No Script

رسالتي

غزو أوكرانيا... وكشف المستور !

تصغير
تكبير

لا أستطيع أن أكتم سعادتي وأنا أرى حطام طائرات الجيش الروسي، أو معداته العسكرية المدمرة، أو قتلاه وأسراه خلال عملية غزوه لأوكرانيا ومحاولته احتلالها.

ولعل هذه السعادة يشاركني فيها العديد من المسلمين ممن يستذكرون الغزو الروسي لأفغانستان، وتدميره للشيشان، ومشاركته في قتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ على أرض الشام.

لقد أحسنت حكومة الكويت باستنكارها العدوان الروسي على أوكرانيا، وهو موقف أخلاقي ومبدئي تُشْكر عليه، فنحن في الكويت نعرف معنى الاحتلال، ومرارة فقدان الأهل والأحباب، والحرمان من الحرية، عندما تم احتلال بلادنا عام 1990.

لقد كشف لنا الغزو الروسي والتفاعل معه - من قِبل المجتمع الدولي عامة والأوروبي خاصة - مدى ازدواجية المعايير لدى هؤلاء، وزيف الشعارات التي صدّعوا رؤوسنا بها لسنوات طويلة.

لقد كانوا يتحدثون عن المساواة والعدالة بين البشرية، وإذ بهذه الأحداث تكشف لنا عنصريتهم البغيضة!

فقد عبر العديد من المسؤولين والإعلاميين الأوروبيين عن تمييزهم بين نوعية اللاجئين الأوكرانيين وبين اللاجئين العرب والأفغان، وأنه لا بد من أن يقدم دعم خاص للاجئين ذوي الأعين الزرقاء والشعر الأشقر!

لقد كان التمييز واضحاً في إعطاء الأولوية للخروج من مناطق القتال لذوي البشرة الحمراء، وتأخير ما عداهم من العرب أو الأفارقة أو الهنود(!) وكأن أرواح أولئك أغلى من أرواح هؤلاء!

لقد كشفت الأحداث عن التمييز الدولي في التعامل مع العدوان الروسي على أوكرانيا، والتعامل معه في عدوانه على مناطق أخرى - خصوصاً الإسلامية منها - ففي هذا العدوان رأينا سرعة فرض العقوبات على روسيا بمختلف أنواعها (سياسية - اقتصادية - عسكرية - وحتى رياضية ) بينما لم يتم اتخاذ عُشْر هذه العقوبات في عدوانه على الشعب السوري الشقيق!

رأينا الغرب يمد الشعب الأوكراني بالصواريخ المضادة للطائرات ويحرم منه أهل الشام، ونراهم يرحبون ويشجعون المتطوعين من خارج أوكرانيا للمشاركة في قتال الجيش الروسي، بينما يوصف من يفزع للدفاع عن دماء المسلمين الأبرياء في الشام وغيرها بالإرهابي والمتطرف!

لعل هذه الفزعة الكبيرة وغير المسبوقة للاجئين الأوكرانيين في بلاد الغرب، تحرك بعض الدول الإسلامية لنصرة وإيواء من هربوا من جحيم القتال من أهل الشام وغيرهم، فهم أولى بإيوائهم بدلاً من تركهم يهربون إلى بلاد غربية، ثبت أن الكثير منهم قد فقد فيها هويته الإسلامية.

Twitter: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي