No Script

أضواء

عولمة «الهولوكوست»

تصغير
تكبير

اتخذ الكيان الصهيوني بعد الحرب العالمية الثانية من ثقافة الهولوكوست (المحرقة)، ركيزة لاستعطاف شعوب العالم، بما حلّ باليهود من تصفية على أيدي النازيين الألمان، كما اعتبرها مناسبة ثمينة لفرض نفسه وصيّاً على يهود العالم.

وقد نجح في إصدار قوانين تجرّم إنكار «الهولوكوست» في أوروبا أو تحريفها، وكان المفكر الفرنسي جارودي أحد ضحايا تلك القوانين عندما شكك بعدد ضحايا «الهولوكوست» واعتبره مبالغاً فيه.

كما عمد الصهاينة إلى التذكير بـ«الهولوكوست» واتخذوها ذكرى سنويّة تتسابق وسائل الإعلام الغربية لتغطيتها، رغم أن عشرات الملايين المدنيين من غير اليهود سقطوا في تلك الحرب المدّمرة.

ويبدو أن تكريس ثقافة «الهولوكوست» في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية لم يشبع فضول الصهاينة الذي لا يبلغ منتهاه، فكان لا بد من تعميم تلك الثقافة على شعوب العالم من خلال منظمة الأمم المتحدة.

وقد نجحوا في ذلك بالتعاون مع ألمانيا حيث تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20/1/2022 قراراً يدعو جميع الدول إلى محاربة (إنكار أو تحريف أحداث الهولوكوست، ومعاداة السامية)، وبالأخص على وسائل التواصل.

ورغم أن القرار غير ملزم قانونياً إلا أنه يعتبر ذا أهمية سياسية وخطوة أولى تمهّد لخطوة أخرى في المستقبل تأخذ طابعاً إلزامياً يمكن فرضه على جميع دول العالم.

ومع ذلك، فإن معاداة اليهود في أوروبا في تزايد - حسب الدراسات الحديثة - خصوصاً مع بروز الأحزاب اليمينية المتطرّفة التي أصبحت تهدّد مكانة أقوى الأحزاب الرئيسية، الأمر الذي دفع الكثير من اليهود لمغادرة أوروبا، وهو ما صرّح به ممثلو اليهود في بروكسل وطالبوا الساسة الأوروبيين بأفعال لا أقوال.

وتعتبر ألمانيا من بين أكثر الدول الأوروبية في عدد الاعتداءات على اليهود، رغم صرامة الإجراءات القانونية فيها التي تحارب كراهية اليهود حيث كانت حاضنة للنازيين.

لا يخفى أن انكشاف الكيان الصهيوني أمام شعوب العالم ككيان عنصري يمارس جرائم ضد الإنسانية في فلسطين المحتلة، يعتبر عاملاً آخر في تزايد كراهية اليهود، ولم يعد «الهولوكوست» كافياً للتغطية على تلك الجرائم، كما لم تعد تهمة معاداة السامية مقبولة عندما توجّه أصابع الاتهام للكيان الصهيوني المحتل وهو يتحدى القوانين الدولية ولا يعترف بها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي