No Script

المشهد التشغيلي المتّزن كان حاضراً في تعاملات الأسبوع الماضي

ممارسات سلبية لمضاربين تهوي بمحافظ الصغار

الممارسات السلبية للمضاربين هوت بمحافظ صغار المتعاملين (تصوير سعود سالم)
الممارسات السلبية للمضاربين هوت بمحافظ صغار المتعاملين (تصوير سعود سالم)
تصغير
تكبير

- مستثمرون أفراد يركزون على الأسهم المستقرة ويحتفظون بـ 25 في المئة «كاش»
- أفراد خسروا 50 في المئة لتتبعهم مضاربين باعوا على «أكتافهم»!

أسفرت الهزة التي تعرضت لها غالبية الأسهم المُدرجة في بورصة الكويت مطلع الأسبوع الماضي عن خسائر كبيرة للمحافظ الصغيرة وحسابات الأفراد، لاسيما التي تتمثل مكوناتها في الأسهم المضاربية التي لا تستند لنماذج أعمال تشغيلية.

وانقسم المشهد في البورصة خلال الأيام الماضية إلى جزءين، الأول يتمثل في مضاربات وضخ أموال ساخنة نحو بعض الأسهم إيذاناً بعودة سياسة القطيع التي قادت مسار بعض الأسهم نحو ارتفاعات قياسية غير مسبوقة، سرعان ما تهاوت وتراجعت بسبب عمليات التسييل الممنهجة التي قام بها أفراد يتحكمون في المشهد. وما زاد الطين بلة تسريع وتيرة البيع من قبل أفراد متحكمين بذلك المشهد خشية الهبوط الحاد لتلك الأسهم بسبب التراجعات الكبيرة التي تعرضت لها المؤشرات في ظل تأثيرات «أوميكرون» على أسواق المال، حيث فضل هؤلاء التخارج دون أن يعبؤوا بما يتكبده صغار المستثمرين من خسائر، تمثل للكثير منهم «تحويشة العمر».

وبعد أن كان المتحكمون في مسارات الأسهم المضاربية بمحافظهم الساخنة الوقود الأساسي لقيادتها نحو الارتفاع، فإن تلك الأسهم باتت بعد تخارجهم منها تبحث عن «أب شرعي» يدفع بها نحو نشاط يوفر مناخاً ملائماً لتعويض صغار المستثمرين لجانب من خسائرهم الكبيرة.

أما الجزء الثاني من المشهد، فيتمثل في محافظ استثمارية وأصحاب خبرة من المتعاملين لم تغرّهم قفزات أسهم دون مبررات باستثناء أنها انساقت وراء المضاربات، إذ ركّزوا ما بين 50 إلى 75 في المئة من محافظهم في أسهم تشغيلية متزنة لديها القدرة على مواجهة تراجعات المؤشرات، والعودة من جديد وبثبات إلى أسعارها القديمة.

الأقل تضرراً

وحسب استطلاع أجرته «الراي» مع وسطاء ماليين في البورصة، فإن أصحاب المراكز الإستراتيجية التي تتمثل في أسهم البنوك والشركات الخدمية والمالية المتينة من الأفراد كانوا الأقل تضرراً من الهزة الأخيرة، بفضل أن محافظهم موزعة على أسهم لها تاريخ وأداء مالي قوي وتمنح مساهميها عوائد وتوزيعات جاذبة.

وقالوا إن الأفراد أصحاب الخبرة لم ينساقوا وراء القفزات المبالغ فيها لعدد من الأسهم، بل استثمروا في كيانات تشغيلية، فيما أدى استخدامهم «الكاش» المتوافر لديهم والذي يمثل في الغالب نحو 25 في المئة من محافظهم في الشراء بأسعار أقل خفضت كلفتهم، حيث استعادت محافظهم توازنها سريعاً قبل نهاية الأسبوع الماضي، لاسيما بعد تعويض العديد من الأسهم خسائرها، لتصبح أمام مرحلة جديدة من الارتفاع المرهون باستقرار الأوضاع محلياً وعالمياً.

يأتي ذلك على عكس الخسائر التي بلغت على مستوى الكثير من الحسابات الفردية والمحافظ نحو 50 في المئة، منها ما تحقق فعلياً، في حين لا يزال يترقب آخرون عودة أسهمهم لتعويض ولو جزء من الخسائر، فيما خلف ذلك كله زيادة الثقة في صناع سوق على قدر من الدهاء والخبرة وفقدانها في البعض الآخر الذي باع وتخارج على أكتاف «الصغار».

دروس... بعضها موجع

ما بين المشهد الأول والثاني، تؤكد مصادر أن السوق أعطى المتداولين الأفراد دروساً بعضها موجع خلال الأشهر الماضية. فهناك فئة من المستثمرين أصحاب الملاءة المالية أثبتت أنها على قدر الثقة، تتداول في نطاق من المنطقية والواقعية، وتتحرك بشكل عقلاني وفقاً لمعطيات، وتعيد تسعير الأسهم التشغيلية المظلومة بمساعدة المتداولين والملاك أيضاً، ما أدى إلى تتبعها من قبل الباحثين عن الفرص الاستثمارية الآمنة، حتى وإن لم تخلُ من المضاربة الهادئة، وعلى النقيض من ذلك فإن فئة من المضاربين لم يعد لها حيزاً من ثقة المتداولين في السوق حالياً، بعد الخسائر التي تسببوا فيها لأصحاب رؤوس الأموال البسيطة الباحثين عن فرصة لتزيد مدخولهم، فيما يواجه هؤلاء حسب المصادر اتهامات من قبل هيئة أسواق المال بالتلاعب وخلق إيحاء زائف أضر بالتعامل على أسهم بعينها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي