الشاب الكويتي يصعُب عليه امتلاك شقة... فكيف ببيت؟
يُعتبر امتلاك مسكن في الكويت من أصعب المهمات التي تواجه الشاب الكويتي، بل إن تأمين منزل بالاعتماد على الراتب فقط بات أقرب إلى الحلم منه إلى الحقيقة، لاسيما مع الارتفاعات المهولة في أسعار السكن الخاص خلال السنوات الأخيرة الماضية.
ومع تحوّل شراء أرض وبناء بيت عليها لأمر أشبه بالمستحيل بالنسبة للشباب الكويتي، فإن بعضهم يتجه إلى شراء شقة سكنية تقيه نار الإيجارات حتى وصول دوره على طابور الرعاية السكنية الطويل، لكن حتى شراء شقة لا يبدو بالأمر الهيّن، إذ وفقاً لمتوسط راتب الموظف الكويتي في القطاع الحكومي، فإن عليه أن يوفّر راتبه كاملاً لمدة 9 سنوات، دون أن يصرف منه ديناراً واحداً خلال تلك الفترة لشراء شقة بمساحة 200 متر مربع.
ووفقاً لآخر إحصائية صادرة عن الإدارة المركزية للإحصاء، يبلغ معدل الأجر الشهري للكويتيين الذكور العاملين في القطاع الحكومي نحو 1807 دنانير، مقابل 1279 ديناراً للكويتيات، وبذلك فإن متوسط الأجر الشهري للمواطنين من الجنسين في القطاع الحكومي يُعادل 1497 ديناراً تقريباً.
وبحسب خبراء عقاريين، فإن أسعار الشقق الاستثمارية بمساحة 200 متر مربع تتراوح بين 130 و185 ألف دينار، وذلك على حسب المنطقة وموقع الشقة وتشطيباتها، أي أن متوسط سعـــر الشقة يبلغ نحو 157.5 ألف دينار.
وإذا احتسبنا متوسط راتب المواطن في القطاع الحكومي عند 1497 ديناراً ومتوسط سعر الشقة المراد شراؤها بـ157.5 ألف دينار، فإن الكويتي بحاجة إلى نحو 9 سنوات لشراء شقة بمساحة 200 متر مربع، شرط أن يدّخر راتبه كاملاً خلال السنوات التسع لتجميع قيمة الشقة.
ويقول عقاريون إن سعر الشقة بمساحة 200 متر يبلغ نحــو 160 الف دينار في بنيد القـار، و155 ألفاً في شارع البلاجــات بالسالميــــة، و125 ألفاً فـــي المهبــولة، و150 ألفاً في درة الفنطاس، فيما يصل سعر الشقة نفسها في بعض المناطق الداخلية المميزة إلى 185 ألف دينــــار.
ويلفت هؤلاء إلى أن هناك شريحة من المواطنين يملكون مبلغاً من المال، لكنه لا يكفي لشراء منزل أو أرض لبنائها، فيلجأون إلى أخذ قرض الـ70 ألفاً من بنك الائتمان، وشراء شقة لاستثمارها مقابل عائد شهري، مبينين أن كلفة إيجار شقة من 3 غرف باتت تلتهم أكثر من ثلث راتب المواطن، إذ يبلغ متوسط إيجارها أكثر من 500 دينار شهرياً، يُضاف إلى كلفة الخدمات التعليمية والصحية، وزيادة التضخم في أسعار السلع الاستهلاكية والخدمات الحكومية والخاصة والرسوم والقروض، ما يُصعّب على الشاب توفير هذا المبلغ لامتلاك شقة.
