استكتبته ليصدر لها كتاباً أنيقاً رشيقاً، سألها عن معنى اسمها، فقالت هو حالك الظلمة، وتبيّن أنّها جاهلة به وهو كذلك.
لقد مضى عليه هو أكثر من خمسين سنة يُدرّس اللغة العربية ولم يفتح قاموساً في حياته، هكذا يبدو لي!
لقد ذهبت فاشترت لقباً علمياً من لبنان مع مجموعة تتكون من سبعة أدباء وأديبات محترمين، مضى ما يقارب عليهم ستين عاماً في رابطة الأدباء الكويتيين.
الدكتور لم يفتح قاموساً ليعرف معنى اسمها فأقر بجهل روايتها، ولم تفتح هي قاموساً لتعرف معنى اسمها.
إنه اسم مألوف في معظم الأسر الكويتية والعربية ولجماله اتخذه الغربيون اسماً لبناتهم.
لا أعرف كيف يُقرن لقب الدكتور لمن لا يفتح قاموساً لمعرفة اسمه أو أي اسم يُعرض عليه.
قاموس المعاني للثعالبي، أورد ستين اسماً لمعنى هذا الاسم منها ما جهلته الأديبة، فقلت سائلاً الدكتور الباحث كيف تكتب عن اسم لا تبحث عن معناه في القواميس وقواميس المعاني...؟ الاثنان قد اقتربا من عقدهما الثامن من عمرهما يجهلان اسماً عُرف في الجاهلية والإسلام.
اتصلتُ بصاحبة الاسم وسألتها كيف تجهلين معنى اسمك؟ فتلعثمت (!) ثم اتصلتُ بالكاتب الدكتور أسأله فقال، هي التي قالت لي عن معنى اسمها، قُلت له لمَ لمْ تفتح القاموس أو قاموس المعاني لتفك عجمته؟ اسم عُرف في الجاهلية والإسلام.
بائع الشهادات تجوّل في دول الخليج العربي ثم زار رابطة الأدباء ليعرض عن بيع بضاعته من الشهادات، ثم غادر بعد أن باع سبع شهادات ولحقوا به إلى لبنان.
لقد هزلت حتى بدا من هُزالها
كلاها وحتى سامها في السوق كل مفلس
لذا، يتخرّج الطلبة في دول الخليج العربية بلا علم ولا ثقافة ولا معرفة، حتى فضّل الكثير من أولياء الأمور إرسال أبنائهم للمدارس الخاصة.
هكذا تساوى في الجهل الطالب والمدرّس... الذين يذهبون لكسب شهادات دون بحوث ولا رسائل علمية لنيل حرف (الدال).
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت إيلام
وهناك حرف الألف الذي تستهين به إدارة المناهج في التربية في كتيبات عن بدايات المناهج العلمية... هناك كُتيبات هي أقل من التأليف والإعداد، يبحث وافد عن عشرة أو دون ذلك فيضع أمام كل واحد من أساتذة الابتدائية حرف الألف... هذا الحرف لا يناله إلا أصحاب درجة الدكتوراه بعد تقديم 15 بحثاً محكماً للجنة عالية، الخمسة الأولى ينال منها الباحث لقب (أستاذ مشارك) والعشرة الأخرى ينال بها لقب أستاذ... والمناهج الدراسية تهبها لأساتذة الابتدائي - لا علم، لا معرفة تصدرها دولة عربية كانت من قبل تقود العلم والمعرفة والآن صدّرت لنا تراجعها.