No Script

موسكو تُندّد بالتمدّد الغربي شرقاً وتُشير إلى «فرص اتفاق»... ومستعدة لاستهداف مَنْ ينتهك مياهها والعلاقات مع واشنطن وصلت إلى «الحضيض»

أوروبا... بين الإشارات الروسية و«سفك الدماء»

بوتين يستمع إلى لافروف في الكرملين أمس (أ ف ب)
بوتين يستمع إلى لافروف في الكرملين أمس (أ ف ب)
تصغير
تكبير

- جونسون يدعو بوتين للتراجع عن «شفير الهاوية»
- الـ 7 مستعدة لعقوبات ذات «عواقب هائلة»... وموسكو لا تكترث
- زيلينسكي يعتبر «نورد ستريم 2»... سلاحاً جيوسياسياً
- بعض المناورات الروسية «تُشارف على الانتهاء»
- «ميرور» تشير إلى «عد تنازلي للحرب»
- مينسك لكييف: لا تهديدات من جانبنا
- «الدوما» ينظر في طلب الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك

في خضم أخطر أزمة بين موسكو والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة، محورها أوكرانيا، حيث يحشد الكرملين نحو 130 ألف جندي على حدودها، تمهيداً لغزو، يتوقعه الغرب «قريباً جداً جداً»، تواصل روسيا، نفيها نية الاجتياح، من بين إشارات عدة، تبثها للغرب.

ففي حين جدّد الرئيس فلاديمير بوتين، رفض موسكو لتمدد حلف شمال الأطلسي إلى الشرق، واصفاً إياه بأنه عملية «لا نهاية لها وخطيرة جداً»، قال وزير خارجيته سيرغي لافروف، إنّ هناك «فرصاً» لحلّ الأزمة من خلال القنوات الديبلوماسية، بينما أعلن رئيس مجلس الدوما فلاديمير فولودين أن البرلمان سيبحث اليوم مشروعي قرارين في شأن التوجه للرئيس بطلب الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين شرق أوكرانيا، وهدّد نائب رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة ستانيسلاف جادجيماجوميدوف، بفتح النار على أيّ سفن أو غواصات أجنبية تدخل المياه الإقليمية بصورة غير مشروعة.

كما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الكرملين، أن العلاقات بين موسكو وواشنطن وصلت إلى «الحضيض» رغم تزايد الحوار الثنائي أخيراً.

وفي وقت عكست بعض عناوين الصحافة الغربية مخاوف متصاعدة من تفجر الصراع، إذ عنونت صحيفة «ميرور» البريطانية «عدّ تنازلي للحرب، وكتبت أن «سفك الدماء يلوح في أوروبا»، أجرى وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، أمس، مكالمة هاتفية «إيجابية» مع نظيره البيلاروسي فيكتور خرينين، معتبراً إياها «خطوة أولى نحو تعاون مثمر»، فيما تُجري مينسك حالياً تدريبات عسكرية مشتركة مع موسكو، قرب الحدود الأوكرانية.

وأضاف ريزنيكوف، أنّ خرينين «أكّد لي أنّه لا توجد تهديدات لأوكرانيا من بيلاروسيا».

وخلال لقاء أجراه مع لافروف، ذكر بوتين أن الحديث يدور عن قضايا الأمن في أوروبا والرد على هواجس روسيا المتعلقة «بتمدد الناتو شرقاً الذي نعتبر أنه لا نهاية له وخطير جداً، ويتم على حساب الجمهوريات السوفياتية السابقة بما فيها أوكرانيا».

وأشار لافروف إلى أن ردود الولايات المتحدة كانت سلبية، وأن الجزء الأول «لا يرضي روسيا»، أما الثاني فكان «بناء إلى حد ما».

وتابع أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن و«الناتو» حول محاور مقترحاتنا الأمنية، مضيفاً أن الحلف والأميركيين مستعدون للدخول في حوار جدي حول بعض القضايا الأمنية.

ونقلت وكالة الإعلام عن الكرملين أن بوتين وافق من حيث المبدأ على ردود الخارجية على الغرب في شأن الضمانات الأمنية. وأعلنت أن الديبلوماسيين الروس بصدد الانتهاء من نص الردود.

من جانبه، أعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو، أنّ جزءاً من المناورات الضخمة الجارية حالياً في روسيا وبيلاروسيا شارفت على الانتهاء.

وقال خلال لقاء مع الرئيس الروسي بثّ عبر التلفزيون «أُجريت تمارين، جزء منها انتهى وجزء آخر شارف على الانتهاء. ومازالت تمارين أخرى جارية، نظراً إلى حجم هذه التدريبات التي تمّ التخطيط لها وبدأت في ديسمبر».

وأكد رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة، أن موسكو مستعدة لفتح النار على أيّ سفن أو غواصات أجنبية تدخل مياهها الإقليمية بصورة غير مشروعة.

ورغم ذلك، أوضح أن أيّ قرار لن يُتخذ إلّا على «أعلى المستويات»، وذلك بعد يومين من إعلان موسكو أن بارجة روسية طاردت غواصة أميركية في المحيط الهادئ، بينما نفت واشنطن تنفيذ أيّ عمليات في المياه الإقليمية الروسية.

يأتي ذلك، عشية زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس لموسكو، وهو آخر مسؤول أوروبي يقوم برحلة إلى روسيا لمحاولة نزع فتيل الأزمة الأوكرانية.

وطالب شولتس، الذي وصل إلى كييف، أمس، موسكو بـ«إشارات فورية لخفض التوتر»، فيما أبدت مجموعة السبع استعدادها لفرض عقوبات اقتصادية ومالية ذات «عواقب هائلة وفورية على الاقتصاد الروسي».

وحذّر المستشار في تغريدة، بأن «عدواناً عسكرياً جديداً سيؤدي إلى عواقب وخيمة لروسيا»، واصفاً الوضع بأنه «لا يزال خطيراً جداً جداً».

وأكد شولتس، أن بلاده تقف إلى جانب أوكرانيا، وأنها قدمت بالفعل مساعدة بقيمة ملياري يورو، وهي مستعدة لمواصلة الدعم.

وأبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، شولتس، أنّ بلاده تعتبر خط أنابيب الغاز المثير للجدل «نورد ستريم 2» الذي يربط بين روسيا وألمانيا «سلاحاً جيوسياسياً»، وأكد أن انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي «سيضمن أمننا».

كما هبطت طائرة عسكرية ألمانية تحمل تعزيزات من الجنود، أمس، في مطار كاوناس الليتواني، في أولى العمليات المقررة لنشر قوات من دول حلف شمال الأطلسي.

والأحد، توافق الرئيس الأميركي جو بايدن وزيلينسكي، هاتفياً، على مواصلة نهجَي «الديبلوماسية» و«الردع» حيال روسيا.

في السياق، أعلن وزراء مالية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان في بيان، أن «أولويتنا الآنية هي دعم الجهود الرامية إلى نزع فتيل الأزمة»، لكن مجموعة الدول الكبرى السبع التي تترأسها ألمانيا هذه السنة توعدت بأن «أيّ عدوان عسكري روسي جديد ضد أوكرانيا سيقابَل برد سريع وفعال».

وكان السفير الروسي في السويد فيكتور تاتارنتسيف أكد لصحيفة «أفتونبلاديت» السويدية، أن موسكو «لا تكترث» للعقوبات.

بريطانياً، دعا رئيس الوزراء بوريس جونسون، بوتين إلى التراجع عن «شفير الهاوية»، معتبراً أنّ الوضع «خطر جداً جداً» في ظل خطر تعرّض أوكرانيا لاجتياح «خلال الـ48 ساعة المقبلة».

وأضاف «ندعو الجميع إلى الحوار (...) لتفادي ما قد يكون خطأ كارثياً».

وقرر جونسون قطع رحلة إلى شمال غربي إنكلترا للعودة إلى لندن «نظراً إلى الوضع الحالي».

وأكّد أنّ «الأدلة واضحة جداً. هناك نحو 130 ألف جندي على الحدود الأوكرانية وكل الدلائل الأخرى تشير إلى استعدادات جادة لغزو».

وأضاف «تُظهر الإشارات، كما قال الرئيس بايدن، أنّهم (الروس) يخططون على الأقلّ لأمر قد يحدث في غضون الـ48 ساعة المقبلة».

وينوي جونسون زيارة أوروبا القارية مجدّداً نهاية الأسبوع للتباحث مع قادة دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق.

أوكرانيا تلوّح بتنازلات

تراجع سفير أوكرانيا لدى بريطانيا فاديم بريستايكو، أمس، عن تصريحات تشير إلى أن كييف ستعيد النظر في محاولتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، لكنه قال إنه قد يتم تقديم تنازلات أخرى.

وكانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) نقلت عن بريستايكو ان أوكرانيا قد تبدي «مرونة» إزاء هذا الهدف، «خصوصاً بعد تهديدنا بهذه الطريقة وابتزازنا والضغط علينا من أجل ذلك».

لكنه أضاف في وقت لاحق، أن تصريحاته أسيء فهمها في ما يتعلق بحلف الأطلسي، غير أن كييف مستعدة لتقديم تنازلات أخرى.

وصرح «لسنا عضواً في حلف الأطلسي حالياً، ولتجنب الحرب نحن مستعدون لتقديم تنازلات كثيرة وهذا ما نفعله في محادثاتنا مع الروس».

وأضاف «الأمر لا علاقة له بحلف شمال الأطلسي، (طلب العضوية) منصوص عليه في الدستور».

وتؤكد روسيا أنها ترى أن مسعى الجمهورية السوفياتية السابقة لتوثيق العلاقات مع الغرب،،لا سيما محاولة الانضمام لحلف «الناتو»، يمثل تهديداً لأمنها القومي.

وأعلن الكرملين أن أوكرانيا في حالة تراجعها عن مسعى الانضمام للتحالف العسكري الغربي، ستقدم مساعدة كبيرة في معالجة المخاوف الروسية.

موسكو: خطط أميركية لتعبئة «خلايا نائمة» في سورية

أعلنت موسكو أنها تملك معلومات عن وجود خطط لدى الاستخبارات الأميركية لتعبئة «خلايا نائمة» في سورية لتنفيذ عمليات ضد القوات المحلية والروسية والإيرانية.

ونقلت «وكالة تاس للأنباء»، عن نائب وزير الخارجية أوليغ سيرومولوتوف، الأحد، أن القوات الروسية «تتخذ إجراءات مناسبة للتعامل مع أي حوادث محتملة».

وسبق أن أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية أن الاستخبارات الأميركية تخطط لتعبئة «خلايا متطرفة نائمة» في دمشق وريفها ومحافظة اللاذقية.

لوكاشينكو: سنقرر مع بوتين متى ستغادر القوات الروسية بيلاروسيا

قال الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، أمس، إنه سيلتقي قريباً جداً، الرئيس فلاديمير بوتين، مؤكداً أن القوات الروسية، ستغادر بيلاروسيا بقرار مشترك بعد انتهاء التدريبات العسكرية.

وأضاف لوكاشينكو، خلال استقباله السياسي الأوكراني ألكسندر موروزوف: «ها هم يصرخون بضجة شديدة( متى سيتم سحب القوات الروسية من بيلاروسيا؟ )أرد عليهم بالقول، هذا شأن يخصني مع بوتين. سنلتقي معا في المستقبل القريب ونتخذ القرار، حول المواعيد وحول جدول الانسحاب».

وتابع: «انظروا ماذا يفعل الأميركيون: إنهم ينقلون (القوات) بالآلاف إلى حدودنا، مباشرة إلى بولندا ودول البلطيق. وتقوم بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى بنقل وحدات من قواتها المسلحة كذلك.

ويظهر السؤال المشروع: متى ستقومون بسحب هذه القوات؟ طبعاً هم لا يتطرقون إلى ذلك بل يواصلون الضغط علينا. سنسحب هذه القوات عندما نقرر ذلك مع الرئيس الروسي، وعندما تنتهي التدريبات... سنتخذ نحن القرار، فهذه أرضنا».

وفي السياق، قال لوكاشينكو، إن كييف غير متورطة في تفاقم العلاقات مع أوكرانيا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي