هيراس: أميركا تحتفظ بالدور العسكري نفسه... ما يتغير هو «الرسالة»

التحالف الدولي ينتقل من «القتال» إلى التدريب والاستشارة في العراق

اجتماع عراقي - دولي يعلن انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف (رويترز)
اجتماع عراقي - دولي يعلن انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف (رويترز)
تصغير
تكبير

أعلن العراق، أمس، نهاية «المهام القتالية» للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على أراضيه، لتصبح مهام تلك القوات التدريب والاستشارة حصراً، وتعهد حمايتها.

وإذا لم يغير هذا الإعلان كثيراً في الوضع على أرض الواقع، إلا أنه أساسي بالنسبة للحكومة العراقية التي تعطيه أهمية كبرى بمواجهة تهديدات فصائل عراقية موالية لإيران تطالب بمغادرة كل القوات الأميركية.

وأعلن عن هذا التغيير في مهمة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» للمرة الأولى في يوليو الماضي في واشنطن على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، للولايات المتحدة.

وفي تغريدة، أعلن مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، في ختام اجتماع مع قيادة التحالف، «أنهينا جولة الحوار الأخيرة مع التحالف الدولي والتي بدأناها في العام الماضي، لنعلن رسميا انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف»، مضيفاً أن العلاقة «ستستمر في مجال التدريب والاستشارة والتمكين».

وأضاف أن «وجود قوات التحالف يكون وفق السيادة العراقية والقوانين والأعراف الدولية، وبغداد ملتزمة حمايتهم».

في الواقع، سيبقى نحو 2500 جندي أميركي و1000 جندي من قوات التحالف في العراق.

هذه القوات لا تقاتل وتقوم بدور استشارة وتدريب منذ صيف 2020.

وتشكل التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي يضم أكثر من 80 دولة، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا والعديد من الدول العربية، في عام 2014 لدعم الهجمات في العراق وسورية ضد «داعش».

ويطالب «الحشد الشعبي»، وهو تحالف فصائل شيعية منضوية في الدولة ولديها حضور سياسي فاعل وحليفة لطهران، بقوّة برحيل القوات الأميركية.

لكن من غير المحتمل أن تخلي واشنطن الساحة لمصلحة النفوذ الإيراني.

بالنسبة للمحلل نيكولاس هيراس، تحتفظ الولايات المتحدة «بالدور العسكري نفسه في العراق»، لكن ما يتغير هو «الرسالة».

ويوضح أن «البيئة السياسية والأمنية في العراق متوترة للغاية لدرجة أن إدارة بايدن تريد من الولايات المتحدة أن تبقى بعيدة عن الأضواء وتتجنب الأزمات، خصوصاً مع إيران».

ومع اقتراب الموعد النهائي المحدد في 31 ديسمبر للانسحاب، رفعت بعض الشبكات المقربة من الفصائل الموالية لايران سقف تهديداتها على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بانسحاب أميركي كامل، رغم أنه لم يطرح من قبل.

ويرى هيراس أن تغيير الخطاب في شأن «الوجود العسكري الأميركي في العراق» يعكس أيضاً واقعاً جديداً مفاده بأن «قوات الأمن العراقية لديها قدرات أكبر من ذي قبل لمهاجمة تنظيم الدولة الإسلامية».

بدوره، قال اللواء سعد معن، رئيس خلية الاعلام الأمني في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، إن «التحالف سينهي بالكامل عملية الانتقال الى المهام غير القتالية قبل نهاية العام الجاري، بموجب ما تم الاتفاق عليه»، نقلاً عن قائد التحالف الجنرال الأميركي جون برينان.

وجاء هذا البيان عقب محادثات تقنية جمعت قياديين في التحالف وفي قيادة العمليات المشتركة لقوات الأمن العراقية.

وغادرت غالبية القوات الأميركية التي أرسلت الى العراق في عام 2014 كجزء من التحالف الدولي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

لكن يبقى العراق حلقة وصل مهمة في الخطة الاستراتيجية لواشنطن وفي التحالف، لا سيما عمليات مكافحة الجهاديين التي تنفذ في سورية المجاورة.

وأشار تقرير للأمم المتحدة نشر في فبراير 2021 إلى أن «تنظيم الدولة الاسلامية يحافظ على وجود سري كبير في العراق وسورية ويشن تمرداً مستمراً على جانبي الحدود مع امتداده على الأراضي التي كان يسيطر عليها سابقاً».

وقدّر بأن «تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يحتفظ بما مجموعه 10 آلاف مقاتل نشط».

ويؤكد التحالف أن وجوده في العراق هو بدعوة من الحكومة وتتمركز قواته في ثلاث قواعد رئيسية، تديرها القوات العراقية.

في الأشهر الأخيرة أطلق التحالف الدولي بيانات عدة تسلط الضوء على تغيير مهمته.

وفي نوفمبر، أعلن عن خروج «أكثر من 2100 شاحنة معدات من العراق».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي