ألوان

فيصل الدخيل

تصغير
تكبير

كل من عرفني، استشف أن لا علاقة لي بالرياضة، علماً أنني كنت عضواً في نادي القادسية الرياضي منذ سبعينيات القرن الماضي... ولا يعني ذلك، أنني بعيد كل البعد عن الرياضة وهمومها، لأنني أعرف بعض الرياضيين ولدي البعض من الأصدقاء الذين يتحدثون في الديوانية عن تفاصيل الشارع الرياضي الكويتي.

عندما نتذكر «العصر الذهبي» للكرة الكويتية، فإننا حتماً نتذكر نجومه وفي مقدمهم اللاعب فيصل الدخيل، الذي حقق إنجازات كثيرة مع النادي والمنتخب، منها كأس الخليج وكأس آسيا، والوصول إلى كأس العالم في عام 1982، حيث أحرز هدفاً رائعاً، ليتم اختياره ضمن نجوم العالم.

وقد ظهر أخيراً، الملك فيصل الدخيل في برنامج رياضي مع الإعلامي محمد المسند... وهو أيقونة إعلامية رياضية كويتية متميزة ليتحدث مع بعض الرياضيين حول هموم الرياضة الكويتية. وقد شدتني صراحته وانفعاله على أوضاع الرياضة المتدنية.

يقول فيصل الدخيل «إننا علّمنا المنطقة كرة القدم، وكنا الأكثر إنجازاً والأفضل، وتشهد على ذلك الإنجازات التي منحت الكويت مكانتها الرياضية التي تستحقها».

وتطرق اللاعب المخضرم، إلى التشخيص لأمراض الرياضة في الكويت، مشيراً إلى أنها «ليست فنية بقدر ما هي إدارية»، ووجّه النقد إلى اتحاد كرة القدم والجمعيات العمومية ذات العلاقة، التي لها دور في استمرار الوضع السيئ للكرة الكويتية.

وشدد على نقطة رئيسية، وهي «اللغة الخاصة بالرياضيين». وتساءل إن كان في الاتحاد الكويتي لكرة القدم، من لديه القدرة على أن يفهم اللغة الرياضية إن تحدث بها الرياضيون.

وأشار الدخيل، إلى إخفاقات منتخب الكويت في تصفيات كأس العالم وفي كأس العرب، إذ لم نشاهد المنتخب الكويتي، والذي كان يحتل مكانة مرموقة، خليجياً وعربياً وآسيوياً.

وانتقد «الملك»، الاتحاد الكويتي لكرة القدم، ورأى انه لم يكلف نفسه، إصدار بيان حول أوضاع كرة القدم المتدنية، وظهر للعلن بأنه لا يكترث لما آلت إليه الأمور في الوسط الرياضي ولم يعترف بتقصيره.

وسلط اللاعب الدولي السابق، الضوء على بداية الإصلاح، مشيراً إلى أن هوية الرياضة الكويتية مهمة من خلال تطوير الدوري المحلي، الذي يعاني تراجعاً فنياً كبيراً، «لذا يجب وضع الخطة الشاملة للارتقاء بالدوري العام وتنميته»، وهذ الأمر حتماً سيؤدي الى تطور المنتخب وتألقه.

وبيّن أن المشكلة ليست في إحضار مدرب، لأنه «ضحك على الذقون... لذا فإن وجود إستراتيجية مناسبة هي الحل الناجع بدءاً باتحاد كرة القدم، إضافة إلى الهيئة العامة للشباب والرياضة، مع ضرورة إزالة العناصر المؤزمة»، مشدداً على أن «ليس من المعقول أن يكون صاحب المشكلة هو من يقوم بحلها».

وأكد الدخيل أن «الدوري الكويتي القوي (سابقاً) نتج عنه منتخب قوي استطاع أن يسود الخليج وآسيا كروياً، لأنه إضافة إلى ما سبق، كانت لدينا منظومة متكاملة من الجهاز الإداري والفني والطبي والإعلامي، مع دعم كبير من الدولة»، وهي الجملة التي أكملها اللاعب جاسم يعقوب.

وبيّن الدخيل، أهمية حب الوطن والأخلاق بشكل عام، وهي مبادئ وقيم كانت سائدة في السابق، حيث إن حب الذات هو الأكثر حضوراً حالياً.

وشدد على أن «الجيل الذهبي للكويت لم يكن في الرياضة فقط، بل كان شاملاً الإبداعات الأدبية والفنية»، حيث كان هناك المسرح بنجومه الذين قدموا الكثير من الأعمال المسرحية، وكذلك بقية عناصر الثقافة، بالإضافة الى كرة القدم، حيث لا تزال إنجازات المنتخب «محفورة في ذاكرة الكويت».

وتساءل الدخيل «أين نحن الآن»؟ وتابع مشدداً «علينا أن نعترف بواقعنا وبمشاكلنا الرياضية، وعلينا أن نرجع إلى التاريخ لنعرف كيف ننهض مرة أخرى».

ختاماً، يجب أن تكون هناك رغبة حقيقية من أجل الارتقاء بالرياضة الكويتية، والخطوة الأولى الاستماع إلى من لديه وعي وخبرة، لا مطامع شخصية... الدخيل وزملاؤه، مثل أعلى، وعلينا أن نشاركهم في صنع الرؤية المقبلة لتعود الكرة الكويتية إلى ما كانت عليه من رقي وما حققته من انجازات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي