No Script

مئات الآلاف في سيدني معرضون لخطر الفيضانات

تصغير
تكبير

لورنس (أستراليا)- أ ف ب- طلبت أجهزة الطوارئ من سكان سيدني أن يكونوا على أهبة الاستعداد للفرار،أمس، في وقت اجتاحت الأمطار الغزيرة الساحل الشرقي لأستراليا وأغرقت مياه الفيضانات بلدات مودية بـ 13 شخصاً ومعرضة مئات الآلاف للخطر.

وأدى أسبوع من تساقط الأمطار الغزيرة إلى فيضان أنهر وسدود ما أشاع الفوضى على امتداد 800 كلم.

من بريزبين إلى سيدني، صدر أكثر من 30 تحذيراً للمواطنين بإخلاء منازلهم، فيما فاضت العديد من السدود والبعض منها قرب سيدني يواجه خطر الانهيار.

واحتمى مواطنون مذعورون في أماكن مرتفعة وفي مراكز إيواء موقتة أو صعدوا إلى أسطح المنازل آملين أن ينقذهم مركب أو مروحية.

في منطقة ليزمور التي تعرضت لأسوأ الأضرار، قالت لوسي وايز إن الفيضانات جاءت بشكل أسرع وأكبر من المتوقع.

وقالت لوكالة فرانس برس إن «الأمطار لم تتوقف والمياه كانت ترتفع بسرعة».

واحتمت في المنزل فيما بدأت المياه ترتفع ليلا قبل أن تحمل طفلها البالغ سنتين وتلبسه سترة نجاة وتصعد معه إلى سقيفة المنزل طلباً للأمان.

وشرحت «كنا جالسين هناك بصمت فيما كانت الأمطار تتساقط. لم أسمع أمطاراً بهذه الغزارة طوال حياتي».

من الخارج كان الجيران يراقبون المنزل العائم بالمياه.

وقالت «مضت بضع ساعات لم أتمكن خلالها من الحركة. بالكاد كنت أتنفس».

في نهاية الأمر أنقذ مركب وايز وعائلتها، لكن السلطات قالت إن الفيضانات أودت بـ13 شخصاً في ولايتي كوينزلاند ونيو ساوث ويلز.

وتحول الانتباه الآن إلى سيدني، أكبر المدن الأسترالية والبالغ عدد سكانها أكثر من خمسة ملايين نسمة.

وبدأ سد واراغمبا الذي يؤمن 80 في المئة من احتياجات المدينة من المياه، بالتدفق في ساعة مبكرة، أمس.

وصدرت تحذيرات من فيضانات عارمة وتعليمات إجلاء تطال العديد من الأحياء الغربية. وطلبت السلطات من الأهالي في أنحاء المدينة الامتناع عن أي «سفر غير الضروري».

وقالت مفوضة أجهزة الطوارئ في الولاية كارلين يورك «هناك بضع مئات من الأشخاص تشملهم التحذيرات التي نعلنها اليوم».

وتسببت ظاهرة النينيا في صيف هو الأكثر رطوبة في سيدني خلال 30 عاما.

ووصف خبير الأرصاد بن دومنسينو المنخفض الجوي الحالي بـ«نهر جوي» يتضمن «مساحة طويلة من الرطوبة المحمولة جوا تسير في اتجاه واحد».

ويقول العلماء إن تغير المناخ زاد من وتيرة وقوة الجفاف وحرائق الغابات الفتاكة والفيضانات.

وقالت خبيرة البيئة هيلاري بامبريك من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، إنه «رغم عقود من تحذيرات العلماء في شأن التغير المناخي، فإن استراليا غير مستعدة للطقس القوي جدا الذي نشهده الآن، مثل الفيضانات الحالية».

وأضافت «أستراليا في مقدم الدول التي تشهد تغيراً مناخياً حاداً. ترتفع درجات الحرارة في أستراليا بشكل أسرع من المعدل العالمي، ودرجات الحرارة المرتفعة تعني أن الغلاف الجوي يحتفظ بمزيد من الرطوبة، أي أن هطول الأمطار يزداد قوة».

ومع بدء عمليات إزالة الأنقاض في الشمال من مناطق ضربتها الفيضانات أولا، توقع كثيرون منهم المواطن كيسي ويلان من بلدة مالمبيمبي بـ«فترة تعافٍ» يمكن أن تستغرق «سنوات».

وفر ويلان من منزله مع ازدياد الفيضانات لكن عندما استقرت مستويات المياه استخدم قارباً وعصا مكنسة للتجذيف للعودة. ووجد المنزل «دمارا».

وكانت المياه ارتفعت إلى مستوى منضدة المطبخ وغمرت أثاث المنزل.

وقال إن «العديد من الأشخاص في شارعي لا يمكنهم الحصول على مبالغ تأمين من الفيضانات. بعض شركات التأمين تطلب 30 ألف دولار استرالي (22 ألف دولار أميركي) سنويا... هذا سيدمرهم. لن يتمكنوا من إعادة البناء».

ورأى المزارع جيمس كلارك البالغ 53 عاما، أن مسح الأضرار سيستغرق أسابيع.

وأضاف «أضعت أدوات ومعدات، وآليات المزرعة باتت تحت المياه. لم أرفعها إلى علو كاف».

وتابع «العودة إلى حياة طبيعية بعد فيضان قد تستغرق أشهرا، فضلا عن أسابيع للتجول من دون الدوس على أشياء رطبة جدا».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي