No Script

تحذيرات من انخفاض الفئات العمرية للمتعاطيات وإقبالهن على أنواع أشد فتكاً

«الراي» تفتح أحد أهم الملفات «المكتومة»... أعمار المُدمنات تلامس الـ 13 ربيعاً

تصغير
تكبير

- عبدالحميد البلالي:
- كثير من الأسر لا يحبذ الإفصاح عن المشكلة
- طرق التعامل مع هذه الفئة يجب أن تكون مدروسة
- من الصعب إيجاد إحصائية حول عدد الفتيات المدمنات
- غنيمة حبيب:
- أغلب المدمنات يُقبلن على كل أنواع المخدرات
- نطالب بقاعدة بيانات لقياس الأسباب ووضع الحلول
- الأعداد تتزايد ما يستوجب الإسراع في التحرك

قرعت تحذيرات من مختصين في علاج الإدمان جرس الإنذار حيال خطورة تنامي انتشار إدمان المخدرات بين النساء في الكويت، لا سيما في ظل مؤشرات مقلقة عن أن المتعاطيات أصبحن يقبلن على نوعيات من المخدرات أشد فتكاً، مثل الكيميكال والشبو، مقارنة بالأنواع التي كن يقبلن عليها في السابق مثل الحشيش والكحول.

وحملت التحذيرات في طياتها تسليط الضوء على انخفاض أعمار المتعاطيات، فبعد أن كانت الفئات العمرية للمدمنات تتجاوز الـ 18 ربيعاً، باتت المتعاطيات الآن في سن الـ 13 فما فوق، الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة، في حال عدم تدارك الأمر ووضع خطة مجتمعية شاملة لمواجهة آفة الإدمان.

فقد أوضح رئيس جمعية «بشائر الخير»، المختصة بتأهيل التائبين من المخدرات، الدكتور عبدالحميد البلالي أنه «لا يوجد فرق بين مخدر تقبل عليه الفتيات وبين ما يقبل عليه الشباب، فالمادة المخدرة هي ذاتها التي يقبل عليها الجنسان».

ولفت البلالي إلى أن «الفئات العمرية المستهدفة تبدأ من 15 إلى 20 عاماً»، موضحاً أنه «من الصعب إيجاد إحصائية حول عدد الفتيات المدمنات تحديداً، وذلك بسبب القيم الدينية عند المجتمع الكويتي وطبيعته المحافظة، ما يجعل من الصعوبة بمكان الحصول على أرقام وإحصائيات دائمة، لأن الكثير من الأسر لا تحبذ الإفصاح عن هذه المشكلة، وبالنظر في أجنحة المستشفى العلاجي الوحيد في الكويت يمكن بسهولة ملاحظة أن عدد الفتيات فيه قليل مقارنة بالشباب وكذلك الحال في السجن المركزي».

وبيّن البلالي أنه في أثناء بحثه في رسالة الدكتوراه، قام بعمل بحث عن عدد المدمنات النساء فوجد أنهن قليلات جداً في البلاد العربية والإسلامية والسبب في ذلك يعود للتربية الدينية المحافظة، موضحاً أن «طرق التعامل مع هذه الفئة يجب أن تكون مدروسة، لأننا نتكلم عن أعمار ما بين 15 إلى 20 عاماً، وهذه الفئة لا ينفع معها التخويف بالقانون والسجن والأمراض الخطيرة والموت، فقد جربنا جميع أساليب التخويف منذ تأسيس الجمعية في العام 1993 فلم نجد إلا تأثيراً محدوداً».

بدورها، أكدت استشاري علاج الإدمان رئيس فريق دعم أهالي المدمنين غنيمة حبيب أن «الفتيات في الكويت كن سابقاً قبل أربع أو خمس سنوات يتعاطين المواد المهبطة مثل لاريكا والحشيش والكحول، ولكن حالياً بناء على الواقع الإكلينيكي فالأغلب منهن يقبلن على كل أنواع المخدرات، ومنها الأكثر خطورة وهي المواد المهلوسة مثل الكيميكال والشبو وغيرها».

وحول أكثر الأعمار إقبالاً على المخدرات بين الفتيات، كشفت حبيب، في تصريحات لـ«الراي» أنه «في السابق كان أكثر الفئات العمرية إقبالاً على المخدرات بين الفتيات في الكويت هن ما فوق الـ 18، أما الآن فانخفضت الفئات العمرية ونرى تعاطي المخدرات منتشراً بين الصغار في العمر، ممن لامست أعمارهن 13 عاماً، وبداية المراهقة حيث يبدأن بأشياء خفيفة ثم يتدرجن بها».وعن عدد الفتيات المدمنات في الكويت، أجابت بالقول: «ليس لدينا في الكويت إحصائيات واضحة تبيّن عدد المدمنات وأنواع التعاطي، ولا قاعدة بيانات حول هذا الملف، وهذا ما نطالب به لنستطيع قياس الأسباب ووضع الحلول، ولكن من الواقع الاكلينيكي والتقارير المنشورة نجد أن الأعداد تتزايد، ما يستوجب على الأسرة وكل المسؤولين المتخصصين بهذا الشأن في الدولة، وأيضاً التربويين، ضرورة الإسراع بالتحرك بحثاً عن الحلول الناجحة لتدارك الآثار المستقبلية على المجتمع».

3 طرق للتقليل من مشاكل الإدمان

حدّدت غنيمة حبيب ثلاث طرق قد تخفف أو تقلل من مشكلات الإدمان لدى الشباب، هي:

1 - عندما تلاحظ الأسرة أن أحد أبنائها في مرحلة الطفولة لديه سلوك بحاجة للتقويم مثل الانطوائية أو الانعزالية أو الحساسية المفرطة أو العدوانية أو حب المجازفة أو إرضاء الآخرين أو العناد المفرط أو العنف أو معارضة سلطة الأبوين والمدرسة، فعليها أن تلجأ لمتخصصين واستشاريين لتعديل وتقويم تلك السلوكيات.

2 - في حال ملاحظة الأسرة أي من العلامات التي تدل على وجود مدمن داخل الأسرة، مثل تغيير الابن للأصدقاء القدامى الأسوياء بآخرين غير أسوياء أو عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية أو تغيير بسلوكياته الغذائية أو تغير بالوزن أو التدني الدراسي أو كثرة المشكلات في المدرسة أو أن ردود أفعاله باتت غير مناسبة للحدث أو وجود أدوات التعاطي، فعليها ضرورة اللجوء للمتخصصين واتباع تعليماتهم والخطوات الصحيحة لعلاج المشكلة، سواء كانت الحالة بحاجة لتقويم سلوك أو دخوله للمستشفى.

3 - ضرورة وضع خطة علاجية لمنع الانتكاسة، بهدف ضمان استمراية تعافي المدمن، ولضمان تقويم سلوكه وحياته الاجتماعية والعملية وغيرها، حتى يكون إنساناً فاعلاً في المجتمع.

المخدرات غزت الكويت على 3 مراحل

بيّن البلالي أن المخدرات غزت الكويت على ثلاث مراحل، هي:

1 - المرحلة الأولى هي فترة الأربعينيات والخمسينيات إلى نهاية الستينيات، حيث كانت أبرز المخدرات في تلك المرحلة هي الحشيش والخمور وشيء بسيط من الأفيون.

2 - المرحلة الثانية هي من بداية السبعينيات إلى بداية الألفين، وكان الهيرويين والحشيش من أغلب المخدرات الموجودة، ولم يكن في تلك المرحلة رغبة من الشباب الكويتي على المخدرات الموجودة في أوروبا مثل ( الكراك أو الحبوب)، رغم وجودها في البلاد إلا أنه لم يكن هناك إقبال عليها.

3 - المرحلة الثالثة بدأت منذ عام الألفين إلى يومنا هذا، إذ دخلت مخدرات جديدة، خاصة في العشر سنوات الأخيرة، حيث استجد تطور في أسلوب وبيع تجار المخدرات على مستوى العالم، وذلك في إيجاد مخدرات تكون سهلة التصنيع وتكون متواجدة دائماً وفي متناول من يرغبها، بخلاف المخدرات القديمة التي تكون زراعية وإنتاجها محدود، بينما الآن توصلوا الى المخدرات الحديثة المصنعة (الكيماوية) ومن أشهرها (الكيميكال) و(الشبو)، وهذه المخدرات تتميز بسرعة تحضيرها ورخص سعرها وإدمانها السريع الفتاك».

4 أساليب علاجية

قدم البلالي أربعة أساليب علاجية، مشيراً إلى أنه «بعد سنوات من الخبرة، أصبح لدى الجمعية المعرفة الكافية بالتعامل الأمثل معهم، وذلك من خلال أسلوب الاحتواء والقبول لأن المدمن يكون منبوذاً من الجميع».

وتتلخص الأساليب الأربعة بما يلي:

1 - الاهتمام ومد يد العون وإشعار المدمن أنه ليس لوحده في مواجه هذا البلاء.

2 - تزويد المدمن بالأمل بأنه سيعود كما كان وأفضل ويسير في درب النجاح، وأنه سيكون عنصراً منتجاً في المجتمع وستعود حياته الأسرية وكل ما فقده أثناء التعاطي، بحيث يرى نماذج من سبقوه في طريق النجاح، الأمر الذي يسهل عملية التعافي الكامل بإذن الله.

3 - إعادة الثقة إلى المدمن، لأنه يصبح إنساناً فاقداً للثقة بالنفس، ودورنا في جمعية بشائر الخير إعادة تعزيز الثقة بالنفس، بطرق أثبتت نجاحها بفضل الله، منها تشجيعه على إلقاء خواطر أمام الناس، وإعطائه بعض المهام الإدارية في الحج والعمرة، أو تكليفة بقيادة مجموعة من التائبين الجدد.

4 - استخدام الروحانيات والإيمانيات، ومن خلال هذا الأسلوب الذي يعد الأقوى، يتم تذكيره بأوامر الله ونواهيه وبمصيره يوم القيامة، وكيف يريد أن يقابل الله تعالى؟، وهل يريد أن يكون منبوذاً بالدنيا والآخرة؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي