 التي نجمت عن الجفاف في البلدان الرئيسية المنتجة للقمح والأرز، مع الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة، أدت الى أعمال شغب في أكثر من 40 بلداً.

ونقلت عن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة أن ارتفاع أسعار الغذاء والنقص في المحاصيل يُحدث تأثيراً عميقاً في بلدان الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا ما قد يُسبّب تفاقماً للجوع والفقر وتهديداً للاستقرار العالمي.

وأشارت إلى أن معظم البلدان العربية، باستثناء البلدان المصدّرة للنفط، تُعاني من ضعف اقتصاداتها ومن عجوزات كبيرة في موازناتها، ومن اعتمادها على الدعم الحكومي لأسعار الغذاء والطاقة.

ونوهت «فايننشال تايمز» إلى أن أوكرانيا المورد الرئيسي للقمح إلى لبنان وتونس وليبيا وسوريا، في حين أن مصر، وهي أكبر مستورد للقمح في العالم، تعتمد على روسيا وأوكرانيا في أكثر من 80 في المئة من مشترياتها للقمح.

وفي مواجهة هذه الأزمة لجأت حكومات البلدان الأشد تأثراً إلى البحث عن منتجين آخرين في أوروبا وإلى التقنين، وفرض حظر على تصدير عدد من المنتجات الزراعية.

مديرة صندوق النقد: قلقة على مصر

نقلت «فايننشال تايمز» عن المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا قولها: «أنا قلقة في شأن مصر، ونحن نناقش معها كيفية استهداف الفئات المهددة من السكان والأعمال المهددة».

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين مصريين أن احتياطيات البلاد من القمح تكفي 4 أشهر، ولكن موسم الحصاد يبدأ في أواسط أبريل حيث تعتزم الحكومة شراء 6 ملايين طن من المزارعين، أي ما يعادل 60 في المئة من الإنتاج المتوقع، وبأسعار أعلى من أسعار العام الماضي.

وأشارت إلى أن برنامج دعم أسعار الخبز في صميم نظام الحماية الاجتماعية في مصر، وأن الحكومات المتعاقبة كانت تخشى دائماً من أن رفع أسعار الخبز سيؤدي إلى حدوث اضطرابات اجتماعية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي