حروف باسمة

لأصحاب الهِمم مع التقدير

تصغير
تكبير

الحياة أمل، يتطلع الذين يرغبون إلى تحقيقه عبر آفاق زاهرة وهم يجدون بإصرار وإقدام للوصول إلى آمالهم مهما تحدّدت قدراتهم وتباينت استعداداتهم وميولهم ومواهبهم، فهم يجدون لتحقيق الأمل في ضوء ما وهبهم الله من قدرة.

أولئك هم أصحاب الهمم الذين يجدون من أجل الوصول إلى بغيتهم، وقد اهتمت هذه الديرة الطيبة بأصحاب الحاجات الخاصة، وعنيت بتربيتهم وتأهيلهم وتنشئتهم وتوجيههم، فأنشأت لهم المعاهد الخاصة منذ الخمسينات من القرن الماضي بافتتاح معهد النور، ثم توالت المعاهد للإعاقات الحركية والذهنية والبصرية والسلوك التوحدي، واهتم بتأهيلهم وإيجاد المهن التي تتفق مع قدراتهم وسوق العمل المحلية والذين تخولهم قدراتهم إلى مسايرة التعليم العام، فهم يجدون الخطى من أجل بلوغ التعليم الجامعي، وتحقيق أفضل الدرجات والوصول إلى أحسن التخصصات.

ونحن في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة (رقم 3/ 47) والتي ناشدت جميع الدول الأعضاء فيها للاحتفال بهذا اليوم بهدف زيادة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمعاتهم، ونحن في هذا اليوم نناشد جميع الجهات المسؤولة عن أصحاب الهمم أن يبادروا في عملية الدمج لأنها تعمل على إزالة العزلة بين الأفراد، وتجعل الجميع يعيشون في وسط واحد يتفاعلون فيه، يتأثرون ويؤثرون فينتج العمل المشترك الذي يحقق أهدافاً طموحة تعمل على الازدهار.

في هذا اليوم، تحية إكبار وتقدير لجميع أصحاب الهمم الذين حققوا انتصارات في مضامير كثيرة ثقافية وفنية ورياضية، والتحية للذين يعملون من أجل توجيههم وتربيتهم ورعايتهم ويفكرون في اقتناص الطرق التي تعمل على ازدهار مسيرتهم، والوسائل التي تعمل على تحسين عملية التعليم والتعلم في هذا المضمار.

تحية للذين أسسوا معاهد التربية الخاصة في هذه الديرة الطيبة التي كانت ولا تزال لها مكانة مرموقة في التربية والتنشئة والتأهيل.

تحية إكبار وتقدير للأستاذ/ عبدالعزيز الشاهين، رحمه الله، مؤسس هذا الصرح التربوي الكبير، والذين جاءوا من بعده ليكملوا المسيرة ويوجهوا الركب وهم: الأستاذ/ سليمان الصالح، رحمه الله، والأستاذ/ محمد حمد الحميدي، والأستاذة/ سعاد إبراهيم الفارس، أطال الله عمرهما.

وأساتذة كرام بذلوا في إثراء هذا المضمار التربوي ومنهم: الأستاذ/ زيد المزيد أول مدير لمدرسة النور، والأستاذ/ فؤاد بوحمد، مدير مدرسة التأهيل المهني والأستاذ/ فاضل علم دار، مدير مدرسة الأمل، والأستاذ/ حسين نوشاد، مدير مدرسة الرجاء.

هم كثر لا يسع المجال لتدوين أسمائهم، ولكن أسماءهم في القلوب محفورة، وعلى الأذهان تترى، لأن أعمالهم شاهدة على توجيه قدرات محدودة نمت، واستعدادات بسيطة انطلقت، ومواهب خافية ظهرت وتألقت.

نسأل الله العلي القدير لأصحاب الهمم التوفيق والازدهار، والذين يعملون في مضمارهم القوة والسداد، والذين تركوا هذا المجال كل الخير على ما قدّموه من جُهد وإخلاص. أمل أنتم يا أمل فاجتهدوا نحو العمل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي