No Script

حروف نيرة

مفاتيح السيارة!

تصغير
تكبير

الإنسان بطبيعته يحب التميز والمدح، ولا يعني ذلك أن يرى نفسه أكبر من غيره ويشعر بالارتفاع والتعالي والتكبر على الناس واحتقارهم... حيث يظن أنه الأفضل لميزة يراها في نفسه مثل المال أو الوظيفة، أو النسب أو الجاه وغيره.

التكبر آفة خطيرة ناتجة عن خلل في شخصية الإنسان يؤدي إلى عدم اتزانها، كما في موقف لمدير من أصحاب الشخصيات المريضة عندما اجتمع في مؤسسته، بحضور رئيس كل قسم وأتباعه، وكل الموظفين، وبدأ مديرهم يعدَّد مناقبه، وجمع كل حسن إلى صفاته، وأنه أعلى ممَّن حوله، ورفع صوته قائلاً: نحن نعطي الموظف في الشهر كذا، ونعطي العامل أضعاف ما يُعْطَى عند غيرنا، ونقدّم للمهندس سيَّارة، ونفعل ونعطي... ثم أطلق سؤالاً: مَن يعرّف لي الكرامة؟ فقام مهندس من الصفوف الخلفية بإخراج مفتاح سيارته، قائلاً: الكرامة يا سيد: تسليم مفاتيح سيارتكم، ثم انصرف!

يعيش كثير من مرضى القلوب في حالة استعظام النفس، ورؤية قدرها فوق الغير، فلا يحترم الآخرين، فالمتصف بها يُعد من الشخصيات المريضة، لا من الشخصيات السوية، بينما السوي وعزيز النفس يحترم نفسه، ويعرف حدوده ولا يتعدى على الآخرين ولا يسمح لأحد مهما كان أن يقلّل من كرامته.

أعلى الإسلام كرامة الإنسان، وألزم الجميع باحترام بعضهم البعض، الكرامة وعزة النفس صفة ملازمة للإنسان لا تفارقه أبداً، يحافظ عليها في كل موقف يمرّ به... عزيز النفس يترفع عن كل ما يؤذيه، يتجنب وضع نفسه في مواضع تُسبّب له الإهانة، ويقف في وجه كل من يُحاول أن يقلل من شأنه، فالتعدي على كرامة إنسان صفة مذمومة ومرض يصيب ضعفاء النفوس.

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي