No Script

عبر حذف بلد المنشأ وخلطه ببقايا أزهار وبهارات لزيادة وزنه

تجار الزعفران الإيرانيون يعانون من غشّ بضائعهم أثناء تصديرها

No Image
تصغير
تكبير

- العقوبات الأميركية دفعت التجار إلى تصدير الزعفران بطرق ملتوية
- إيران تنتج 90 في المئة من زعفران العالم و1400 دولار سعر الكيلو
- دراسة: 11 في المئة من الزعفران في أوروبا... مغشوش

يستخدم الزعفران اليوم بشكل رئيسي لتتبيل وتلوين الأطباق مثل الباييلا، لكن التوابل المصنوعة من الميسم الجاف لزهرة الزعفران لا تزال ذات قيمة عالية. وفي شهر نوفمبر الماضي، بلغ سعر كيلو الزعفران القادم من إيران، والتي تنتج أكثر من 90 في المئة من زعفران العالم، 1400 دولار، بحسب مستورد في بريطانيا.

ومع ذلك، تؤكد مجلة «إيكونوميست» أن التجار الإيرانيين يعانون من الغش في تجارة الزعفران، مشيرة إلى أن القفزة الأخيرة في السعر جاءت بسبب زيادة الطلب في أعقاب صدمة جائحة كورونا، والجفاف وارتفاع تكاليف الشحن والعمالة (يستغرق الأمر ساعات عدة من انتقاء الزهرة وقطف الشعيرات لإنتاج كيلوغرام واحد)، إضافة إلى العقوبات الأميركية التي تهدف إلى عزل إيران عن الاقتصاد العالمي. وللالتفاف على هذه العقوبات، غالباً ما يستخدم تجار الزعفران الإيرانيون وسطاء غير إيرانيين وسلاسل إمداد مبهمة وإجراءات دفع معقدة.

وبالتالي، قد ينتقل كيلوغرام من الزعفران عن طريق البريد من خراسان، المنطقة التي تنتج معظم المحاصيل الإيرانية، إلى إسبانيا أو إحدى الدول المجاورة، حيث يتم حذف جميع ما يشير إلى أن إيران بلد المنشأ، قبل شحنها لدول العالم.

وأثناء عملية شحنها، يمكن أن تحدث الكثير من أعمال الغش، فأحياناً يتم خلط الزعفران الإيراني ببقايا الأزهار أو البهارات الأخرى لزيادة وزنه.

ووجدت دراسة حديثة بتكليف من الاتحاد الأوروبي أن 11 في المئة من الزعفران المعروض للبيع داخل دول الاتحاد قد يكون مغشوشاً، فيما أشارت دراسة أجرتها الحكومة الفرنسية إلى أن الرقم أعلى.

تجار شريفون

وترى «إيكونوميست» أن هذا الأمر يسبب مشاكل للتجار الإيرانيين «الشريفين»، حيث تنقل عن وحيد جعفري، أحد مصدّري الزعفران الإيرانيين الذي أجرى للتو مكالمة فيديو مع عميل فيتنامي: «عليّ أن أبذل جهداً أكبر لكسب ثقة عملائي.

التجار قلقون في شأن حصولهم على زعفران مغشوش، فيما يخشى عملاء آخرون إذا اشتروا الزعفران الإيراني، حتى من خلال وسطاء، أن يتم إدراجهم في القائمة السوداء من قبل أميركا. البنوك متوترة في شأن التعامل مع هذا النوع من الصفقات».

ولم يكن الأمر صعباً دائماً، ففي عام 2015 أصبحت التجارة أسهل وذلك عندما وافقت إيران على الحد من أنشطتها النووية مقابل رفع العديد من العقوبات الدولية، لكن بعد 3 سنوات فقط، انسحبت أميركا من الاتفاقية أثناء رئاسة دونالد ترامب الذي أعاد فرض العقوبات على إيران.

وتشير «إيكونوميست» إلى محادثات تجري في فيينا لاستعادة الاتفاقية، ما يمنح التجار خيطاً من الأمل - على الرغم من أن التقدم كان ضئيلاً.

ويقول تاجر مقيم في طهران، «إذا كان بإمكانك تصدير الزعفران من إيران في الوقت الحاضر، فأنت رجل خارق».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي