بعد مستوى مُعيّن من الدخل يصبح تأثيره النفسي ضعيفاً
المال يشتري السعادة... إذا تحقّقت 4 شروط
- امتلاك مال أكثر يرتبط بإحساس أكبر بالرفاهية والإنجاز
- الملياردير بافيت يعيش منذ 1958 بمنزل مُتواضع ثمنه مليون دولار فقط
تحت عنوان «يمكن للمال أن يشتري السعادة»، كتبت مجلة فوربس الأميركية أن بين المال والسعادة علاقة معقدة.
وفي حين أن بعض الدراسات أظهرت أن امتلاك مال أكثر يرتبط بإحساس أكبر بالرفاهية والإنجاز، ما يعد أمراً منطقياً لأن المال يوفر إحساساً أعظم بالأمان ضد المجهول، ويمنح المرء خيارات وفرصاً أكثر وشعوراً أكبر بالسيطرة على حياته، إلا أنه وفقاً لـ«فوربس» توصلت بعض الدراسات إلى أنه بعد مستوى معين من الدخل يصبح تأثير المال ضعيفاً في زيادة السعادة.
وأوضحت المجلة أن إحدى الدراسات قدّرت أن الإحساس بالرفاهية يتحقق فقط إذا بلغ الدخل السنوي 90 ألف دولار تقريباً، ما رأته مقالة «فوربس» منطقياً، لأنه عندما يلبي الإنسان احتياجاته الأساسية مع مبلغ إضافي تصبح الأمور الأخرى أكثر أهمية في تحديد مدى سعادته.
وبينت المجلة أن هذا التناقض الظاهري منطقي أيضاً لأن الناس يتفاوتون إلى حد كبير في اهتماماتهم وفي كيفية إنفاقهم للمال، فعلى على سبيل المثال، يملك الملياردير ريتشارد برانسون جزيرة خاصة في منطقة الكاريبي، في حين أن الملياردير وارن بافيت يعيش منذ 1958 في منزل متواضع ثمنه نحو مليون دولار فقط، ما يؤكد ما توصلت إليه معظم الدراسات من أن كيفية إنفاقنا للمال أكثر أهمية من كمية المال الذي نمتلكه.
وحسب مقالة «فوربس»، فإن المال يمكن أن يشتري السعادة في حال تحققت 4 شروط رئيسية هي:
1) شراء التجربة بدلاً من الأشياء:
يشعر معظم الناس بتدفق أولي للمتعة عندما يشترون شيئاً ما، ولكن متعتهم سرعان ما تتلاشى، ولذلك يواصلون شراء أشياء جديدة تنتهي كلها إلى إحساس بالخيبة، في حين أن التجارب تزيد من إحساسنا بالسعادة لأننا نتذكرها أكثر. فعطلة نمضيها أو عشاء مع أصدقاء يمكنهما أن يولدا مشاعر إيجابية لمدة طويلة، في حين أننا ننسى مشترياتنا بسرعة.
2) إنفاق المال على الآخرين:
في دراسة نُشرت في مجلة «ساينس»، توصل الباحثون إلى عدم ارتباط السعادة بالمال الذي ينفقه المرء على نفسه، في حين أنهم وجدوا علاقة بين السعادة والمال الذي ينفقه المرء على الآخرين.
هذا الإنفاق يمكن أن يتخذ شكل منح المال للآخرين أو شراء هدايا لهم، أو حتى دعوة صديق إلى الغداء أو العشاء.
3) إنفاق المال على المتع الصغيرة:
لدى مقارنة المتعة الناجمة عن تمضية عطلة طويلة بالمتع التي تمنحها عطل متكررة قصيرة الأمد، يتبين أن الرحلات القصيرة تجعلنا أكثر سعادة. وتُظهر التجارب أن الذين يربحون جائزة اليانصيب يشعرون بسعادة غامرة أوّل الأمر، لكنهم بعد عامين تقريباً يعودون إلى مستوى سعادتهم السابقة، وكذلك الأمر لدى الذين يصابون بإعاقة، إذ إنهم يشعرون بالتعاسة مع بداية الإعاقة ولكنهم كثيراً ما يستعيدون بمرور الزمن مستوى سعادتهم السابق.
4) استخدام المال لشراء الوقت:
لا شك أن الثروات زادت في العقود القليلة الماضية، ولكن هذا الثراء ترافق مع ضغوط أكبر على وقتنا مع ارتفاع في مستويات القلق وانخفاض في إحساسنا بالرفاهية والسعادة، حيث يشعر أصحاب الدخول العالية بضغوط أكبر لأنهم يستهلكون وقتاً أطول لتوليد مزيد من الدخل، ويستخدمون أموالهم في أنشطة أكثر استهلاكاً للوقت،مثل شراء مزيد من الأشياء. ولذلك، فإن إنفاق المال لتقليص الوقت الذي نستهلكه لتنفيذ التزاماتنا سيكون في محله لأنه سيمنحنا قدراً أكبر من السعادة.