موسى: الحل لا يحتاج لمعجزة ولست يائساً... حتى الآن
| بيروت - «الراي» |
بدا من الصعوبة امس، الجزم بما حققه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في بيروت التي وصلها بعد ظهر الاربعاء وشرع فوراً في جولته الواسعة على الزعماء السياسيين والدينيين في مسعى لترجمة جوهر الخطة الثلاثية التي اقرها وزراء الخارجية العرب، وهي الانتخاب الفوري لقائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.
فبعد 24 ساعة على بدء الجولة لم يكن المناخ الذي واكبها يوحي بان 12 يناير، اي يوم غد، وهو الموعد الذي حدده الرئيس نبيه بري للجلسة الثانية عشرة المؤجلة على التوالي، ستشهد فعلاً انتخاب العماد سليمان، ولا كان ممكناً ايضاً الجزم بان هذا الاحتمال سقط نهائياً. فلا يزال امام موسى يوم آخر (اليوم) لاكمال مساعيه وفق معادلة رسمها بنفسه اثر زيارته امس، للمفتي محمد رشيد قباني، قائلاً ان «لبنان هو في وضع الساعة الحادية عشرة» ما فسر بانه في الساعة الاخيرة من الجهود التي يبذلها للتوصل الى الانتخاب الرئاسي اذا سارت الامور ايجاباً. لكن ذلك لم يطمس عمق المشكلة التي يبدو ان موسى لم يفاجأ بها ابداً، وهي غوص القوى المعارضة تحديداً معه في تفاصيل التركيبة الحكومية المقبلة على نحو يومي بان التصريح الذي ادلى به فور وصوله الى بيروت رافضاً الخوض في تفسيرات للخطة العربية لم يجد نفعاً بل ان مجمل هذه الخطة بات خاضعاً في بيروت لهذه التفسيرات التي يتمسك بها كل فريق سياسي على هواه.
ومعلوم ان فريق المعارضة يفسر البند الثاني من الخطة العربية التي تلحظ ان يكون الصوت المرجح في الحكومة للرئيس العتيد على انه يوجب توزيع المقاعد الوزارية وفق قاعدة المثالثة بحيث ينال كل من الرئيس والمعارضة والغالبية 10 + 10 + 10 مقاعد وزارية. وفي المقابل تتمسك الغالبية بتوزيعة حكومية على قاعدة 14 مقعداً للغالبية و6 مقاعد لرئيس الجمهورية و10 مقاعد للمعارضة. وتردد ان العماد ميشال عون قد يكون ابلغ الى موسى امس، انه يفضل اعتماد ما سبق لعون ان طرحه من تركيبة تعطي الغالبية والمعارضة والرئيس نسباً لا يمكن معها اي فريق ان يجمع غالبية الثلثين مع الرئيس بما يفترض اجتماع الاطراف الثلاثة لتحقيق الثلثين.
وفي اعتقاد اوساط مطلعة ان 24 ساعة بعد وصول موسى الى بيروت كانت كفيلة ببداية اغراقه في تفاصيل العقدة الحكومية، وهو امر لم يفاجئ احداً في مطلق الاحوال. لكن المهم في الساعات المقبلة اختبار ما معنى الاجماع العربي ومن ضمنه الموافقة السورية غير المشروطة على الخطة العربية التي تلحظ بوضوح اولوية انتخاب رئيس ومن ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق الاصول الدستورية اي عدم جعل مسألة التركيبة الحكومية شرطاً مسبقاً لانتخاب الرئيس، وترك الامر للاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها الرئيس المنتخب وبتها بعد الانتخاب.
وهذا البعد الاساسي في الحكم على الخطة العربية ومصيرها متروك تالياً لمساء اليوم تحديدا،ً فموسى سينهي اللقاءات مع سائر الزعماء المعنيين بحلول صباح اليوم، ومن ثم سينصرف في الساعات المقبلة لمعالجة عقدة الحكومة آملاً في ان تتحرك في الغرف العربية والاقليمية البعيدة من الاضواء الاتصالات والضغوط والالتزامات المبدئية المقطوعة لتسهيل مهمته، وفي حال عدم توصله الى نتيجة حاسمة اليوم سيتم على الارجح تأجيل الجلسة النيابية لكن الى موعد غير بعيد والا فان اي تحديد لموعد بعيد يعني غرق الخطة العربية مجدداً حيث غرقت الوساطة الفرنسية وفشلت. وهو الامر الذي يكسب الساعات المقبلة اهمية كبيرة.
وكان الأمين العام استهلّ يومه الثاني في بيروت بلقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، قبل ان يزور قباني، وقائد الجيش العماد ميشال سليمان، والرئيس السابق امين الجميّل، وعون ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
وفيما يفترض ان يكون موسى التقى مساءً الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، لفت امس الاجتماع المفاجئ الذي عقده الامين العام مع الرئيس نبيه بري (كان التقاه الاربعاء) بعد لقائه عون.
وأرجأ موسى لزيارة بري، لقاء كان مقرراً مع المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسن (عُلم انه سيغادر لبنان ليتسلم مهمة أخرى)، مع العلم ان الامين العام للجامعة العربية سيرفع تقريراً بنتيجة جولته في بيروت الى مجلس الجامعة وكل من الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمنسق الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.
وبعد لقائه صفير على مدى نحو نحو 45 دقيقة، قال موسى: «الخروج من الوضع الحالي لا يحتاج الى معجزة، ولو انني طلبت من غبطته ان يصلي ويدعو لنا (...) الحل قائم خصوصاً انه تم التوافق على اسم الرئيس، ومن غير الطبيعي ان يتم هذا التوافق وتبقى عمليات «الشد والمد».
اضاف: «ان العالم العربي لا يفهم لماذا يحصل ذلك، ولماذا يبقى منصب الرئيس فارغا؟ الجامعة العربية بقرارها الاجماعي تقوم على فورية انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة طبقا لما هو متعارف عليه في العرف والدستور، شرط الا يكون هناك استئثار ولا تعطيل، والرئيس الجديد سيكون هو من يرعى المسيرة ويترأس لبنان الجديد (...) ولست يائسا، وأرى الفرصة سانحة ومباحثاتي ستؤدي الى شيء».
واذ اعلن انه لم ير من المعارضة اعتراضاً على المبادرة، قال رداً على اعلان عون ان المبادرة شيك بلا رصيد: «لا، لدينا رصيد، وأؤكد ان الرصيد موجود. والمبادرة ليست في حاجة الى تفسير بل الى اتفاق والى روح الوفاق. والمفتاح هو ان يكون الترجيح في يد رئيس الجمهورية والاستئثار والتعطيل لا نريدهما، والغالبية هي غالبية بمقتضى عددها من خلال الانتخاب الذي حصل. وسنعمل وفق البند الثالث على تعديل قانون الانتخاب برعاية رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة يبدأ، وفي النتيجة الشعب اللبناني هو الذي يقرر من هي الغالبية ومن ليست».
وفي حين اعتبر ان جمع النائبين عون وسعد الحريري وسليمان «ممكن ان يتحقق»، قال «ان الوزراء العرب على تواصل دائم معي وفي اي وقت اتحدث معهم على الهاتف عند الحاجة».
وهل يمكن تجزئة المبادرة العربية؟ اجاب: «لا، نحن نتكلم عن كامل عناصرها (...) وتأليف الحكومة يحتاج الى وجود رئيس للجمهورية الذي يستشير الدوائر المختلفة».
وبعد لقائه قباني قال الامين العام حول الحديث عن المثالثة في الحكومة 10ورفض الأكثرية الثلث المعطل: «لا أحب الثلث المعطل... كلمة سلبية لا يمكن فهمها ولا التعايش معها، فهل يوجد في الدنيا من يقبل الشروط التعطيلية خصوصا في لبنان المعطل أصلا».
وتحدث عن صعوبات «تكمن في كل الأركان، فكل ركن صغير تجد فيه صعوبة، ونحاول كنس هذه الصعوبات».
اضاف: «المبادرة واضحة، ومن يريد أن يفهمها فليفهمها، ولا يمكن لأحد أن يفسر على ذوقه، والمصلحة اللبنانية ليست مجالا للدردشة وللتفسيرات المختلفة وضياع الوقت، لأن لبنان هو في وضع الساعة الحادية عشرة».
وأكد موسى بعد لقائه الجميل «ضرورة احترام روحية الدستور التي تنص على انتخاب رئيس للجمهورية»، لافتاً الى «أن النوافذ مفتوحة، ولم يخرج احدا عن التوافق على العماد سليمان رئيساً»، مضيفاً: «المبادرة العربية صيغت بحضور عربي واسع من ضمنهم وزراء خارجية سورية والسعودية ومصر وقطر وبالتالي هذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق هذه الدول».
اما بعد زيارته عون، فقال ان «اللقاء كان ايجابيا، ونحن نتعامل مع واقع في غاية الخطورة والحساسية وأحيي العماد عون لأنه شرح الوضع واستمع باهتمام الى ما قدمته من شرح للمبادرة». تابع «اتفقنا على العديد من النقاط وهناك نقاط اخرى سنواصل البحث فيها».
واكد ان «المشكلة في لبنان كبيرة جداً ولا يجوز ان نختبئ وراء مشكلة الارقام»، مشيراً الى ان «هواجس الفريق المسيحي مطروحة في المبادرة العربية»، وموضحاً ان «اول بند هو انتخاب العماد سليمان والبند الثاني الحكومة، حيث وضعت المبادرة في يد الرئيس انه الحكَم وفي يده كفة الترجيح، ومن ثم اقرار قانون انتخابات جديد». وقال «لسنا نحن من سيشكل الحكومة انما الامور ستجري بمعيتنا فالدستور يقول ان هناك استشارات يقوم بها رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة»، وختم: «نأمل ان ينعكس حل الموضوع اللبناني ايجاباً على الاشكالات العربية».
وفد الكونغرس: برئيس جمهوري
أو ديموقراطي أميركا ستواصل دعمها للبنان
| بيروت - «الراي» |
أكد عضو الكونغرس الأميركي ستيفن لينش دعم بلاده للبنان حرا ومستقلا، معلناً انه «سواء نجح في الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة مرشح الحزب الديموقراطي او الجمهوري، فهذا لن يؤثر على دعم الشعب الأميركي بمختلف انتماءاته للبنان السيد الحر المستقل».
وقال لينش بعد لقائه امس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مع وفد من الكونغرس ضم روب ويتمن وبيتر ولش: «نحن هنا لنبلغ هذه الرسالة ونتفهم التعقيدات السياسية اللبنانية ونعلم انها فترة حساسة بالنسبة للبنان. كما على الأصدقاء أحيانا ان يقدموا الدعم بهدوء لكن بحزم، ونعتقد ان لبنان هو صديق للولايات المتحدة، ونرى انه يجب ان يقرر تاريخه بنفسه وقراراته، لكننا نريد ان نتأكد من ان الديموقراطية تطبق وفقا لإرادة الشعب اللبناني».
اضاف: «ندعم فكرة التوافق لملء الفراغ في الرئاسة، ولسنا في موقع القول ماذا تفضل الولايات المتحدة فهي مسألة لا تتعلق بها، بل نريد تحقيق ما يريده اللبنانيون، ونعتقد ان رئاسة قوية هي جزء أساسي من الديموقراطية ولا يجب ان يصار الى تسويات تضعف موقع الرئيس. ونشدد على اهمية المبادرة العربية».
بدوره، قال ولش: «رسالتنا لسورية هي أن تكون داعمة للبنان حر ومستقل».
الأمين العام للجامعة يسعى
إلى جمع الحريري وعون في البرلمان
علم أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى حمل أمس الى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري خلال لقائه المفاجئ معه (الثاني منذ وصوله الى بيروت) اقتراحاً يجمع زعيم الغالبية البرلمانية النائب سعد الحريري، المفاوض باسم الاكثرية وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون المفوض بالحوار من المعارضة في مقر البرلمان في ساحة النجمة.
مناورة مشتركة بالذخيرة الحية
بين «اليونيفيل» والجيش اللبناني
اعلن قائد «اليونيفيل» المعززة في جنوب لبنان الجنرال كلاوديو غراتسيانو ان استهداف سيارة تابعة للقوة الدولية (الثلاثاء) «يزيد من عزيمتنا وتصميمنا على تنفيذ مهمتنا من اجل سلام الجنوب وأمنه»، خلال مناورة عسكرية مشتركة نُفذت امس بين «اليونيفيل» والجيش اللبناني بالذخيرة الحية في منطقة رأس الناقورة.