No Script

ارتفاع أسعار النفط هل هو التاريخ أم الجغرافيا... أم كلاهما؟

أسعار النفط ترتفع في الأزمات
أسعار النفط ترتفع في الأزمات
تصغير
تكبير

مع ارتفاع أسعار النفط وبلوغها مستويات عالية جداً، يبقى السؤال عن العوامل المساهمة في ذلك: هل التاريخ أم الجغرافيا أم كلاهما؟

هناك تواريخ رئيسية موزعة على رقع جغرافية متعددة ساهمت في التأثير على أسعار النفط في أماكن متفرقة من العالم، خصوصاً المرتبطة بدول رئيسية منتجة للنفط، أبرزها محطة عام 1973 عندما قطعت السعودية النفط عن الغرب احتجاجاً على انحيازه لاسرائيل قبل وخلال وبعد حرب أكتوبر.

وكذلك في العام 1979 خلال الثورة الإيرانية وما تلاها من حرب بين العراق وإيران وما تخللها من ضرب للممرات المائية التي كانت تعبر منها الناقلات، إضافة إلى العام 1990 وما شهده من غزو عراقي للكويت ثم حرب التحرير في 1991، ومن ثم الأزمة المالية العالمية في 2008، وصولاً إلى الحرب الروسية الأوكرانية في 2022.

هذه العلاقة بين التواريخ ومناطق الأزمات تكشف أنه رغم الدعوات العالمية المستمرة لخفض الاعتماد على النفط، تأتي الصراعات والصدامات والتوترات لتكشف من جديد صعوبة الاستغناء عن هذه المادة، فالاعتماد على الطاقات البديلة لن يؤمن الاحتياجات البشرية ويتطلب وقتاً طويلاً، وفي النهاية فإن تلك الطاقات لن تحقق كل المتطلبات.

ومعلوم أن أسعار النفط خلال الأزمة المالية العالمية التي بدأت من أميركا في 2008 كانت الأعلى في التاريخ عندما بلغ سعر البرميل 145 دولاراً، إلا أنه وبعد مرور نحو 14 عاماً تسجل الحرب الروسية الأوكرانية أسعاراً مرتفعة مع ترشيحات بوصول سعر البرميل إلى 200 دولار اذا استمرت وتيرة السوق بهذا المسار، لتتخطى الرقم السابق المسجل في 2008، ولتثبت أن الدعوات بخفض الاستثمارات النفطية في العالم لم تكن في محلها لأن كلمة السر الدائمة هي أن النفط تُغذّيه الأزمات العالمية المتفرقة في أيّ رقعة جغرافية في العالم.

وفيما تؤكد التقارير العالمية، ومنها تقارير وكالة الطاقة الدولية أنه بإمكان أوروبا الاستغناء عن الغاز الروسي تدريجياً من خلال الاعتماد على استيراد الغاز والغاز المسال من أذربيجان والنرويج، والعمل على رفع كفاءة الطاقة لدى أوروبا، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة والعمل بمزيد من المفاعلات النووية، وفي النهاية الاعتماد على الوقود الأحفوري كالنفط والغاز، إلا أن عاملي الوقت والجغرافيا مؤثران في الإمدادات، إذ ارتبط تاريخ ارتفاع أسعار النفط دائماً بجغرافيا مناطق الإنتاج المستقرة الإمدادات، ومن ناحية أخرى بتاريخ الأزمات، فمن رحم الأزمات تولد الفرص والأفكار، وبفعل العوامل الجيوسياسية تقترب الأسعار من أرقام قياسية فتنكفئ اقتصاديات وتنتعش أخرى.

وبين التاريخ والجغرافيا يُحذّر خبراء نفطيون من أن ارتفاع الأسعار ورفع الطاقات الإنتاجية ليس دائماً مفيداً لأن الارتفاع بشكل مبالغ فيه قد يكون مضراً على المدى الطويل، لأنه سيفتح الباب للعالم لتكثيف البحث عن بدائل للنفط.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي