العالم يسابق الزمن لتتبع «أوميكرون» ولا دليل على تراجع فاعلية اللقاحات أمامه


مسافرون يرتدون الكمامات في محطة قطار كنغز كروس في لندن أمس 	(رويترز)
مسافرون يرتدون الكمامات في محطة قطار كنغز كروس في لندن أمس (رويترز)
تصغير
تكبير

- رصد أكثر من 40 تحوّراً مرتبطاً بـ «أوميكرون»
- فرنسا تستأنف الرحلات مع دول أفريقيا الجنوبية

سارعت الحكومات في مختلف أنحاء العالم، لفحص قواعد بياناتها عن حالات الإصابة الأخيرة بـ«كوفيد - 19» وفحص المسافرين وفك الشيفرات الوراثية للمتحور الجديد «أوميكرون» في إطار سعيها للتعرف على مدى انتشاره، في حين تستأنف فرنسا، الرحلات الجوية مع دول أفريقيا الجنوبية، اعتباراً من السبت، ولكن مع فرض قيود «جذرية» تسمح فقط بقدوم الفرنسيين ومواطني الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ديبلوماسيين وطواقم الجو.

من جهتها، حذّرت منظمة الصحة العالمية، من أن القيود على السفر لن تمنع من تفشي المتحور الجديد، لكنها نصحت الأشخاص المعرّضين لخطر المرض الشديد أو الموت إذا ما التقطوا العدوى، وبينهم من هم فوق 60 عاماً، بعدم السفر إلى مناطق تشهد انتقالاً مجتمعياً للفيروس.

وأعلن المسؤول في المكتب الإقليمي للمنظمة لشرق المتوسط، أنه تم رصد أكثر من 40 تحوراً مرتبطاً بـ «أوميكرون»، وأكد أن لا دليل على تراجع فاعلية اللقاحات أمام المتحور الجديد و«منتجو اللقاحات يحتاجون فقط إلى إجراء تعديلات بسيطة على اللقاحات الحالية».

وأضاف أحمد المنظري: «تشير بعض المؤشرات المبكرة إلى أن معظم الإصابات بأوميكرون بسيطة ولا توجد حالات خطيرة».

وتابع أن «24 دولة ربما سجلت حالات إصابة بأوميكرون حتى الآن»، موضحاً «لا سبب لدينا للاعتقاد بأن فترة حضانة أوميكرون تختلف عن أي متحورات أخرى».

وأوضح أن «دلتا أصبح المتحور السائد في أوروبا».

وتبرز وتيرة التحرك، الضغط الواقع على الحكومات وسلطات الصحة العامة للبت على وجه السرعة في ما إذا كان عليها أن تأخذ قرارات لا تحظى بالدعم الشعبي ولها آثار ضارة على الاقتصاد للحد من انتشار «أوميكرون».

وصعدت الأسهم العالمية، أمس، بعد انخفاضها الشديد، الثلاثاء، في أعقاب تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة «موديرنا» والتي أثارت الشكوك حول فاعلية اللقاحات في مقاومة «أوميكرون».

وعقب تلك التصريحات، بدأ مسؤولو الصحة على مستوى العالم في تقديم تطمينات للناس، وكرروا دعواتهم بضرورة التطعيم، وقالوا إن اللقاحات ستظل توافر على الأرجح الحماية للناس من خطورة المرض.

وعمدت بريطانيا وقوى اقتصادية أخرى إلى منع رحلات الطيران من جنوب القارة الأفريقية وإليها بعد أيام فحسب من رصد المتحور للمرة الأولى، الأمر الذي أدى لاهتزاز أسواق المال العالمية وأثار المخاوف من التداعيات الاقتصادية.

وأعلنت منظمة الصحة، ان نحو 56 دولة بدأت في تطبيق إجراءات تتعلق بالسفر منذ 28 نوفمبر الماضي.

وفي حين أعلن وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، عن 22 حالة إصابة مؤكدة بالمتحور الجديد، وهو عدد قال إنه «سيرتفع بالتأكيد»، كتب رئيس الوزراء بوريس جونسون على «تويتر»، «هذه دعوة لتلقي اللقاح وعلى نحو سريع».

وأكد مركز مكافحة الأمراض في نيجيريا، أمس، تسجيل أول إصابتين بالمتحور لمسافرين اثنين وصلا من جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي.

وأعلن ان فحص الشيفرة الوراثية لحالات مؤكدة ظهرت في ما سبق بين مسافرين وصلوا إلى نيجيريا، كشف عن ظهور المتحور «دلتا» في عينة تم جمعها في أكتوبر الماضي.

وطلبت اليابان، أمس، من شركات الطيران تعليق حجوزات السفر الجديدة للرحلات المتوجهة إلى أراضيها لمدّة شهر، إثر اكتشاف إصابة ثانية بالمتحوّر لدى مسافر أتى إلى البلاد، غداة تأكيد الإصابة الأولى، في حين سيواجه المسافرون إلى الولايات المتحدة، قواعد أشد صارمة في ما يتعلق بفحوصات الكشف عن «كوفيد - 19».

في المقابل، تستأنف فرنسا، الرحلات الجوية مع دول أفريقيا الجنوبية. وسيخضع المسافرون لفحص الكشف عن «كوفيد - 19» لدى الوصول مع إلزامية الحجر سبعة أيام حتى وإن كانت النتيجة سلبية، والحجر 10 أيام في حال كانت النتيجة إيجابية.

وتتناقض سرعة التحرك تناقضاً صارخاً مع ظهور متحورات أخرى، فعندما تم توثيق «ألفا» في بريطانيا في سبتمبر 2020 قضت الحكومة شهوراً في جمع البيانات وتقييم مخاطره المحتملة قبل أن تفرض إغلاقا عاما على مستوى البلاد في ديسمبر.

واستغرق الأمر شهوراً من منظمة الصحة لإدراجه ضمن «قائمة المتحورات الباعثة على القلق»، وهو أعلى تصنيف لدى المنظمة.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أمس، إن التحدي الذي يشكله المتحور الجديد، «سباق مع الزمن».

وأضافت «تأهبوا للأسوأ وتمنوا الأفضل».

السعودية ترصد أول إصابة بـ «أوميكرون»
أعلنت وزارة الصحة السعودية، أمس، عن تسجيل إصابة بمتحور «أوميكرون»، لمواطن قادم من إحدى دول شمال أفريقيا. وأكد مصدر في الوزارة، اتخاذ الإجراءات اللازمة وعزل المصاب والمخالطين له، واستكمال الإجراءات الصحية المعتمدة. وشدّد على ضرورة مسارعة جميع أفراد المجتمع في استكمال تلقي جرعات اللقاح والالتزام بكل الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والبروتوكولات المعتمدة.
«الجين-إس»
لا تستطيع معظم فحوص الكشف عن الفيروس التفرقة بين متحوري «أوميكرون» و«دلتا».

ولتمييزهما يجب أن يكون الاختبار قادراً على التعرف على تحور في «أوميكرون» يعرف باسم «تسرب الجين-إس».

وهذا الاختبار ليس قاطعاً، لأن «ألفا» الذي تم اكتشافه للمرة الأولى لديه هذا التحور أيضاً.

وبما أن «ألفا» لم يعد واسع الانتشار، فإن وجود «تسرب الجين-إس» يشير إلى أن العينة إصابة إيجابية بـ«أوميكرون»، وتنبه المعمل إلى ضرورة إرسالها لإجراء فحص التسلسل الوراثي للتأكد منها.

وإذا عجزت فحوص الكشف المحلية عن «كوفيد - 19» في التعرف على هذا التحور، لا بد من اختيار عينات عشوائية لفحص تسلسلها الوراثي، وهو ما قد يستغرق نحو أسبوع.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن فحوصاً متاحة على نطاق واسع قادرة على رصد المصابين بأي متحورات بما فيها «أوميكرون».

ومن بين 150 ألف اختبار ترجع إلى شهر مضى أجريت في بلجيكا، ظهر تسرب الجين-إس في 47 اختباراً مع حمل فيروسي عال.

وقال مارك فان راست، أحد خبراء الفيروسات، إن واحدا منها فقط كان «أوميكرون».

وراجعت السلطات الاسكتلندية عينات ترجع إلى أول نوفمبر، مما ساعد في اكتشاف تسع حالات إصابة بـ «أوميكرون» كلها مرتبطة بحدث واحد.

واكتشفت أنه في منتصف الشهر الماضي، بدأت مؤشرات الجين-إس تظهر في الاختبارات مرة أخرى، أي قبل أسبوع من إعلان جنوب أفريقيا وبوتسوانا التعرف على المتحور الجديد.

وساعد ذلك في توجيه فحوص التسلسل الوراثي مثلما حدث عندما ظهر «ألفا».

لجنة صحية أميركية توصي بإجازة استخدام «ميرك»
واشنطن - أ ف ب - أوصت لجنة مكوّنة من خبراء صحيّين مستقلّين، شكّلتها الحكومة الأميركية، الثلاثاء بمنح العقار الذي طوّرته شركة «ميرك» للعلاج من مرض «كوفيد - 19»، وهو عبارة عن أقراص، ترخيصاً بالاستخدام الطارئ في حالات محدّدة ولدى المرضى المعرّضين لخطر مرتفع.

ورأي اللجنة استشاري، والقرار النهائي في الترخيص لهذا الدواء من عدمه يعود إلى وكالة الغذاء والدواء الأميركية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي