No Script

اتصالات رئاسية و«خارجية» و«دفاعية» وسط تحذيرات أميركية من هجوم روسي على أوكرانيا «في أي وقت»

«ديبلوماسية الهاتف» تُسابق «طبول الغزو»

تدريبات روسية في البحر الأسود أمس	 (أ ف ب)
تدريبات روسية في البحر الأسود أمس (أ ف ب)
تصغير
تكبير

- بوتين لماكرون: اتهام روسيا بالتخطيط لغزو «تكهنات استفزازية»
- زيلينسكي يعتبر التحذيرات «مثيرة للهلع»
- الكرملين يستعرض في البحر الأسود... و«يطرد» غواصة أميركية من الكوريل
- واشنطن تنسحب من أوكرانيا وتعزز وجودها في بولندا

ما بين الحشود العسكرية الروسية الضخمة، التي تطوق أوكرانيا، براً وبحراً، وتصاعد نبرة تحذيرات الولايات المتحدة، من غزو روسي خلال أيام، تقف أوكرانيا، عاجزة ووحيدة، بينما لا يكف رئيسها فولوديمير زيلينسكي عن سؤال من يتحدثون عن غزو مرتقب، «تقديم أدلة واضحة إن وجدت»، معتبراً أن التحذيرات الغربية «تثير الهلع»، في حين احتشد الآلاف في كييف، لإظهار الوحدة.

وفي خضم «إنذارات الحرب» من جانب الغرب، وتنديد الكرملين بـ «الهستيريا» الأميركية، تتسارع ديبلوماسية الهاتف، حيث أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، محادثات هاتفية مع نظيريه الأميركي جو بايدن، والفرنسي إيمانويل ماكرون، في حين اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الولايات المتحدة بالسعي لإثارة نزاع في أوكرانيا، خلال اتصال مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، الذي قال إن المسار الديبلوماسي ما زال «مفتوحاً» لكنه يتطلب «وقف التصعيد» وحوار بحسن نية.

وزادت المناورات الروسية قبالة ساحل أوديسا الأوكرانية، من أهمية الاتصال الهاتفي بين بايدن وبوتين، الذي استمر أكثر من ساعة، بهدف نزع فتيل واحدة من أخطر الأزمات في العلاقات بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.

وبدأ بوتين نشاطه بعد الظهر بمحادثة مع ماكرون، استمرت 100 دقيقة.

وأعلن الإليزيه أن الرئيس الفرنسي حذر نظيره الروسي من أن «حواراً صادقاً لا يتلاءم مع تصعيد عسكري».

وأوضح أن الرئيسين «أعربا عن رغبتهما في مواصلة الحوار» حول «سبل التقدم في تنفيذ اتفاق مينسك» في شرق أوكرانيا و»شروط الأمن والاستقرار في أوروبا»، مضيفاً أن الرئيس الفرنسي «نقل مخاوف شركائه الأوروبيين وحلفائه».

من جهته، قال بوتين إن اتهام روسيا بالتخطيط لغزو هو بمثابة «تكهنات استفزازية».

في السياق، أشار لافروف، خلال الاتصال مع بلينكن، إلى أن «الحملة الدعائية تهدف إلى الاستفزاز»، ما أدى إلى «تشجيع كييف على تخريب «اتفاقيات مينسك»..

وجدد التأكيد على أن الغرب تجاهل مطالب «أساسية» لموسكو.

كما تناول وزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو والأميركي لويد أوستن، هاتفياً أمس، القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك، غداة محادثة مماثلة بين رئيسي الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي والروسي الجنرال فاليري غيراسيموف، الجمعة.

وكان بلينكن قال في فيجي، الجمعة، إن من غير المعروف إن كان بوتين اتخذ قراراً نهائياً من عدمه لغزو أوكرانيا، وأن الولايات المتحدة تستعد للأسوأ بما يشمل «هجوماً خاطفاً» على كييف ومدناً كبرى في أوكرانيا، وذلك بعيد محادثات بين بايدن وستة زعماء أوروبيين ومسؤولي حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

وفي وقت سابق، حذر مسؤولو البيت الأبيض من هجوم يشنه أكثر من 100 ألف عسكري روسي يحتشدون قرب أوكرانيا حتى خلال ألعاب بكين الشتوية، التي تختتم في 20 فبراير. وتوقعوا ان يتم في 15 - 16 فبراير.

من جهتها، طلبت السفارة الأميركية في كييف من الموظفين الأساسيين مغادرة أوكرانيا بعيد إعلان روسيا أنها قررت «ترشيد» طاقمها الديبلوماسي، خشية «استفزازات» من كييف أو أي طرف آخر.

وكان مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جيك ساليفان، دعا الأميركيين إلى مغادرة أوكرانيا فوراً، محذراً من أن هجوماً روسياً «سيبدأ على الأرجح بقصف جوي وإطلاق صواريخ قد تؤدي بطبيعة الحال إلى مقتل مدنيين».

ووفق رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية النرويجي، فإن روسيا فعلياً مستعدة لعمليات واسعة، والمطلوب فقط إشارة من الكرملين.

وأمس، أمرت الولايات المتحدة، بسحب شبه كامل لجنودها في أوكرانيا (150 مدرباً عسكرياً)، على ما أعلن الناطق باسم البنتاغون جون كيربي، الذي أكد أنّ وزارة الدفاع بصدد إرسال ثلاثة آلاف عسكري إضافي إلى بولندا.

ونددت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بـ «الهستيريا» الأميركية.

وكتبت على تطبيق «تيليغرام» مساء الجمعة، «إن هستيريا البيت الأبيض واضحة أكثر من أي وقت مضى. إن الأميركيين بحاجة إلى حرب. بأي ثمن. الاستفزازت والمعلومات المضللة والتهديدات هي الطريقة المفضّلة لحلّ المشاكل الخاصة».

وفي تأكيد على الأجواء القاتمة، طلبت دول أوروبية، من ديبلوماسييها ومواطنيها مغادرة أوكرانيا، فيما ارتفعت أسعار النفط وتراجعت الأسهم الأميركية.

في المقابل، حضت أوكرانيا، مواطنيها على التحلي بالهدوء وعدم الاستسلام للهلع، بينما تخشى من أن تضعف التصريحات الأميركية معنويات الرأي العام وتضر بالاقتصاد المتعثر، من خلال شل الأنشطة التجارية. وأقرت سلطات كييف خطة لإجلاء سكان المدينة.

وقال زيلينسكي إن التحذيرات من غزو وشيك تثير «الهلع» مطالباً بدليل قاطع على هجوم مخطط له.

وتابع «كل هذه المعلومات تثير الهلع فحسب ولا تساعدنا» وأوضح أنه «إذا كان لدى أي شخص معلومات إضافية حول احتمال حدوث غزو بنسبة 100 في المئة فليزودنا بها».

ميدانياً، تحيط قوات بحرية وجنود روس، بما يشمل وحدات استقدمت من كل أنحاء البلد الشاسع، بأوكرانيا، من الجنوب والشرق والشمال.

وزادت من حدة التوتر مناورات عسكرية روسية واسعة بدأت الجمعة، مع الحليفة بيلاروسيا، الواقعة إلى الشمال من كييف وتشترك في حدود مع الاتحاد الأوروبي. كما بدأت أمس، مناورات بحرية روسية في البحر الأسود.

وأعلنت وزارة الدفاع أنه «أبحرت أكثر من 30 سفينة من أسطول البحر الأسود من سيفاستوبول ونوفوروسيسك بحسب خطة المناورات، بهدف الدفاع عن الواجهة البحرية لشبه جزيرة القرم وقواعد قوات أسطول البحر الأسود بالإضافة إلى القطاع الاقتصادي (...) من تهديدات عسكرية محتملة».

في السياق، «طردت» مدمرة روسية تابعة لأسطول المحيط الهادئ غواصة نووية أميركية من طراز «فرجيينا» خارج مياهها الإقليمية قبالة جزر الكوريل، على ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس.

وكانت المدمرة «مارشال شابوشنيكوف» بثت رسالة تحت المياه تأمر فيها الغواصة بـ «الصعود إلى السطح». وبعد رفضها، استخدمت «وسائل» لم تحدد لإجبار الغواصة على «مغادرة المياه الإقليمية الروسية بأقصى سرعة»، بحسب بيان الوزارة.

«هجوم وهمي»

نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين اعتقادهم بأن روسيا تحاول «خلق مبرر» لغزو أوكرانيا.

وذكرت أن اجتماعاً سريعاً عقد في غرفة العمليات في البيت الأبيض، مساء الخميس، ناقش معلومات استخباراتية جديدة في شأن الهجوم المحتمل.

ونقلت عن مصدر، رفض الكشف عن هويته، أن موسكو تخطط «بالفعل لتصوير هجوم وهمي ضد الأراضي الروسية لتبرير غزوها لأوكرانيا».

وألمح مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إلى أن روسيا قد تنفذ عملية «العلم الكاذب» أو «العلم المخادع»، لإلقاء اللوم على الأوكرانيين قبل الهجوم عليهم.

ويقصد بـ «العلم الكاذب» العمليات السرية التي تستخدم التمويه، بحيث يظهر كأن مجموعة خططت وقامت بهذه العمليات غير المجموعة الحقيقية.

انفجار على الجانب الأوكراني من خط تماس دونيتسك!

نفت سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية، في جنوب شرقي أوكرانيا، ما تردد عن وقوع انفجار قوي في مدينة دونيتسك، أمس.

ونقلت رئيسة تحرير شبكة RT مارغاريتا سيمونيان على قناتها في تطبيق «تيليغرام» عن رئيس جمهورية دونيتسك دينيس بوشيلين، أن الانفجار وقع في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة الأوكرانية.

وقال: «كل شيء تحت السيطرة حالياً، وهناك بعض التحركات عند خط التماس، والانفجار دوى في الأراضي الخاضعة لسيطرتهم».

بريطانيا لرعاياها في أوكرانيا: لا تتوقعوا إجلاء عسكرياً

قال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي، إن المواطنين البريطانيين الذين يختارون البقاء في أوكرانيا، عليهم ألا يتوقعوا أي إجلاء عسكري إذا اندلع صراع مع روسيا.

وصرح لقناة «سكاي نيوز»، أمس، «ينبغي على البريطانيين مغادرة أوكرانيا على الفور بأي وسيلة ممكنة، وعليهم ألا يتوقعوا، مثلما حدث في الصيف في أفغانستان، أن يكون هناك احتمال لأي إجلاء عسكري».

ومع ذلك، تُبقي بريطانيا على وجودها الديبلوماسي في أوكرانيا. وصرح وزير الدفاع بن والاس، الجمعة، بأن القوات البريطانية التي أُرسلت إلى أوكرانيا في مهام تدريبية، ستبدأ بالمغادرة، اليوم وغداً.

وقال هيبي «لن تكون هناك قوات بريطانية في أوكرانيا إذا حدث أي صراع مع روسيا».

برلماني تشيكي: واشنطن و«الناتو» لا يعرفان إلى أين يجب الاتجاه

دخل البرلماني التشيكي رادوفان فيخ، في سجال مع صحافيين بسبب نشرهم على قناة CT24 TV خبراً عن «اقتراب الغزو الروسي» لأوكرانيا.

وكتب في تغريدة على «تويتر»، أمس، «أنتم مرضى فعلاً. روسيا لن تهاجم أوكرانيا المفعمة بالفساد والخاضعة لسيطرة الأوليغارشية».

ودعا البرلماني إلى التوقف عن الدفاع عن جنود حفظ السلام الأميركيين «الجيدين».

وقال: «أذكركم بأن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لا يزال يتصرف داخل أراضيه، أما الولايات المتحدة والناتو فلا يعرفان إلى أين يجب الاتجاه».

أميركا لم تتعلم من أخطاء الماضي... وروسيا تكرر «سيناريو سورية»

تكشف تصريحات سابقة للولايات المتحدة، حول استبعادها دخول روسيا إلى سورية قبل أعوام، خطأ قد يتكرر، بالاستهانة بموسكو في أزمتها مع أوكرانيا.

ووفقاً لموقع «ناشونال إنتريست»، فإن بعض الدروس التي يجب على الأميركيين الاستفادة منها، قد تعطي دلالات حول الأزمة الحالية.

- 4 دروس من سورية

أولاً، ركز التدخل الروسي في سورية بشكل أساسي على تدمير القدرات والتشكيلات القتالية للمعارضة المناهضة للحكومة السورية، بدلاً من التركيز على استرجاع الأراضي.

واتخذ الكرملين قراراً بالانخراط بشكل مباشر في الصراع السوري عندما اكتسبت قوات المعارضة، في عام 2015، قدرات وزخماً كافيين للضغط على دمشق ومحاولة إزاحة الرئيس بشار الأسد، وجاء ذلك من خلال التركيز على القوة الجوية والضربات الصاروخية، وتفكيك تشكيلات المعارضة العسكرية.

ثانياً، حرص الروس على ترك «أثر خفيف» نسبيا على الأرض في سورية، حيث اختاروا عدم التركيز على احتلال الأراضي أو تحمل مسؤوليات الحكم.

حتى أن الروس توسطوا في عدد من الحالات لوقف إطلاق النار، وإبقاء الأراضي المهمة لأصحابها، مقابل فرض سيطرة حكومية شاملة، وذلك لإعادة هيمنة الحكومة السورية.

ثالثاً، كلما كانت هناك حاجة إلى قوات برية، لجأ الروس إلى الشركات العسكرية الخاصة، أو غيرها من التشكيلات غير النظامية، ما حد من انكشاف أفراد القوات المسلحة الروسية بالزي الرسمي وقلل من خسائرهم.

وأخيراً، أظهر الروس، ولا سيما في إطلاق صواريخ «كاليبر كروز» من أسطول بحر قزوين، قدرات روسية على شن ضربات مدمرة من قواعد موجودة داخل مناطق تابعة لروسيا، من دون الحاجة للذهاب إلى مناطق النزاع.

- الاستراتيجية المحكمة في أوكرانيا

ووفق «ناشونال إنتريست»، فإن الحملة الروسية في سورية تعطي إشارات إلى أنه إذا قرر الكرملين استخدام القوة ضد أوكرانيا، فإنه سيركز على الضربات بعيدة المدى لتدمير المعدات الأوكرانية، ولا سيما مخزونها من الطائرات من دون طيار، ومحاولة تفكيك التشكيلات العسكرية المنظمة.

وكشفت حالة سورية أيضاً، بحسب الموقع، أن الروس سيحاولون تجنب عبور الحدود، كلما أمكن ذلك، وتوجيه النيران عبر الخط. ويرى أن اعداد القوات الخاصة الأوكرانية، أو استخدام الأسلحة الأميركية المضادة للدبابات والمدرعات، لن يكون فعالاً، في حال شن هجوم عسكري مشابه لذلك الذي شنته روسيا في سورية.

وبينما يتوقع البعض حملة برية، فإن هيئة الأركان العامة الروسية ستسعى لتدمير القدرات وإضعاف الروح المعنوية للجيش الأوكراني وخلق ظروف للاضطراب السياسي.

وكانت الولايات المتحدة افترضت أن روسيا ستكون «خائفة» من مخاطر الذهاب إلى سورية، و«هذا خطأ من الممكن أن يتكرر في أوكرانيا»، وفق «ناشونال إنتريست».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي