No Script

عرش أفريقيا... بين «الأسود» و«الفراعنة»


ساديو ماني - محمد صلاح... وجهاً لوجه على اللقب الأفريقي
ساديو ماني - محمد صلاح... وجهاً لوجه على اللقب الأفريقي
تصغير
تكبير

تشخص الأنظار إلى ملعب «أوليمبي»، في العاصمة الكاميرونية ياوندي، لمتابعة المباراة النهائية المرتقبة لكأس أفريقيا الـ33 لكرة القدم بين منتخبي مصر والسنغال، اليوم.

وتشهد المواجهة التي يقودها الحكم الجنوب أفريقي فيكتور غوميز، مواجهة خاصة بين مهاجمي ليفربول الإنكليزي، المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني.

وإذا كان منتخب «الفراعنة» بقيادة صلاح، عازماً على تعزيز رقمه القياسي بعدد الألقاب القارية والظفر بالكأس الثامنة بعد 1957، 1959، 1986، 1998، 2006، 2008 و2010، فإن منتخب «أسود التيرانغا» بقيادة هدّافه ماني، يطمح إلى التتويج بلقبه الأول، على الرغم من خوضه النهائي مرّتين في 2002 و2019.

وستكون المواجهة الحاسمة على اللقب القاري «بروفة» لمباراتيهما ذهاباً وإياباً، أواخر مارس المقبل، في الدور الأخير من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى مونديال 2022 في قطر.

ويدخل المنتخب المصري، الذي يغيب عنه المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، الموقوف لطرده في نصف النهائي أمام الكاميرون، المباراة الختامية «منهكاً» بعد خوضه «ثلاث مباريات نهائية قبل الأوان» في الأدوار الإقصائية، وكلها امتدت إلى شوطين إضافيين.

وافتتح صلاح ورفاقه البطولة بخسارة أمام نيجيريا بهدف، ثم حقّقوا فوزين متتاليين بالنتيجة عينها (بهدف وحيد) على غينيا بيساو والسودان.

وكانت القمّة الأولى في ثُمن النهائي ضد ساحل العاج، وفاز المصريون بركلات الترجيح 5-4 بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي، ثم قاد صلاح منتخب بلاده الى حسم القمّة العربية مع المغرب في ربع النهائي بتسجيله هدفاً في الوقت الأصلي وصناعته آخر في الوقت الإضافي لمحمود حسن «تريزيغيه»، لتفوز مصر 2-1.

وفي «المربع الذهبي»، تألق الحارس محمد أبو جبل في التصدّي لركلتي ترجيح ليعبر ببلاده إلى النهائي على حساب الكاميرون 3-1، بعد التعادل السلبي طوال 120 دقيقة.

وبالتالي، لعب المنتخب المصري مباراة إضافية في البطولة، ما دفع المدرب المساعد، ضياء السيد، إلى طلب تأجيل النهائي ليوم إضافي لنيل قسط من الراحة على غرار السنغال التي بلغت المواجهة الحاسمة، الأربعاء، وتستفيد من يوم راحة إضافي.

وأثبتت «كتيبة كيروش» فعاليتها وإصرارها على الفوز وتجاوز الكبار، رغم الإرهاق والغيابات الكثيرة بسبب الإصابات، على غرار أحمد حجازي والحارس محمد الشناوي وأكرم توفيق، يضاف إليهم عمر كمال الموقوف.

غير أن البرتغالي، الذي سيدير اللقاء عبر التواصل مع مساعده السيد ومدير المنتخب وائل جمعة، يمتلك أسماء مميزة وبدلاء أكفاء، لاسيما أبو جبل، الذي كان بطلاً في الأدوار الإقصائية، فضلا عن القدرات الهجومية لصلاح، إذ إن سرعته قد تسبّب المتاعب للدفاع السنغالي القوّي، مع مهارات مهاجم شتوتغارت الألماني عمر مرموش، ومهاجم غلطة سراي التركي مصطفى محمد، إلّا أن الهجوم لم يكن مثالياً، إذ سجّل 4 أهداف فقط في البطولة.

ويقود خط وسط «الفراعنة» لاعب أرسنال الإنكليزي محمد النني إلى جانب عمرو السولية وحمدي فتحي، فيما يدرك الدفاع أنه سيكون أمام مهمّة شاقة، إذ سيعوّل كيروش على محمود حمدي «الونش» مع الظهير أحمد فتوح المتألق على نحو لافت، وقد يلعب «اكتشاف البطولة» وأحد نجومها محمد عبدالمنعم كظهير أيمن بدلاً من كمال.

من جهته، يتطلّع صلاح (29 عاماً) إلى التتويج باللقب الأول مع «الفراعنة»، إذ بدأ مسيرته الدولية بعد عام من آخر تتويج في أنغولا قبل 12 عاماً، وأخفق في نسخة 2017 عندما سقط المصريون في النهائي أمام الكاميرون، ثم في النسخة السابقة على أرضهم وبين جمهورهم.

ويرى صلاح بأن ما ينقصه هو الحصول على لقب مع مصر بغية التقدم بثبات نحو جائزة «الكرة الذهبية» أو «الأفضل»، بعدما حلّ ثالثاً هذا الموسم خلف البولندي روبرت ليفاندوفسكي والأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي حصد الأولى للمرّة السابعة قبل أشهر.

من جهتهم، يأمل «أسود التيرانغا» أن تكون «الثالثة ثابتة»، وبالتالي معانقة اللقب الأول في تاريخهم مع جيل مميز يقوده المدرب أليو سيسيه.

ولا تشوب تشكيلة السنغال أي شائبة، وخصوصاً من الناحية الجماعية. ويمتلك سيسيه نجوماً من الصف الأول في أبرز الأندية الأوروبية، وتجربة غنية في أبرز البطولات، لا سيما دوري أبطال أوروبا.

ففي خط الهجوم، لديه، إلى جانب ماني، مهاجم واتفورد الإنكليزي إسماعيلا سار، ومهاجم ألانياسبور التركي فامارا دييديو، ويُعدّ هذا الخط من بين الأفضل في البطولة بتسجيله 9 أهداف، على الرغم الغيابات الكثيرة في الدور الأول بسبب الإصابة بفيروس «كورونا».

وتكمن قوّة السنغال في الوسط بوجود لاعب باريس سان جرمان الفرنسي إدريسا غي، الذي يعتبر مفتاح اللعب الأساسي، يجاوره لاعب ليستر سيتي الإنكليزي نامباليس مندي.

ويعوّل سيسيه على خط دفاعي متين يقوده مدافع نابولي الإيطالي كاليدو كوليبالي، إلى جانب ظهير أيمن بايرن ميونيخ الألماني بونا سار، وحارس مرمى تشلسي الإنكليزي إدوار مندي، الذي اختير الأفضل في العالم في استفتاء الاتحاد الدولي «فيفا».

وعلى غرار نظيره المصري، حقّق المنتخب السنغالي انطلاقة متواضعة بفوز صعب على زمبابوي بهدف، ثم تعادل سلبي مع غينيا ومالاوي.

وتحسّن الأداء تدريجياً في الأدوار الإقصائية مع عودة غالبية اللاعبين، فتخطّى الرأس الأخضر بهدفين نظيفين، ثم غينيا الاستوائية 3-1، وبوركينا فاسو 3-1.

والتقى المنتخبان قارياً في 4 مناسبات، وفاز كل منهم في مباراتين. وعموماً، تواجه المنتخبان في 11 مباراة، فازت مصر 6 مرّات آخرها في نصف نهائي نسخة 2006، بينما فازت السنغال في 4 مباريات.

ماني - صلاح...من يكسب الرهان؟
يتصارع مهاجما فريق ليفربول الإنكليزي، النجمان المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني، على لقب كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، اليوم، في العاصمة الكاميرونية ياوندي، بعد مسيرة مظفّرة مع «الفريق الأحمر»، في السنوات الأخيرة.

لم يكن صلاح بحاجة الى تسديد ركلته الترجيحية في نصف النهائي ضد الكاميرون، بعد فشل لاعبي الأخيرة في ترجمة ثلاث ركلات بمساهمة الحارس المصري محمد أبو جبل، ما سمح لـ«الفراعنة» بالتفوّّق 3-1 بعد تعادل سلبي دام 120 دقيقة مرهقة. وقبلها بـ24 ساعة، كانت «سنغال ماني» تبلغ النهائي على حساب بوركينا فاسو 3-1، حيث سجّل أفضل لاعب في القارة للعام 2019 هدفاً وقدم تمريرة حاسمة.

صحيح أن مدرب ليفربول، الألماني يورغن كلوب، كان يفضّل ربما إقصاء مبكراً للطرفين لتوفير جهودهما في روزنامة مزدحمة، إلّا أنه عبّر عن سعادته بإنجاز صلاح وماني.

وقال في مؤتمر صحافي قبل مواجهته مع كارديف، اليوم أيضاً، في كأس إنكلترا: «بلوغ النهائي إنجاز كبير للاعبَين». وتابع: «حتّى الآن، خاض اللاعبان بطولة ناجحة جداً.

لكن الآن أحدهما سيخرج سعيداً والآخر حزيناً». وكشف صلاح (29 عاما) عن تصميمه منح بلاده اللقب القاري وتعزيز رقمها القياسي الراهن البالغ 7 ألقاب، علماً بأنه استهل مشواره الدولي العام 2011، أي بعد سنة من إحراز مصر لقبها الأخير العام 2010 إثر ثلاثية تاريخية بقيادة المدرب السابق حسن شحاتة.

وقال صلاح الذي قاد الـ«ريدز»، في السنوات الماضية، إلى إحراز لقبي دوري أبطال أوروبا والدوري الإنكليزي بعد طول انتظار: «سيكون هذا اللقب مختلفاً بالنسبة لي. سيكون الأقرب الى قلبي».

من جهته، عانى ماني (29 عاماً) خيبة مشابهة في البطولة القارية، إذ كان لاعباً في عداد التشكيلة الخاسرة لنهائي «مصر 2019»، أمام الجزائر.

وبرز اللاعبان حتى الآن في البطولة القارية على مدى نحو شهر، فسجّل ماني 3 مرّات وصنع الأهداف في مواجهتي ربع النهائي ضد غينيا الاستوائية (3-1) ونصف النهائي.

أما صلاح، فسجّل هدفين وترجم ركلة ترجيح ضد ساحل العاج في دور الـ16.

صحيحٌ أن الدفاع الكاميروني أغلق عليه المساحات في نصف النهائي وأهدر فرصة منفرداً بحارس المرمى، إلّا أن «مو» يبقى الورقة الرابحة لتشكيلة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، الغائب بسبب الإيقاف.

وقال مساعد كيروش، ضياء السيد، بعد نصف النهائي: «صلاح ليس أفضل لاعب في مصر فحسب، بل هو لاعب عالمي، وحضوره يمنح زملاءه الثقة». وتابع عن أفضل لاعب أفريقي للعامين 2017 و2018: «هو قائدنا.

تواجده بالغ الأهمية بالنسبة لنا. جاء لتحقيق الفوز ونأمل أن ينجح».

وغرّد نادي ليفربول بعد بلوغ لاعبيه النهائي: «ساديو ضد مو في نهائي أمم أفريقيا. فخور بكما».

وستكون المرّة الأولى التي يتواجه فيها النجمان دولياً منذ أصبحا زميلين في ليفربول، لكنها لن تكون الأخيرة هذه السنة، إذ سيتواجهان في الدور الحاسم للتصفيات الأفريقية لمونديال 2022.

لطالما نفى صلاح وماني أن يكونا على خلاف في ظل المنافسة «الإيجابية» بينهما على التسجيل، لكن مواجهة ملعب «أوليمبي» ستكون المسرح المناسب لمعرفة من سيكسب الرهان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي