No Script

أضواء

أوكرانيا والقيصر بوتين

تصغير
تكبير

تمتّعت دول أوروبا الشرقية بعد انهيار وتفكّك الاتحاد السوفياتي بالاستقلالية بعد أن كانت تحت وصايته، وانضمت إلى عضوية حلف الناتو.

لكن بقيت جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية رغم استقلالها الشكلي، حبيسة التدخل الروسي في شؤونها الداخلية وذات طابع ديكتاتوري، بل وتعاني من استمرار سياسات التضييق على استعادة هويتها الإسلامية التي حرمت منها طيلة العقود السبعة الماضية تحت قبضة الشيوعية الملحدة، وبلغت حداً أن حرم النظام الحاكم الحالي في طاجيكستان، تسمية المواليد بالأسماء العربية، وأغلق مئات المساجد وحظر لبس الحجاب في المدارس وفرض مراقبة المصلين في ما تبقى من مساجد وعرقل البعثات الخارجية المتعلقة بالدراسات الإسلامية.

ومع تسلّم الرئيس فلاديمير بوتين، السلطة، اعتبر أن انهيار الاتحاد السوفياتي كان «حدثاً مؤسفاً» لتفكك روسيا التاريخية، معلناً بذلك بدء مرحلة جديدة في رد الاعتبار للدولة الروسية.

بدأ بوتين وهو رجل استخباراتي، شهرته السياسية عندما كان القائد العام للجيش الروسي الذي دمّر بأسلحة غير تقليدية العاصمة الشيشانية غروزني بعد إعلانها الاستقلال وقتل وشرّد عشرات الآلاف من سكانها المسلمين، وهي السياسة نفسها التي اتبعها في تدمير مدينة حلب السورية في العام 2016.

ومنذ تسلّمه السلطة، انتهج سياسة قمعية لمعارضيه من الساسة والصحافيين، وتُوجه إليه أصابع الاتهام بالأمر باغتيال الصحافية آنا بولتكفسكايا، ورجل الاستخبارات الكسندر ليتفيننكو، الذي أشار في كتابه «تفجير روسيا» إلى أن الاستخبارات الروسية وراء حرق الشقق في روسيا لتحريض الشعب على الأقليات المسلمة، خصوصاً الشيشانية، متهمة إياها بالإرهاب.

ولا يزال المعارض السياسي نافالني يقضي عقوبة السجن كنموذج لعقاب رادع لكل من يجرؤ على تحدي رئاسة بوتين.

من حسن حظ أوكرانيا، أنها - على عكس جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية - تحظى بدعم أميركي وأوروبي صريح، ساعدها على الصمود أمام طموحات بوتين في ابتلاعها وأصبحت تشكل هماً «سياسياً» عليه، دفعه بتهوّر إلى حشد قواته على الحدود الأوكرانية، لعله ينجح في تحييد أوكرانيا ومنعها عن الانضمام إلى حلف الناتو وكسب المزيد من الشعبية.

لكن سياسة الترهيب الداخلية، إن نجحت في الداخل الروسي، فإن مصيرها الفشل مع حلف الناتو الذي استطاع تفتيت الاتحاد السوفياتي وهو أقدر حالياً من الناحية العسكرية والاقتصادية على ردع مغامرات بوتين، أقلها التهديد بفرض حصار اقتصادي خانق قد ينهي «أحلامه القيصرية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي