No Script

رأي نفطي

العالم... إلى البديل الغائب!

تصغير
تكبير

مع غياب الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى الدول النفطية المنتجة للنفط (أوبك +)، والالتزام الكامل لدى المملكة العربية السعودية بعدم زيادة انتاجها أو تعويض الأسواق امتثالاً لقرارات المنظمة البترولية، بالرغم من المطالب الأميركية المتكررة بزيادة الإنتاج...على العالم التوجه إلى البديل الغائب!

حتى الآن، الأسواق النفطية مستقرة وعند الإطار السعري ما بين 92-94 دولاراً للبرميل في الأسواق العالمية، وانخفضت قليلاً خلال الأسبوع الماضي، ترقباً وانتظاراً إلى المحاولات والمفاوضات الدولية لانتزاع فتيل اندلاع الحرب في أوروبا.

في الوقت نفسه، نرى تصويباً على الدول المنتجة للنفط، وتحديداً المملكة العربية السعودية لزيادة الإنتاج، إلا ان الموقف السعودي واضح وصريح.

ازاء ذلك، تجد الإدارة الأميركية انها مضطرة لخفض نسبة الضرائب على المشتقات النفطية على المشتري الأميركي إلى اقل من 15في المئة. وهي الأقل ما بين الدول الصناعية والتي تصل فيها ضرائب وقود السيارات ما بين 60 إلى 85 في المئة في ايطاليا وفرنسا وبريطانيا.

ولكن هذه الخطوة قد تكون استثنائية وليس حلاً على المدى البعيد المتمثل بالعودة الصريحة بالإستثمار في الوقود الأحفوري، وتمديد فترة عام 2050 مع مراعاة الانبعاثات الغازية والمضرة بالبيئة.

ومن هنا، قد ترى الإدارة الأميركية التوجه إلى ايران في حال عدم وجود كميات فائضة أو عدم إمكانية ضخ كميات أكثر من النفط. أو من عدم نجاحها في الضغوط السياسية على الدول المصدرة للنفط، خصوصاً مع وجود روسيا ودورها الأساسي المؤثر في (اوبك +).

وذلك في محاولة لتهدئة الأصوات المحلية، ومن ارتفاع التضخم المالي والمتزايد خصوصاً مع زيادة سعر الغالون الأميركي، وما له من أثر مباشرعلى جيب الناخب الأميركي في الانتخابات المقبلة.

تمتلك ايران حالياً نحو 80 مليون برميل من النفط على ظهر ناقلات نفطية، وفي مستودعات تخزين قريبة من الأسواق الآسيوية خارج ايران. وهي تستطيع بيعها إلى مختلف الدول الآسيوية بسهولة، وهي الدول التي بحاجة إلى ملء خزاناتها حيث انها من دون المعدل الإستراتيجي المطلوب.

في الوقت ذاته، تستطيع ايران ان تزيد انتاجها ما بين 1.500 إلى 2 مليون برميل في اليوم خلال الأشهر المقبلة. وتخفف من الضغط على سعر البرميل لكن عليها ان تلتزم بقرارات (أوبك+)، والدخول في منظومة اتفاقيات دول (اوبك+) وهي ايضاً تريد الاستفادة من المعدلات الحالية للبرميل.

المعدلات الحالية للنفط مناسبة مقبولة وتحقق المطلوب لجميع الدول النفطية، مع امتثال الدول المنتجة لحصصها الإنتاجية. لكن هل مستعدة أم استعدت لحالات الطوارئ ونشوب حرب أوروبية ومعدل سعري ما فوق 100 دولار للبرميل.

محلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي