No Script

كلمة صدق

القطيعة مع الشعوب

تصغير
تكبير

بعد ساعات من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، عمد الرئيس جو بايدن الى إصدار أوامر تنفيذية نقض بها قرارات سابقة لسلفه دونالد ترامب تتعلق بقوانين الهجرة، خصوصاً مع الجارة المكسيك، وقرار حظر السفر للولايات المتحدة لمواطني بعض الدول.

من بين القرارات التي نقضها بايدن قوانين صارمة اصدرها سلفه تتعلق بالهجرة والتقاء شمل العوائل بين الولايات المتحدة والمكسيك، واعتبر بايدن بعض هذه القرارات السابقة بأنها وصمة عار. كما ان الرئيس الجديد الغى كذلك قرار حظر سفر لمواطني بعض الدول منها ليبيا وسورية والعراق واليمن وفنزويلا وايران وغيرها، واعتبر كل هذه القرارات السابقة بانها قرارات تخالف المبادئ الأميركية، وانها تعود بالضرر على المصالح الأميركية بتهديدها شبكة التحالفات والشراكات.

لعل هذه التجربة الأميركية وكذلك الروح البراغماتية وإن غلفت بصور من المبادئ الاخلاقية، فمن الممكن الاستفادة منها هنا في الكويت، اذ طغت الروح الأمنية على اهميتها القصوى، على العلاقة بين الشعوب وانفتاح الكويت على شعوب المنطقة، بما يتماشى مع الروح الكويتية التاريخية السمحة، والمبادئ الاسلامية والترابط العربي الذي يجعل وجعل الكويت دائماً ملتقى للشعوب العربية والشعوب المسلمة المجاورة مهما اختلفت سياسات الدول، وجعل الكويت أيضاً ملتقى ثقافياً وبشرياً للشعوب المجاورة واستجلاب وجذب الكفاءات منها.

الجانب الأمني، نعم ذو أهمية كبيرة، ولا يجب ان يدخل أي شخص قد يشكل أي تهديد أو شبهة أمنية للبلاد، لكن تبقى الكويت دولة حاضنة لتنوع بشري على مر تاريخها ساهم في ثرائها الفكري والفني والتجاري والثقافي.

ثم ان من الرؤى التي تنظر إليها الكويت كمصدر متنوع للاقتصاد، يُخرج الكويت من رتابة الاقتصاد الريعي المعتمد على النفط هي رؤية الحزام والطريق، ولقد كانت الكويت في عقود وعهود سابقة ممراً للقوافل التجارية وملتقى للحجاج الذين يزحفون للكويت كمركز انطلاق نحو الديار المقدسة. فلا يمكن ان تكون الكويت مركزاً تجارياً حيوياً كما كانت وهي تعيش أسيرة سياسة انغلاق بعيون أمنية فقط، نعم يجب أن يكون أمن البلاد أولوية، لكن بشكل ذكي وانتقائي لا يغلق باب كويت التنوع أمام أحد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي