«إيكونوميست» ترى أنه يمكن للمستشارة الألمانية أن تصبح ثرية إذا أرادت
ماذا ستفعل ميركل بعد تقاعدها غداً؟
- أبدت رغبتها بمغادرة عالم السياسة قبل أن تصبح «حطاماً نصف ميت»
- لم تفصح عن خططها للمستقبل باستثناء «تعويض ما فاتها من نوم»!
يُنقل عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها قالت يوماً إنها ترغب بمغادرة عالم السياسة قبل أن تصبح «حطاماً نصف ميت»، فيما ذكرت مجلة «إيكونوميست» أنها ستفي بذلك التعهد غداً عندما تتنحى عن منصبها بعد 16 عاماً أمضتها كمستشارة لألمانيا، مفسحة المجال للمستشار الجديد أولاف شولتز.
ولفتت المجلة إلى أن ميركل لم تفصح عن خططها للمستقبل باستثناء «اعتزامها التعويض عما فاتها من نوم»، فيما يبدو أنها ستعيش بعيداً عن السياسة بالفعل، وبالتالي لن تنجر لمغريات وظيفة مريحة في الاتحاد الأوروبي أو في مكاتب الأمم المتحدة، ولن تبقى معلقة في أجواء السياسة الداخلية كـ«رائحة كريهة»، مثلما فعل بعض رؤساء الحكومة الايطاليين.
وأشارت «إيكونوميست» إلى أن ميركل ألمحت إلى رغبتها في القيام برحلات إلى القارة الأفريقية، ولكنها لن تكون على الأرجح من نوع الرحلات التي قام بها الرئيس الأميركي تيدي روزفلت بعد تقاعده عندما انغمس في رحلات سفاري لصيد الحيوانات البرية في القارة السمراء.
مجالات محتملة
أحد المجالات المحتملة لما قد تشغل به ميركل وقتها بعد تقاعدها، وفقاً لـ«إيكونوميست» هو أن تقتدي برئيس المكسيك السابق فنسنتي فوكس ورئيس مجلس النواب الأميركي السابق جون بوهنر، وتصبح قطباً من أقطاب إنتاج الماريجوانا، خصوصاً أن خلفها أكد اعتزامه ترخيصها في ألمانيا. ورغم ضعف هذا الاحتمال نظراً لعدم تحمس ميركل لهذه الفكرة خلال فترات ولايتها الأربع، فإن المجلة تشير إلى المرونة الأيديولوجية التي تتمتع بها.
وهنالك دائما، كما ترى «إيكونوميست»، احتمالاً بأن تتلطخ سمعة ميركل مثلما حدث لسلفها غيرهارد شرويدر الذي أصبح بعد تقاعده عضواً في مجالس إدارة شركات نفط روسية.
وهنالك أيضاً اثنان من الرؤساء وعدد من رؤساء الحكومات الفرنسيين السابقين الذين عملت معهم ميركل ممن صدرت بحقهم أحكام بالفساد. وفي كوريا الجنوبية انتهى الأمر بعدد كبير من رؤسائها السابقين إلى السجن، كما أن أحدهم انتحر لتفادي المثول أمام المحكمة.
بالطبع، يمكن لميركل أن تسير على خطى الكثير من المسؤولين المتقاعدين، وأن تتعاقد على تأليف كتاب أو أكثر عن تجربتها في الحكم أو عن الحكمة التي تعلمتها من تجربتها.
ولكن «إيكونوميست» تنصح ميركل بعدم الاقتداء برئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون الذي لا تخفي إعجابها به، حيث عكف على تأليف كتب غير مقروءة بعد أن أطلق فوضى «بريكسيت».
تواضع متطرف
الاحتمال الآخر الذي تطرحه المجلة يتناسب مع ما عرف عن ميركل من تواضع، ولكن «إيكونوميست» تستبعد أن تصل الأمور إلى حد «التواضع المتطرف» أو حتى الى محاكاة ما فعله رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راجوي بعد خسارته للمنصب، عندما استعاد وظيفته القديمة كمسجل عقاري التي كان يشغلها قبل ثلاثة عقود، وساعده في ذلك أن زملاءه أبقوا على الوظيفة شاغرة خلال تلك المدة.
واختتمت «إيكونوميست» مقالها «يمكن أن تصبح ميركل ثرية إذا أرادت، ولكن من المشكوك فيه أن ترغب في ذلك، فراتبها التقاعدي الشهري البالغ 15 ألف يورو يكفيها لتغطية حاجاتها المعيشية، كما أن سجلها حتى الآن يعتبر نموذجاً للانضباط والكرامة. أما النماذج التي تراها في العالم من حولها فإن معظمها يمنحها ما يكفي من الخيارات التي سترغب في تجنبها».
المجال الأقرب
استبعدت «إيكونوميست» أن تحذو ميركل حذو عمدة مدينة غوتنبرغ السويدية السابقة آن- ماري هيرمانسن التي اختارت وظيفة جمع القمامة، أو حذو وزير الاتصالات السابق في أفغانستان سيد سادات الذي اختار توصيل طلبات البيتزا في مدينة لايبتزيغ الألمانية بعد لجوئه إليها.
ولفتت إلى أن المجال الذي قد يكون أقرب الى شخصية ميركل هو العمل الجامعي في الأبحاث. فهي تحمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء مثل زوجها، وكانت قد ألمحت إلى أنها ستتواصل مع الجامعات العالمية التسع عشرة التي منحتها شهادات فخرية.