No Script

أضواء

صراع الديناصورات

تصغير
تكبير

عندما تتابع مشهد التحشيد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية، وما يصاحبه من مطالبات الرئيس بوتين الموجهة للرئيس بايدن بتحييد أوكرانيا عسكرياً ورفضه انضمامها لحلف (الناتو)، تعود بك الذاكرة إلى تحشيد النظام العراقي على الحدود الكويتية في تسعينيات القرن الماضي حيث أدى إلى احتلال الكويت لتكون النتيجة كارثية على العراق.

تورّط الجيش العراقي في المستنقع الكويتي وتعرّض إلى الدمار والهزيمة من قوات التحالف الدولي ثم الخروج من الكويت ثم نهاية الدكتاتور صدام.

لا يختلف بوتين عن صدام في كونه دكتاتوراً قمعياً متهوّراً، اتخذ قراراً خاطئاً بتهديد أمن ونزع سيادة الدولة الأوكرانية لأنها رفضت الانصياع لطموحاته السياسية، كما رفضت العودة تحت الوصاية الروسية، وهي قد نالت استقلالها وسيادتها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وبعد عقود من القمع والإذلال تحت السلطة الشيوعية التي كان يديرها الروس، والتي عادت من جديد تتجلى في الدكتاتور بوتين.

ما يدعو إلى الاستغراب هو إصرار بوتين على تنفيذ مطالبه، رغم رفض بايدن لها وتهديده بفرض أشد العقوبات التي من شأنها أن تشل اقتصاد روسيا إن هو أقدم على غزو أوكرانيا، وهي من جانب آخر مغامرة خطيرة قد يتعثر فيها الجيش الروسي في المستنقع الأوكراني حيث الشعب الأوكراني وقد أبدى استعداده لمواجهة الغزاة الروس وبمعنويات عالية بعد حصولهم على أحدث الأسلحة الفتاكة من حلفائهم الأميركان والأوروبيين.

ربما يتساءل المرء ويعجب من اتخاذ بوتين لمثل هذه القرارات التي يبدو واضحاً أنها ستجلب عواقب وخيمة على روسيا، فأوكرانيا ليست بلاد الشيشان أو سورية يسرح فيهما الجيش الروسي كيفما يشاء ويرتكب فيهما أفظع الجرائم دون حسيب أورقيب.

لم يتعلم بوتين من الدرس الأفغاني، وهو يغامر دون مبررات معقولة بمناكفة قوى نووية عظمى تضاهي قدراته النووية وتمتلك إمكانات اقتصادية هائلة قادرة على إنهاكه.

ربما لكونه نموذجاً دكتاتورياً لا يختلف عن النماذج الدكتاتورية المتهورة في بلدان العالم الثالث التي تتخذ قراراتها بشكل فردي دون شعور بالمسؤولية وما تسببه من جلب الدمار لشعوبها وشعوب العالم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي