No Script

على الهواء

«عرب الصحراء»... بانوراما شاملة لأهل البوادي

تصغير
تكبير

كتاب «عرب الصحراء» مرجع تاريخي واجتماعي للديبلوماسي هـ. ديكسون الذي امتزج مع الشعب الكويتي، وكان يطوف كل يوم في سكك مدينة الكويت العاصمة مع زوجته فيوليت ديكسون صاحبة كتاب «الزهور البرية في الكويت والبحرين» التي خالطت الزوجات من أهل الحضر والبادية...

لم نرَ في الحضر مَن جال في صحارى المنطقة، مَن يكتب عن حياة البادية غير سطور قليلة في كتب التاريخ عن المواقع.

ذكر ديكسون في كتابه عن الحياة في الصحراء، الحياة الاجتماعية، وملبسهم وغذاءهم، وذكر أيضاً أنه عندما يداهم القحط وقلة الأمطار، أهل البادية يرحلون إلى بوادي الشمال حيث العراق وبلاد الشام لخصب أراضيهما طوال العام.

والحضر رغم أن أصولهم من البادية إلا أنهم لا يزورونهم إلا لماماً أثناء ذهابهم إلى الحج والعمرة، وذهاب البعض إلى القنص، ولا يعايشون أهل البادية كما عايش الديبلوماسيون والرحّالة الغربيون، وتعرفوا على شيوخهم وزعمائهم، وعلى أولادهم وزوجاتهم وبناتهم، وأكلوا من زادهم...

ويورد ديكسون ان الحضر الذين كانوا إلى عهد قريب من أهل البادية، يتعففون من الاختلاط بهم ولا يشاركونهم الزاد...

ديكسون وزوجته فيوليت يطوفان بخيليهما المدينة وقراها، وكان لهما بيت طيني في خيطان قبل أن تُسكن القرية.

ديكسون وزوجته اختلطا بأهل البادية الحضر، وقاما بزيارة الدواوين، ويردد ديكسون وزوجته أن أحلى وأسعد السنوات هي التي قضياها مع أهل البادية من سنة 1929 إلى 1936... ويتجنب الحضر من الذهاب إلى البادية إلا من لهم أقارب فيها.

ولا يتغير أهل البادية في فقرهم وغناهم كما قال حاتم الطائي:

شربنا بكأس الفقر يوماً وبالغنى

وما منهما إلّا سقانا به الدهر

فما زادنا بغياً على ذي قرابة

غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر

وعلى خيليهما يجوبان العاصمة وضواحيها، والبعيدة يذهبان بسيارتهما ويزوران شيوخ قبائل مطير وشمر والعجمان وغيرهم، وإذا ظهر في الربيع الشيوخ والأسر من المواطنين زاراهم في خيامهم، ومن متع أهل الصحراء التعدد في الزواج... نجدهم يسرفون في الكرم، إن أيسر الله حالهم.

والمرأة في البادية إن ُطلّقت لا يُزري بها الطلاق مثل الحضر، وإن كانت ذربة اللسان قوّالة تجد مَن يتهافت عليها من الرجال أصحاب الجاه والمال بعكس الحضرية التي يحطّمها الطلاق...

ومأساة الكويت ما نشرته الصحافة أن كل يوم تُطلّق 15 كويتية، وهذه محنة وطنية تهدّد بانهيار المجتمع الحديث.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي