No Script

بالقلم والمسطرة

زلزال للوكلاء!

تصغير
تكبير

قرأنا في الصحافة خبراً عجيباً وجريئاً، وهو أن وزير الإعلام والثقافة أحال يوم السبت الماضي جميع وكلاء وزارة الإعلام ما بين التقاعد والإعفاء، و قراراته في إقالة جميع وكلاء «الإعلام» تمثل بداية عهد جديد للإصلاح في الإعلام وتطبيق القانون على من يقصر في أداء عمله، كما ذكر الخبر معلناً الوزير عن خطة شاملة لإصلاح الأوضاع في الوزارة، وأن هذه الخطوة جاءت بهدف استكمال التطوير والإصلاح في الوزارة التي تمثل واجهة الكويت ثقافياً وإعلامياً، مؤكداً أن الكويت تستحق الإصلاح والتطوير (انتهى الخبر).

وتعليقي على هذا الخبر أنه بمثابة خطوة إلى الأمام إذا تم تقليده بتلك الخطوة الجريئة وفي مختلف الوزارات والجهات الحكومية، مثل المطار والأشغال والكهرباء والرياضة وغيرها من الجهات وما أكثرها وما أكثر مسمياتها العجيبة والمتشعبة!

وهناك قيادات ووكلاء جلسوا سنين طوال على كراسيهم وأكل عليهم الدهر وشرب دون تطوير يذكر، وانظروا إلى الأعمال التي تتبعهم والتأخر في الخدمات والبيروقراطية المعتادة مع محاولات الزحف نحو الحكومة الإلكترونية، وتجد الواحد من هؤلاء فاقداً للحماس والتحدي في وظيفته فهو في منصبه (البرستيجي) منذ تاريخ طويل، وهو في نفسه ضامن للكرسي والتجديد له ضمن لعبة المحاصصة والترضيات السياسية وذلك غير من يأتي من الجدد (بالباراشوت) على طبق الدعم السياسي ودعم المتنفذين والمساومات السياسية أو قرابة مع نائب أو متنفذ.

وكل تلك العوامل المتناقضة مع العدالة الاجتماعية ولا عزاء للعقليات والكفاءات الكويتية ممن ليس لديهم ظهراً سياسياً أو ممن لم تنزل أسماؤهم في الكشوفات الذهبية للمناصب عند الأحباب والأصحاب! ومن ثم لا عزاء لنهضة الوطن وتطوير خدمات وحياة المواطنين، لذلك نتمنى أن يكون هناك طوفان تغيير شامل أو زلازل للوكلاء خصوصاً الذين ليس لديهم إنتاجية مناسبة لتحديات البلد، وحتى تكون رسالة (تفزيع) إن جاز التعبير للقيادات ليقوموا بأعمالهم ومسؤولياتهم ومن ثم يجب مراقبة ومحاسبة ذلك القيادي الذي لم يقم بالعمل المطلوب ولم يعالج تلك التوصيات المطلوبة وأخذ الإجراء المطلوب وإبعاده عن كرسيه، فعندما يتوتر القيادي يجعله يتحفز للعمل أو يتبين أنه لا يصلح من الأساس، بمعنى أن لديه عقاباً حقيقياً وإعفاءً من المسؤولية التي لم يقم بها، ولكن عندما لا يوجد تغيير على وضعه فإن الانجاز غير مهم، وتطبيق القاعدة التي لا يستوعبها البعض وهي (الرجل المناسب في المكان المناسب) ومن ثم نستغرب التعثر والتأخير!

وكذلك من المفترض أن يكون هناك توجه حكومي من مجلس الوزراء بأن القيادي يجب أن (يبصم) في جهاز البصمة حاله حال الموظفين فهو موظف أيضاً ويكون معياراً إضافياً لتقييمه السنوي أو عند التجديد له ويضاف لمدى نشاطه، أليس هناك توجه حكومي للاستعجال بالمشاريع وحركتها كما يقال؟! و للأسف لن نتطور إن كانت لا تزال لدينا تلك الوجاهة المصطنعة عند بعض الوزراء والقياديين وكأنهم من كوكب والموظفين من كوكب آخر، ومع ذلك نجد الكثير من الخدمات متأخرة والمشاريع المتعثرة والخاسر الأكبر كما هو معتاد الوطن والمواطنون، وضرورة محاسبة من يقصر في أداء واجباته الوظيفية بدءاً من الوزير أو القيادي إلى أصغر موظف. والله عز وجل المعين في كل الأحوال.

Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي