بوتين يرفض تجاوز الناتو «خطوط الكرملين الحمراء»

الولايات المتحدة تُحذّر روسيا من «عواقب وخيمة» على غزو لأوكرانيا

مصافحة على طريقة «كورونا» بين بلينكن وستولتنبرغ في ريغا أمس (أ ف ب)
مصافحة على طريقة «كورونا» بين بلينكن وستولتنبرغ في ريغا أمس (أ ف ب)
تصغير
تكبير

حذّرت الولايات المتحدة، أمس، روسيا من «عواقب وخيمة» إذا غزت أوكرانيا، فيما بحث وزراء حلف شمال الأطلسي في سُبل مواجهة الحشد العسكري الذي تقوم به موسكو على حدود جارتها.

ويأتي اجتماع الحلف المقرّر منذ أمد طويل في ريغا عاصمة لاتفيا، وسط أجواء متوترة في شرق الحلف، وفي وقت يواجه الحلفاء أزمة لاجئين تتهم دول الغرب بيلاروسيا، المدعومة من الكرملين، بتدبيرها.

وتخشى دول الغرب وفي مقدمتها الولايات المتحدة، من احتمال أن موسكو تخطط لعملية توغل داخل أوكرانيا بعدما اتهمت الكرملين بحشد قواته قرب الحدود.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين قبل اجتماع الناتو، «أي تحركات تصعيدية من جانب روسيا ستكون مصدر قلق كبير للولايات المتحدة... وأي عدوان جديد ستكون له عواقب وخيمة».

وأضاف «رأينا مراراً الاستراتيجية الروسية» الهادفة إلى «فبركة استفزازات» لتبرير أفعال موسكو.

ونفت موسكو التي ضمت القرم من أوكرانيا في 2014 وتدعم الانفصاليين في شمال أوكرانيا، بشدة أنها تخطط لشن هجوم، وحملت الحلف الأطلسي مسؤولية تأجيج التوتر.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إن التدريبات العسكرية والتحركات الأخرى التي يقوم بها الغرب وأوكرانيا تهدد أمن روسيا، محذراً من تجاوز «الخطوط الحمراء» للكرملين.

وأضاف «انظروا، لقد تحدثوا عن تدخل عسكري روسي محتمل في أوكرانيا بداية العام.

لكن كما ترون لم يحدث ذلك».

كما أعلن بوتين، أن روسيا اختبرت بنجاح أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت وتصل إلى 9 ماخ، وفي الوقت القريب ستظهر هذه الأسلحة في البلاد.

وحذّر من عواقب نشر أسلحة ومنظومات هجومية في أوكرانيا، وقال: «إذا ظهر نوع من أنظمة الصدام (الحرب) على أراضي أوكرانيا، فإن مدة رحلة (هذه الأسلحة الصاروخية) إلى موسكو ستكون من سبع إلى عشر دقائق، وفي حالة وضع أسلحة تفوق سرعة الصوت فستصل بخمس دقائق».

وأشار بوتين إلى أنه في هذه الحالة سيكون على روسيا أن «تصنع شيئاً مشابهاً»، مؤكداً أن موسكو قادرة على فعل ذلك الآن.

وقال بوتين، في تصريحات أدلى بها خلال منتدى الاستثمار المنعقد عن بُعد، في رده على هذه التهديدات القادمة من الحدود الأوكرانية: «اختبرنا وبنجاح (صاروخاً جديداً)، ومن بداية العام سنكون مسلحين بصواريخ بحرية جديدة تفوق سرعتها سرعة الصوت بـ9 ماخ».

ونوّه إلى الوقت الذي تستغرقه هذه الصواريخ الجديدة لتصل إلى أهدافها المفترضة وإلى الجهات التي تصدر هذه الأوامر إلى أوكرانيا، وقال «ستكون مدة الرحلة لمَنْ يصدرون الأوامر 5 دقائق أيضاً».

وتساءل «إلى أين نحن ذاهبون؟ لماذا نفعل ذلك؟ هم يخلقون مثل هذه التهديدات، وهناك خطوط حمراء بالنسبة لنا (روسيا)، لكنني آمل ألا تصل إلى ذلك الحد.

آمل أن يسود (لدى الغرب) حس منطقي ومسؤولية تجاه بلدانهم والمجتمع الدولي».

وكان الرئيس الروسي قد أشار في اجتماع الصناعات الدفاعية الروسية الذي عُقد في 3 نوفمبر، إلى أن صواريخ «تسيركون» فرط الصوتية ستدخل الخدمة في البحرية عام 2022

وتعتبر هذه الفئة من «تسيركون» أول صواريخ في العالم تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهي قادرة على الطيران الديناميكي الهوائي المستمر مع المناورة في الغلاف الجوي باستخدام دفع محركها الخاص ويتراوح مداها بين 1000 و2000 كيلو متر.

وتأتي التعزيزات الروسية الجديدة عقب تعزيزات مماثلة في الربيع، عندما حشدت روسيا نحو 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية ثم أعلنت لاحقاً سحبهم.

ويقول ديبلوماسيو الحلف إن التكتل مازال غير متأكد من نوايا بوتين، غير أن الوزراء سيناقشون خطط طوارئ في حال قيام روسيا بغزو.

ويسعى الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة ليظهر للكرملين أنه سيتكبّد تكلفة باهظة في حال تهديد أوكرانيا، لكنه لم يستفز موسكو لتقوم بعدوان جديد.

ويتوقع المسؤولون أن تتطرّق المحادثات إلى تقديم دعم إضافي للجيش الأوكراني واحتمال تعزيز قوات التكتل المنتشرة على الضفة الشرقية للحلف.

لكنهم يشيرون إلى أن أوكرانيا، الطامحة للانضمام للحلف، والتي سيشارك وزير خارجيتها في الاجتماع الذي يستمر يومين، غير مشمولة بمعاهدة الدفاع الشاملة للحلف.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ لـ«فرانس برس»، إن أعضاء التحالف لديهم «خيارات مختلفة» للرد إذا تحركت روسيا تجاه أوكرانيا.

وأضاف «لقد برهنا على مر السنوات كرد فعل لاستخدام روسيا القوة العسكرية ضد أوكرانيا أنه يمكننا استخدام عقوبات اقتصادية ومالية قاسية وعقوبات سياسية».

ويأتي تصاعد القلق إزاء أوكرانيا في وقت تواجه بولندا وليتوانيا ولاتفيا، الأعضاء في حلف الأطلسي، تهديداً آخر من الشرق، سيكون من أبرز مواضيع النقاش في ريغا.

وتتهم تلك الدول بيلاروسيا، بإرسال آلاف المهاجرين وغالبيتهم من الشرق الأوسط، إلى حدودها في «هجوم هجين» رداً على عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي على مينسك.

ويرفض الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو تلك الاتهامات.

وعبّر الحلف الأطلسي عن «التضامن» مع أعضائه في الشرق، لكنه احجم عن التدخل المباشر، نظرا إلى ان التهديدات الراهنة لا ترقى إلى مستوى عدوان فعلي.

وناقش الرئيس البولندي أندريه دودا تعزيز قوات الحلف المنتشرة في مناطقه الشرقية، خلال اجتماع مع ستولتنبرغ الأسبوع الماضي.

لكن علق مسعى لإطلاق مشاورات طارئة بموجب المادة الرابعة من المعاهدة المؤسسة للحلف، كما يبدو في الوقت الحاضر.

وهدأ التوتر الحدودي قليلاً في وقت بدأ بعض المهاجرين بالعودة إلى العراق، غير أن وارسو وفيلنيوس تصران على أن الأزمة لاتزال بعيدة عن نهايتها.

من المقرر أن يفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأعضاء آخرون في حلف شمال الأطلسي على بيلاروسيا مجموعة جديدة من العقوبات في الأيام المقبلة.

وقال ستولتنبرغ «يجب على لوكاشينكو أن يتوقف عن استخدام الضعفاء رهائن في لعبة سياسية ضد دول أخرى».

وتابع «نحن نعمل من كثب مع الاتحاد الأوروبي، لأنه لا الاتحاد الأوروبي ولا الناتو لديه الأدوات الكافية. لكن معاً، يمكننا تقديم رد قويّ على ما يحصل».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي