No Script

كلمة صدق

دعم ربة المنزل

تصغير
تكبير

«العمل والصناعة هما جمال الرجل كما الحب والأمومة جمال حياة المرأة». (الفرنسي هنري بوردو 1870-1963) أعلن وزير الشؤون والتنمية المجتمعية، وزير الدولة لشؤون الإسكان والتطور العمراني، مبارك العرو، أنه سيتبنى مشروع تقليص أعمار ربات البيوت اللاتي يحصلن على مكافأة شهرية، من عمر خمسة وخمسين عاماً إلى عمر الخمسين عاماً.

هناك جدليات يثيرها البعض رافضاً إعطاء ربة البيت مكافأة نظير تفرغها الأسري لتربية الأبناء، بحجة أن ذلك يشجع على تقاعس المرأة وكسلها ويساويها بالمرأة العاملة.

وهذه الجدلية مردود عليها بأكثر من رد وجواب، فالمرأة العاملة هي مخيرة أيضاً بأن تعمل خارج المنزل أو تتفرغ لمهام الأمومة وتربية الأبناء، كما أن مكافأة ربة المنزل نظير عملها المنزلي المهم وهي قد تكون جامعية أو تحمل شهادة عليا لا تقارن بأي صورة بمستوى الدخل المادي الذي تحققه من تعمل خارج المنزل، فمكافأة ربة المنزل محدودة ومحددة.

وفي الكويت بالذات هناك تضخم وظيفي وهو أمر معلوم ويشمل بالواقع الذكور والإناث، فهناك كثير من الجهات الحكومية المتخمة بالموظفين والموظفات الذين ينزفون ميزانية الدولة من دون إنتاجية.

هناك أيضاً، مخالفات تقمن بها بعض الشركات في القطاع الخاص مع بعض النساء اللاتي لا يعملن بالاستفادة بغير وجه حق من دعم العمالة لمواجهة الضغوط المادية، وهذه مخالفة تضر عمليات دعم من يستحق أو يحتاج العمل في القطاع الخاص، وهو تلاعب يوجب معاقبة الشركات المتحايلة على هذا الدعم الحكومي.

كما أن من يتهم عملية إعطاء ربة المنزل مكافأة بأنه مدعاة للكسل هو شخص غير منصف، فكيف يكون بذل المرأة وقتها وجهدها لتربية العيال والقيام بمهام الأمومة عملاً بسيطاً ومدعاة للكسل، وهل ما قامت بها النساء في السابق في الشرق والغرب من التفرغ في تربية الأبناء هو عمل بسيط لا يستحق الثناء والتقدير! إن وظيفة تربية الأبناء وإنتاج جيل صالح هي مهمة عظيمة وراقية، هي مهمة ترتقي بالمرأة أكثر نحو المعالي، وعمل المنزل وتربية الأطفال عمل اجتماعي حيوي يتطلب جهداً نفسياً وبدنياً وعقلياً لا يمكن التقليل منه أو الاستخفاف فيه.

إن كان البعض يجادل أن مكافأة المرأة مدعاة للكسل فإن البعض الآخر يجادل بأن بروز جيل يشوبه كثير من التمرد الأخلاقي وانتشار المخدرات وغيرها من الآفات الاجتماعية هو بسبب غياب الأم عن أبنائها لساعات طويلة وحلول الخادمة محلها، لتتفرغ الأم العاملة بدورها خارج منزلها في أعمال تكون أحياناً مضنية وشاقة لا تتناسب مع طبيعتها ورقتها، مستهلكة وقت عيالها الثمين في بيئة هي غريبة عنها، كل ذلك لأجل إثبات ولو من حيث اللاشعور نظريات الجمعيات النسوية الغربية المتطرفة في ضرورة مساواة المرأة بالرجل.

ليس الهدف هنا محاربة المرأة العاملة، ولا منع المرأة من العمل، إنما الهدف هو دعوة الحكومة وأعضاء مجلس الأمة والجمعيات التي تهتم بالمرأة بدعم المرأة، نعم المرأة الأم، المرأة ربة المنزل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي