No Script

خواطر صعلوك

النصف مواطن... يُخرج نصف نائب!

تصغير
تكبير

تتسارع الأحداث في الوطن بشكل كبير، وينتقل السياسيون بين صفوف الحكومة والمعارضة بصورة أسرع من انتقال اللاعبين بين الأندية الرياضية، وتستفحل ظاهرة «النصف مواطن» الذي يُخرج لنا «النصف نائب»، عبر الصناديق الانتخابية المغلقة بإحكام ليس من أجل منع التزوير، ولكن من أجل ضمان استمرار العملية بشكل لائق ظاهرياً أمام الآخرين.

وهذه نتيجة طبيعية لأننا سنوياً نحتفل بشكل كبير ومبالغ فيه بتخريج جيل كامل من «أنصاف المتعلمين»، بالغش والتزوير في المدارس والجامعات والمعاهد ودورات التنمية البشرية وشهادات الاعتماد.

ثم يظهر لنا في السوشيال ميديا أنصاف المثقفين المبهورين بموزارت وبيتهوفن، مرهفو الحس والمشاعر العاشقين لعصر النهضة الأوروبية، الشخصيات التي تبني قناعاتها على مشاعرها وليس أفكارها، فيطالب بحق التفكير للآخر ولكن دون أن يستخدم هذا الحق لنفسه.

وكل ذلك تحت ظلال «أنصاف الإعلاميين» الذين يبحثون عن المشاكل والإثارة والفضائح، دون تقديم حلول أو بدائل، فيظهر لنا «النصف مواطن» الذي ينتظر راتبه دون أن يقدم خدماته.

وكان «مشاري» من هذا النوع، حيث يسهر طوال الليل في «الكلوب هاوس» وهو يناقش حقوقه الدستورية في الرأي والتعبير وفي الإطاحة بالرئيسين، رئيس مجلس الوزارء ورئيس مجلس الأمة، وفي الصباح يصل متأخراً لمقر عمله، ويتهرب في الممرات خوفاً من رئيسه في العمل.

النصف مواطن يبحث عن حقوقه، ويتهرب من مسؤولياته، فيظهر النصف معلم والنصف طبيب، والنصف موظف، والنصف زوج، والنصف أم...إلخ.

عندها تصبح المعادلة أكثر وضوحاً... النصف مواطن سوف يقدم لنا نصف نائب، ونصف نائب سوف يقدم لنا نصف تشريعات وقوانين، ونصف التشريعات والقوانين هي تلك التي تُبنى وتُتبنى بخطاب عاطفي شعبي بعيد كل البُعد عن الدراسة والتحليل والتفسير والعلمية، وقريب كل القرب من المصالح الشخصية والانتخابية، التي ترفعك إلى سابع سموات العمل الوطني.

وفي ظل كل هذه «الأنصاف» سنكتشف أن «الهكسوس» ليسوا على الأبواب، ولكنهم يسعون بكل ما أوتوا من قوة لمص عروق الوطن حتى آخر قطرة دم، وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

Moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي