No Script

من الخميس إلى الخميس

صرخة محمد أبو تريكة

تصغير
تكبير

محمد أبو تريكة، لاعب كرة قدم مصري بدأ اللعب الدولي عام 2001، وأعلن اعتزاله عام 2013، وإلى هنا تكون سيرته مثل أي رياضي مُبدع في وطننا العربي أو حتى في العالم، يُسعد مُحبي الرياضة ويُساعد فريقه وبلده على تحقيق الانتصارات، وينال شهرة واسعة ويحقق مجداً وشهرة، وفي الغالب يتولى الزمن بالتدريج طمس معالم هؤلاء وقد يذكرهم التاريخ بين حين وآخر.

لكن هذا اللاعب الذي اشتُهر بالتزامه الأخلاقي أبى أن يبتعد عن المحيط الرياضي دون أن يترك بصمة أخلاقية. بصمة صدح بها في العلن محتجاً على تلك الهجمة العالمية لدعم المنحرفين جنسياً، وهم مجموعة تنامت في العقود الماضية وبمساندةِ أحزاب غربية وعلى رأسها الحزب الديموقراطي في الولايات المتحدة، والأحزاب اليسارية في أوروبا التي اسمتهم المثليين تشجيعاً لانحرافهم.

لقد بيّنت الدراسات أن مدَّ هؤلاء يتوسع في أوروبا فقد أظهر مقياس (يوروباروميتر) في عام 2006، الذي شمل ما يصل إلى 30،000 شخص من كل بلد من بلدان الاتحاد الأوروبي، رأياً منقسماً حول الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة آنذاك في شأن مسألة زواج المثليين.

كانت غالبية الدعم من هولندا والسويد (82 ٪ و 71 في المئة) وبالطرف الآخر كانت بولندا (17 في المئة) والمجر (18 في المئة) ومالطا (18 في المئة)، وقد كشفت دراسة أخرى مقدار نجاح تلك الهجمات في أوروبا حيث تغيرت النسبة في مالطا من 18 في المئة عام 2006 الى 65 في المئة عام 2015.

العلم والطب عرّف المرض الذي يولد فيه الإنسان بانحراف جيني وأسماه الخنوثة الحقيقية TRUE HERMAPHRODITISM وهو مرضٌ نادرٌ جداً وعلى المريض أن يخضع للعلاجات.

وهناك نوع آخر يسمى الخنوثة الكاذبة pseudo hermaphroditism وفيها تحوي خلايا الإنسان صبغيات ذكرية (XY) أو أنثوية (XX)، في حين تكون الأعضاء التناسلية الظاهرة للجنس المعاكس، وهذا أيضاً مرض يعرفه الأطباء وله أساليبه للكشف المبكر والمعالجات كأي مرض.

أما ما نحن بصدده، فهو انحراف أخلاقي وتوجه جنسي يتسم بالانجذاب الشعوري، أو الرومانسي، أو الجنسي بين أشخاص من نفس الجنس ليس بهم مرض عضوي بل انحراف نفسي وأخلاقي، وكانت تعتبر المثلية الجنسية مرضاً نفسياً عند جمعية علم النفس الأميركية، لكن تمت إزالتها من قائمة الأمراض بعد دعم هؤلاء المنحرفين من أحزابٍ يسارية تستهدف أصواتهم وتحارب الأخلاق وتدعو للرذيلة.

ما صدح به اللاعب أبو تريكة، هو كلمة تحذير واجه بعدها لوبي الفساد ووجد أيضاً دعماً من لوبي الأخلاق، كما نبّه الكثيرين إلى الخطر القادم على دولنا الإسلامية والتي باتت في مرمى نار تلك المافيات من أجل جعل الرذيلة أمراً عادياً ومتماشياً مع أسلوب الحياة العصرية حتى ينتهي بالعالم المطاف إلى مصير أشبه بمصير قوم لوط.

الانحرافات الشاذة جنسياً ليست فقط داعية لكل أنواع الرذيلة، بل هي مفتاح دمار العالم وانتهاء عصر الحرية الحقيقية وبدء حرية الفساد التي عادةً ما تنتهي بانتشار الأمراض والأوبئة كما حدث في انتشار مرض الإيدز وما سوف يأتي به المستقبل.

إن الخَلق هبة ربانية لها شروط وأساليب أداء، والانحراف بها يخالف طبيعة الخلق وينتهي عادة إلى دمار الانسان، في هذا الزمن نحتاج فعلاً إلى أطباء وأخصائيين نفسيين يرشدون هؤلاء المحتاجين ويساعدونهم ويعينونهم على العودة للطبيعة البشرية، حتى لا يتم استغلالهم من خبثاء البشر لنشر الفساد والرذيلة، أتمنى أن ترتفع صيحات (أبو تريكة) ليصدح بها الجميع حفاظاً على مستقبل الإنسان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي