«كامكو إنفست»: قفزت 4.6 ضعف مقارنة بـ 2020
7.52 مليار دولار اكتتابات أولية خليجية العام الماضي
- رياح معاكسة تتراكم أمام اكتتابات الخليج في 2022 والقرارالنهائي لتقييمات السوق
أفادت شركة كامكو للاستثمار بأن إصدارات الاكتتابات العامة الأولية في دول مجلس التعاون الخليجي شهدت أداءً متميزاً في العام 2021، استكمالاً لنشاطها الملحوظ في 2020، بدعم من تقييمات السوق الثانوية وتحسن المؤشرات العالمية فيما يتعلق بالأداء والسيولة.
ولفتت «كامكو إنفست» في تقرير لها إلى أن العدد الإجمالي للاكتتابات العامة الأولية في دول المجلس وصل إلى 20 اكتتاباً في 2021 مقابل 7 إصدارات فقط في 2020، موضحاً أن حصيلة أنشطة الاكتتابات العامة الأولية للجهات الخليجية العام الماضي قفزت بنحو 4.6 ضعف إلى 7.52 مليار دولار مقابل 1.64 مليار في 2020، وفقاً لتقديرات وكالة بلومبرغ وشركة برايس ووترهاوس كوبرز.
وبيّن التقرير أن نشاط الاكتتابات الأولية على مستوى المنطقة انتعش بالتوافق مع النشاط العالمي، في حين ساهم أداء السوق الثانوية والتقييمات في تعزيز مساعي الجهات المصدرة للوصول إلى الأسواق الأولية، إذ ارتفع مؤشر مورغان ستانلي الخليجي بنسبة 34.9 في المئة في 2021، واتساقاً مع النهج الذي اتسم به النصف الثاني من 2020، شهد النصف الثاني من 2021 الغالبية العظمى من الإصدارات، كما ساهمت الجهات التنظيمية والدعم الحكومي في تعزيز نشاط السوق الأولية.
إستراتيجية جديدة
وأوضح أن سوق أبوظبي للأوراق المالية لا تزال تسير على المسار الصحيح لتحقيق معايير معينة لإستراتيجيتها الجديدة «ADX ONE» التي تم الإعلان عنها في مستهل العام 2021، مثل مضاعفة القيمة السوقية خلال الثلاثة أعوام المقبلة، لافتاً إلى أن من بين العوامل الأخرى التي تم الإعلان عنها زيادة سيولة السوق، وإطلاق سوق المشتقات المالية، ودليل علاقات المستثمرين، ووضع برنامج لدعم التغطية البحثية للأسهم، ما يؤدي إلى زيادة تحسين كفاءة السوق.
وتابع التقرير «على صعيد منفصل، أعلنت بورصة قطر عن إطلاق سوق الشركات الناشئة، التي تعد آلية بديلة تمكّن الشركات الصغيرة والمتوسطة أو تلك التي لا تحقق شروط الإدراج في السوق الرئيسية من الوصول إلى السوق»، منوهاً إلى أن السعودية احتفظت بمكانتها الريادية من حيث إصدارات الاكتتابات العامة الأولية على مستوى المنطقة في 2021، إذ تم طرح 15 من أصل 20 اكتتاباً في دول مجلس التعاون إما من خلال «تداول» أو السوق الموازي «نمو»، كما جاءت المملكة أيضاً في الصدارة من حيث تحقيق أعلى عائدات الاكتتابات العامة الأولية، حيث استحوذت على نحو 62 في المئة من الإصدارات بقيمة قاربت 4.65 مليار دولار العام الماضي.
أكبر اكتتاب
وأشار إلى أن السعودية شهدت أكبر عملية اكتتاب على مستوى المنطقة في 2021 بطرحها لأسهم شركة أكوا باور للاكتتاب العام (1.21 مليار دولار)، كما كانت أبوظبي ضمن الأسواق النشطة، حيث تم طرح 3 صفقات بـ2.63 مليار دولار، وشهدت ثاني أكبر إصدار على مستوى المنطقة للعام 2021 من خلال الاكتتاب العام لشركة أدنوك للحفر (1.1 مليار دولار).
وأضاف التقرير «أما على الصعيد القطاعي، فجاء القطاع الاستهلاكي في صدارة القطاعات من حيث عدد الصفقات، بمشاركة كل من قطاعي السلع الاستهلاكية الأساسية والتقديرية. وكان القطاعان التكنولوجي والصناعي من القطاعات الكبرى الأخرى التي شهدت اكتتابات عامة، إلا أن معظم الشركات التي طرحت أسهمها للاكتتاب في السوق الأولية كانت لديها خطوط إنتاج ونماذج أعمال مميزة مقارنة بأقرانها»، مبيناً أنه فضلاً عن الاكتتابات العامة الأولية، اتخذت الشركات الخليجية أيضاً مسار الإدراج المباشر، والذي جاءت السعودية أيضاً في صدارته، إذ شهدت السوق الموازية «نمو» 8 عمليات إدراج مباشر، فيما شهد سوق الشركات الناشئة في بورصة قطر الإدراج المباشر لأسهم شركة الفالح التعليمية القابضة وشركة مجموعة مقدام القابضة، وشهدت الكويت الإدراج المباشر لسهم شركة جاسم للنقليات والمناولة.
رعاية خليجية
وعلى صعيد آخر، ذكر التقرير أنه على غرار الاتجاهات العالمية، تمت رعاية الاكتتابات الأولية لشركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أُدرجت أسهم شركة بلو ويل أكويزيشن كوربوريشن - 1 (229 مليون دولار ) التي قامت «مبادلة» للاستثمارات المالية بطرحها للاكتتاب العام في سوق ناسداك للأوراق المالية، وفقاً للمعلومات الصادرة عن وكالة بلومبرغ، ومن المقرر أن تركز «بلو ويل» على شركات النمو عالية الجودة في مجالات الإعلام والترفيه والتكنولوجيا.
توقعات 2022
وأفادت «كامكو إنفست» بأن هناك عدداً متزايداً من المخاطر المحتملة في 2022 والتي قد تؤثر سلباً على نشاط سوق الاكتتابات العامة الأولية في المنطقة بعد الأداء الممتاز الذي شهدته في 2021، موضحة أن المخاطر المحتملة تشمل ظهور موجات جديدة وسلالات متحورة من فيروس «كوفيد-19»، ورفع أسعار الفائدة، واضطرابات سلسلة التوريد العالمية، والعوامل الجيوسياسية، وتقلبات أسواق الأسهم، وتذبذب أسعار النفط.
وأوضحت أنه مع ذلك فإنها تتوقع أن تكون تقييمات السوق الثانوية وأداء سوق الأوراق المالية من أبرز الاعتبارات بالنسبة للشركات والاكتتابات العامة الأولية في 2022، حيث ترغب الشركات الخليجية في الاستفادة من التقييمات السائدة والسيولة المتوافرة حالياً في السوق، مشيرة إلى أنه لا تزال هناك اتجاهات قوية للاكتتابات العامة الأولية قيد الإعداد من قبل الشركات، كما قد يتم إدراج بعض الأصول المملوكة للدولة.
وذكر التقرير أن الرياح المعاكسة قد تتراكم أمام أنشطة الاكتتابات العامة الأولية في دول مجلس التعاون في 2022، إلا أن تقييمات السوق سيكون لها القرار النهائي، مضيفاً «هناك أنباء عن تلقي البورصة السعودية 50 طلباً من الشركات لطرح أسهمها للاكتتاب في 2022، في حين أعلنت دبي عن خططها لإدراج 10 شركات حكومية ومملوكة للدولة خلال العام الجاري، كما تدرس الجهات التنظيمية عدداً من الأدوات المالية المختلفة مثل شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة وصناديق صانع السوق سعياً منها لتحسين السيولة والمشاركة في البورصات، لذلك نعتقد أن وجود اتجاهات قوية للصفقات قيد الإعداد واستقرار تقييمات السوق ودعم الجهات التنظيمية تعتبر محفزات كافية للحفاظ على زخم سوق الاكتتابات العامة الأولية في دول مجلس التعاون العام الجاري، ونتوقع أن تستمر كل من البورصتين السعودية والإماراتية في احتلال مركز الصدارة على مستوى المنطقة من حيث الإصدارات».
أفضل أداء لأسواق الاكتتابات عالمياً في 20 عاماً
ذكر تقرير «كامكو إنفست» أن معنويات التفاؤل تجاه طرح برامج اللقاحات ضد فيروس كورونا، وانتعاش أنشطة الاقتصاد العالمي، والسيولة الناجمة عن برامج التحفيز المالي، والأداء القوي لأسواق الأوراق المالية في تعزيز أسواق الاكتتابات العالمية في 2021 لتشهد أفضل أداء لها منذ 20 عاماً، وذلك من خلال 2388 صفقة بقيمة 453.3 مليار دولار، وفقاً للبيانات الصادرة عن مكتب إيرنست آند يونغ.
وكشف التقرير عن زيادة عدد الصفقات بنسبة 64 في المئة على أساس سنوي، في حين قفزت عائدات عمليات الإصدار بـ67 في المئة على أساس سنوي، واستمرت أنشطة الاكتتابات العامة الأولية لشركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة في الحفاظ على شعبيتها، حيث نما عدد الصفقات وقيمة العائدات بنسبة 136 في المئة و97 في المئة على التوالي، كما تضاعف عدد الاكتتابات العامة الأولية لشركات اليونيكورن في 2021، حيث أدى طرح 79 اكتتاباً أولياً لتلك الشركات إلى زيادة إجمالي العائدات بمقدار 83 مليار دولار مقارنة بمستويات العام 2020 (31 اكتتاباً أولياً بـ31.6 مليار دولار).
