No Script

سافر إلى ذاتك

لماذا شجرة؟

تصغير
تكبير

التقيت في القاهرة القائمون على مبادرة جميلة تدعى «هنجملها»، وهي مبادرة تهتم بزراعة الأشجار في كل أنحاء القاهرة وخاصة الجامعات، وشاركت معهم في زراعة شجرة في الجامعة الصينية في مصر بحضور ومشاركة أ.د. أشرف الشيحي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق، وهو أيضاً كان رئيساً للجامعة الصينية في مصر.

كل ما سبق أمر طبيعي جداً، ولكن جوهر القصة هي التي كانت ثمينة حواري العميق مع صاحب المبادرة الذي حكى لي حكاية اهتمامه بزراعة الأشجار ولماذا شجرة(؟) حيث أخبرني أنه كان لديه ابن أخ يحبه جداً، وكان ما زال في العشرينات من العمر وكان صديقه جداً، وفي أحد الأيام غادرت روح ابن أخيه في حادث مؤلم جداً لم يتمكن فيه حتى من استلام جثته فلا ملامح للجثة المتقطعة، وعند انهياره وتوقف الحياة عنده وبعد أن تقبل فكرة أن محبوبه غادر الحياة بسرعة، قرر أن يسأل نفسه ماذا أعمل لابن أخي تعبيراً عن حبي له؟

ماء سبيل كما يفعل الجميع، وبينما هو غارق بطريقة تعبير مناسبة قرر أن يزرع شجرة تفيد كل شخص يمر بها، إما كظل أو ثمر أو تغذية بصرية أو راحة نفسية، وفي ذاك الوقت اختار شجرة الزيتون، التي تعيش إلى 1500 سنة تقريباً، وكان مهتماً بما ستقدمه هذه الشجرة للناس من زيتون وظل وجمال، وكان مهتماً بالتفاصيل، وكل ذلك كان تعبيراً منه على فقده وحبه لابن أخيه الذي تحول من صراع مع الألم إلى صناعة أمل وحياة لكل البشر، حوّل معاناته إلى مبادرة بناءة في خدمة الإنسان، كنت أتساءل بيني وبين نفسي ماذا كان ليكون موت هذا الشاب بداية حياة مليئة بالثمار للآخرين، بعد ذلك قرر المهندس محمد قبطان صناعة بادرة تجمل حياة الناس، وهي مبادرة مختصة بالشجر المثمر وزراعته في كل مكان في أنحاء مصر.

رغبة منه أن يفيد الناس في الحصول على ثمار طبيعية أو ظل شجرة أو تمتع في الجمال. صدقة إنسانية ثمينة، ولأني شاركت في زراعة شجرة معهم شعرت وكأنني قدمت للبشرية حياة جديدة أخرى فتساءلت لماذا شجرة؟ لأنها الحياة للشخص نفسه وحياة للأرض والكائنات وصدقة إنسانية جميلة وجمال يهدى للجميع.

Twitter،Insta; @drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي