No Script

من منظور آخر

الصراع حول «النسوية»

تصغير
تكبير

رغم شعبية مصطلح النسوية في دول الخليج، إلا أنها لا تزال في صراع حول مفهومها، وسبب نشأتها، فيحاول الإعلام أن يصور معتنقي تلك الحركة بأنه فكر مستورد من الغرب، ويدعو إلى الانجراف إلى الهاوية، ويعادي المجتمعات الإسلامية.

كانت الخطابات النسوية لفترة ما تركز على المرأة المتحررة من قيود العائلة، وعلى أهمية الاستقلال المادي، وتمكين النساء سياسياً، لكن لم يكن هناك انتباه كبير للنساء في المجتمعات الإسلامية، اللاتي يعانين من الاضطهاد الممارس على النساء، حتى ظهرت النسوية الإسلامية التي تحلل وتفسر النصوص الدينية ومراعاتها للمساواة بين المرأة والرجل.

اليوم، وتحديداً في الكويت، وقد سبقتنا دول خليجية أخرى، لم يعد الصراع قائماً بين المرأة والرجل بل حتى بين الناس سواء الرجال النسويين أو النساء ورجال الدين، فرجال الدين يدعون بأن النسوية مستوردة من الغرب، وبأن الحركة النسوية تشتت العائلة وتؤدي بالنساء إلى الهاوية.

وانتشرت خطاباتهم التي تؤكد ولو بشكل غير مباشر بأن الدين الإسلامي لا يساوي بين المرأة والرجل، فلو كان كذلك هل كان أحدهم سيعادي النسوية، كما أنهم يؤكدون بأن القوة في المجتمع للرجل وعليه ألا يفقد تلك القوة التي سمحت له بأن يلقي تلك الخطابات، أما النسوية فتدعو إلى تحليل وتفكيك الموروثات الاجتماعية والمؤسسات التي من شأنها أن تعزز التمييز ضد النساء.

هل مناهضة التمييز تعني سلب حقوق الجنس الآخر؟ هل مناهضة التمييز تعني معاداة للدين و«خراب البيوت»؟ بل إن هناك حقوقاً مسلوبة من فئة من الناس بسبب نوع الجنس فقط، وهذا أمر مرفوض في الدول المدنية وكذلك في الدين.

هل التمييز موجود في المجتمع الكويتي؟ نعم وبالرغم من أن الدستور الكويتي ينص على المساواة بين الجنس إلا أن هناك تمييزاً ضد النساء في القوانين، وهناك تمييز حتى في البيوت المغلقة أبوابها، ولذلك نشأت النسوية، ليس لـ «خراب البيوت» بل لتفكيك التمييز القائم على أساس الجنس، وإعطاء كل شخص حقه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي