No Script

ربيع الكلمات

بلاك بيري... نوكيا... كوداك!

تصغير
تكبير

العالم يتغير بشكل سريع، ولن يصمد أمام إعصار التقدم والتكنولوجيا إلا الأحدث، ومن لم يتقدم فسيتقادم، ولعل ماحصل لشركة بلاك بيري ونوكيا وكوداك خير مثال على عدم مسايرة الواقع، بينما نجحت شركتا أبل وتسيلا بشكل غير مسبوق، بالتأكيد لكل نجاح وفشل أسبابه ودوافعه.

وقبل أيام أعلنت شركة «بلاك بيري» التوقف عن عمل الهواتف والأجهزة اللوحية، بمعنى آخر عدم قدرة المستخدمين على إجراء مكالمات هاتفية أو إرسال رسائل نصية، وذكرت الشركة أن كل الأجهزة التي تعمل ببرامج تشغيلها، وهي «بلاك بيري 7.1» أو ما قبله، أو «بلاك بيري 10»، أو نظام تشغيل جهازها اللوحي «بلاك بيري بلاي بوك» لن تعمل بعد 4 يناير الجاري، سواء كان ذلك عبر شبكة إنترنت لاسلكية «واي فاي» أو إنترنت عبر الهاتف، وبذلك ينتهي عصر هذا الهاتف.

وكذلك كانت شركة «كوداك» عملاق إنتاج الكاميرات القديمة وأفلام الكاميرات لمدة 133 عاماً، وحققت تاريخاً حافلاً من النجاحات الكبرى في هذه الصناعة، تأسست الشركة عام 1892م، فكانت الشركة متخصصة في إنتاج معدات التصوير ومواده واستحوذت الشركة على اهتمام 90 في المئة من السوق الأميركي، ولكن بدأت معاناة الشركة المالية، بسبب انخفاض نسبة المبيعات لمنتجاتها من أفلام التصوير، وكان السبب بروز نجم الكاميرا الرقمية، فبدأت الشركة في الهبوط في عام 2004، لم تعد تظهر ضمن قائمة «داوجونز»، المخصصة لأكبر 30 شركة داخل الولايات المتحدة الأميركية.

إن فلسفة الشركة التسويقية اعتمدت على بيع الكاميرات بأسعار زهيدة، من أجل الحصول على حصص تسويقية عالية، إنتاج كبير وتكلفة منخفضة، مع إعلانات كثيرة، وذلك يؤدي إلى تحقيق الانتشار العالمي، والتركيز على الزبون.

وفِي عام 2012 قامت الشركة بإعلان إفلاسها، وذلك لحماية أصول الشركة من الدائنين وإعادة التنظيم، فلم تتوقع الشركة بثورة التصوير الرقمي وكاميرات الهاتف الذكي، وظلت تحاول المنافسة، ولكن دون جدوى تذكر.

أما شركة «نوكيا» كانت اللاعب الرئيسي في سوق الهواتف، ومبيعات تقارب نصف السوق العالمي بأكمله، والآن كأنه لا أثر للشركة، ولا يمكن أن تنهار بين ليلة وضحاها، بل أخذت وقتاً طويلاً قبل الانهيار لدرجة أن بعض المديرين كان يقدم مصلحته الشخصية على مصلحة الشركة، وبالتالي كانت القرارات غير مدروسة.

في المقابل، هناك نجاحات كبيرة لبعض الشركات مثل «أبل»، فقد حققت قفزة تاريخية، وتجاوزت قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار، لتصبح أول شركة في العالم يتم تداول أسهمها تصل إلى هذه القيمة، وارتفعت أسهم أبل بنسبة 35 في المئة تقريبًا في عام 2021، حيث استفادت الشركة من ازدهار الطلب على هاتف آيفون 13 الجديد وإصدارات قديمة أخرى، بالإضافة إلى خدمات الاشتراك.

وهناك نجاح آخر لشركة «تيسلا» لصناعة السيارات الكهربائية حيث سلمت في عام 2021 مليون سيارة حول العالم، أي ما يقرب من ضعف الرقم الذي حقّقته في 2020، في أداء أتى أفضل من المتوقع بالرغم من فايروس كورونا وما سببه من تعطل الملاحة العالمية وتأخرها.

وذكر «إيلون ماسك» أنّ تيسلا تمكنت من التغلب على الكثير من مشاكل النقص في أشباه الموصلات باستخدامها تصميمات شرائح جديدة وإعادة كتابة برامج معلوماتية.

نحن أمام دول عصرية حديثة بدأت تتشكل وهي الشركات عابرة للقارات مثل «أبل» و«تيسلا» وبرامج التواصل الاجتماعي، وهي ليس لها حدود طبيعية وقيمتها السوقية في تصاعد مستمر، وهي تمثل رأس المال الحقيقي والمؤثر فأين نحن منهم؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي