No Script

رسالتي

رحلوا... وبقِيَ الإسلام!

تصغير
تكبير

لمّا تولّى أنور خوجة الحكم في ألبانيا، عمل على محاربة كل مظاهر الإسلام !

فقد حوّل ألبانيا إلى دولة ملحدة، أغلق المساجد وهدم بعضها، وحوّل بعضها الآخر إلى حظائر للحيوانات !

زجّ بالأئمة والعلماء في السجون، وجرّم الدِّين، وكانت عقوبة مَن يُقبض عليه وهو يصلي السجن !

اضطر الناس إلى إخفاء المصاحف، فكانوا يجمعونها ويغلفونها ثم يربطونها بالجدران، ويصبّون عليها الاسمنت، حتى لا يتم اكتشافها.

رحل خوجة بعد 40 عاماً، وتصدعت الشيوعية بعد عام 1990 ميلادي، فرجع الناس إلى المساجد، ومارسوا شعائرهم بحُرّية.

في آسيا الوسطى كانت المعاناة نفسها، إلى درجة أن مَن يُقبض عليه وهو يحمل المسبحة، يودع السجن !

ومع ذلك لم يستسلم أهل البلاد، فكانوا يحضرون المعلمين إلى منازلهم ليلاً وهم متخفون ليحفظوا أولادهم القرآن.

وكان الآباء يقولون «إن لم نستطع أن نهزم الشيوعية اليوم، فلعل أولادنا يفعلونها غداً».

في أوزبكستان، زمن الشيوعية الحكاية نفسها... ويذكر أحد الرجال أن والدته كانت تدربه على كيفية الصلاة بحواجبه إذا حان وقت الصلاة، وهو في المدرسة !

فقد كانت عقوبة السجن تنتظر الطالب وعائلته إذا قُبض عليه متلبساً بالصلاة !

وكان المعلمون يتعمدون إعطاء الطلاب بعض الأطعمة في نهار رمضان، ليكتشفوا مَن يصوم منهم لتتم معاقبته مع أسرته !

وصل أتاتورك إلى الحكم في تركيا، فألغى الخلافة الإسلامية، وأعلن علمانية الدولة، ومنع رفع الأذان بالعربية، وحارب الحجاب ومنع ارتداءه في الأماكن العامة أو داخل المباني الحكومية أو قاعات الدراسة، وأغلق المدارس الدينية، وألغى المحاكم الشرعية !

بعد رحيل أتاتورك أكملت المؤسسة العسكرية المهمة، إلى أن تولّى حزب العدالة والتنمية الحكم، فتبدل الحال، وأعيد الاعتبار إلى الحجاب وسمح به في كل الأماكن، وتمت إعادة مدارس الأئمة، وتم افتتاح آيا صوفيا، كمسجد بعد أن حوّله أتاتورك إلى متحف.

كما سُمِح للعسكريين بأداء الصلاة في مراكز عملهم، بعد أن كان ذلك جريمة لا تغتفر.

رحل أتاتورك وخوجة وغيرهما... وبقي الإسلام.

وفي ذلك، رسالة لكل من يحارب المسلمين أو يصدهم عن عقيدتهم وشريعتهم وأخلاقهم، بأن سعيه إلى بوار، وعمله إلى خسار.

وصدق الله العظيم: «يريدون أن يُطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يُتمّ نوره ولو كَرِه الكافرون».

Twitter: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي