No Script

من منظور آخر

يوغا

تصغير
تكبير

بدأنا أمس حملة تحت عنوان «معاً لدعم الحريات»، كانت الحملة عبارة عن نشر صورة أو فيديو لأي نشاط تعتقد بأنك حر بالقيام به، وأخذ الهاشتاق بالانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكمعظم المواضيع والقضايا ينقسم المجتمع إلى مؤيدين ومعارضين.

هناك أصوات تتساءل عما إذا كان موضوع منع حصة اليوغا سبب كل هذه الضجة؟ وهل تعتبر من القضايا الأولوية؟، وآخرون يعتقدون أن قضايا الحريات الشخصية أولوية وأهم من مواضيع أخرى كثيرة.

موضوع المنع في الكويت ليس الأول، فقد سبق وأن منعوا حصة الرقص الشرقي داخل مركز صحي خاص للنساء، منعوا بعض الأفلام في دور السينما، منعوا بعض الحفلات الغنائية، منعوا غير المتزوجين والمتزوجات من الدخول إلى الشواطئ والفنادق والمنتجعات، وأخيراً تم طرح موضوع حجب نتفلكس وغيرها الكثير، وفي كل تلك المواضيع ترتفع الأصوات وحالة الغضب بين مجموعة من فئات المجتمع، وتقابلها فئة أخرى تعتقد أن هذه المواضيع رفاهية وهامشية، وهناك مواضيع أهم مثل القضاء على الفساد وحماية الأموال العامة وغيرها.

حق الإنسان بالحرية ليس رفاهية، بل حق أساسي لا يقل أهمية عن حقه بالصحة والسكن والتعليم، فمن لا يحترم ويقلل من أهمية الحريات الشخصية وحق كل فرد بالاختيار فلن يهتم بحقوقك الأخرى.

أردنا كذلك من خلال الحملة أن يدرك الكل أن المجتمع متعدد الثقافات والمعتقدات بالرغم من عددنا القليل، وأن كل فرد هنا ينتمي إلى بيئة وخلفية ثقافية مختلفة، لذلك من الطبيعي ألا نتفق وألا تتوافق حريتك مع أفكاري وهذا أمر بديهي، فمن يطالب بالمنع لمجرد أن ذلك لا يتوافق معه فسيأتي يوم وتمنع حريته بسبب شخص آخر مخالف.

لسنوات طويلة حاولوا إخماد مطالباتك بالحرية، وإيهامك بأنها ليست مهمة، بالرغم من أن الدستور الكويتي ينص على أن الحرية الشخصية مكفولة وكذلك حرية الاعتقاد، كما أن الدول المدنية مثل دولة الكويت عليها أن توافر الرعاية والحقوق الكاملة، ومنها حقك بالحرية.

لا تتنازل عن حقك بالحرية الشخصية أبداً، وناضل من أجل الحصول على حقك، فلن يقدم إليك على طبق من ذهب، فهناك جهات ومستفيدون كثر من قمعك وسلب قدرتك على الاختيار ومن ثم السيطرة عليك، فحتى تستطيع السيطرة على شخص ما قُمْ بمنعه من الاختيار، واختر له ما تراه مناسباً وسيكون ما تريده أنت وسيفعل ما يُطلب منه، لا تكن ذلك الشخص ولا تصدق أي أحد يخبرك بأن حقك بالحرية ليس مهماً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي