No Script

الأغذية المضادة للالتهابات... تكافح خَرَف الشيخوخة

تصغير
تكبير

أسفرت نتائج دراسة بحثية ممتدة جديدة عن أن الأشخاص الذين يواظبون على تناول أغذية مضادة للالتهابات يكونون أقل عرضة للإصابة باضطرابات وأعراض الخرف في شيخوختهم.

الدراسة قامت على أساس الملاحظة المنظورية على مدار 3 سنوات، وأجراها باحثون من جامعة كولومبيا الأميركية بالتعاون مع نظراء لهم من جامعة كابوديستريان اليونانية، إلى جانب باحثين مستقلين، ونشرتها دورية «نيورولوجي» في عددها الحالي.

وانطلاقاً من حقيقة كون النظام الغذائي لكل شخص هو نمط حياة قابل للتعديل، خلص الباحثون إلى أن طبيعة ذلك النظام يمكن أن تسهم بشكل كبير في الوقاية ضد الإصابة بالخرف والضعف الإدراكي خلال مرحلة الشيخوخة المتأخرة، وتحديداً بعد تجاوز سن السبعين.

وفي إطار الدراسة الموسعة، فحص الباحثون نحو 1060 شخصاً مسناً في اليونان بلغ متوسط أعمارهم 73 عاما لم يكونوا مصابين بالخرف.

ولتحديد القدرة الالتهابية المحتملة للنظام الغذائي لدى كل شخص، أجاب كل مشارك عن استبانة تمحورت حول تكرار نمط الطعام الذي يواظب على اتباعه.

ووفقا لتلك الاستبانة البحثية، تراوحت درجات القدرة الالتهابية الغذائية المحتملة من سالب 8.87 إلى 7.89+، مع وجود درجات أعلى من ذلك النطاق تشير إلى اتباع نظام غذائي محفز للالتهابات ويتضمن حصصاً محدودة من الأغذية المضادة للالتهابات.

كما طلبت أسئلة الاستبانة من المشاركين معلومات عن سلوكيات الغذائية الرئيسية خلال الشهر الفائت، بما في ذلك معدل استهلاكهم اليومي من منتجات الألبان والحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات واللحوم والأسماك والبقوليات والدهون المضافة والحلويات.

وفي ضوء الإجابات، قام الباحثون بتقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات على النحو التالي:

• الذين لديهم أقل درجات التهابات غذائية.

• الذين لديهم درجات متوسطة.

• الذين لديهم أعلى درجات.

بالنسبة للأشخاص الذين حصلوا على أقل درجات (سالب 1.76فأقل) لوحظ أنهم ممن يتناولون نظاماً غذائياً غنياً بالأغذية الأكثر مقاومة للالتهابات، وذلك بمتوسط أسبوعي يبلغ 20 حصة من الفاكهة و19 حصة من الخضراوات، و4 حصص من الفاصوليا أو البقوليات الأخرى، و11 حصة من القهوة أو الشاي.

أما الأشخاص الذين حصلوا على أعلى درجات الالتهابات الغذائية فلوحظ أن متوسط استهلاكهم الغذائي الأسبوعي بلغ 9 حصص من الفاكهة، و10 حصص من الخضراوات، وحصتين من البقوليات، و9 حصص من القهوة أو الشاي.

وفي ضوء ذلك، تابع الباحثون كل شخص لمدة ثلاث سنوات في المتوسط.

وعلى مدار سنوات الدراسة، أصيب 62 شخصا (أي 6 في المئة تقريبا) بخرف الشيخوخة. ولاحظ الباحثون أن كل زيادة مقدارها نقطة واحدة في درجة الالتهاب الغذائي انعكست في شكل زيادة بنسبة 21 في المئة في خطر الإصابة بالخرف.

وبالمقارنة مع مجموعة المشاركين الذين تناولوا أغذية أقل تسبباً للالتهابات، كان أفراد المجموعة الأكثر تناولاً لتلك الأغذية أكثر تعرضاً للإصابة بالخرف بثلاثة أضعاف.

وأشار الباحثون إلى إن أهمية النتائج التي خلصت إليها دراستهم تكمن في أنها توافر قاعدة مرجعية لتوصيات وإستراتيجيات غذائية أكثر دقة وتفصيلا للحفاظ على الصحة الذهنية والإدراكية لدى كبار السن ممن تجاوزوا السبعين من العمر.

ولأن الدراسة استندت إلى الملاحظة المنظورية وليس إلى التجارب والتحليلات الإكلينيكية؛ أوضح الباحثون في تقريرهم إلى أن النتائج لم ترصد الآلية أو المدى اللذين تُسهم بهما الأغذية المضادة للالتهابات في مكافحة خرف الشيخوخة، لكنها تثبت فقط وجود ارتباط عكسي بينهما.

يُشار إلى أن خرف الشيخوخة هو تدهور يصيب وظائف الدماغ لدى الطاعنين في السن بسبب التهابات تصيب المناعة والأعصاب، وينتج عنه اختلالات في القدرات الإدراكية بما في ذلك الذاكرة والاهتداء والقدرة على التفكير السليم. ولخرف الشيخوخة أشكال متنوعة من أكثرها شيوعاً مرض «ألزهايمر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي