قبل إطلالة متحور«أوميكرون» العالمية، كان التوجه السائد هو بأن المنظمة النفطية ستقلص إمداداتها النفطية بكمية أقل من 400 ألف برميل في اليوم، وذلك حسب الأرقام والموجودات وقوة الطلب العالمي على النفط، بغض النظر عن الإجراءات الأميركية، ودول أخرى من استعمال المخزون الإستراتيجي للتأثير على معدلات أسعار النفط.
لكن حلول المتحور الجديد خرب الحالة النفطية، والذي من شأنه أن يدخل العالم في حال انحسار، علاوة على وقف الطيران وإغلاق المتاجر والمحلات، وقد يعود العالم مرة أخرى إلى الانتكاسة مجدداً.
وأول البوادر هبوط سعر البرميل بأكثر من 10 دولارات، الأمر الذي يريح الإدارة الأميركية إلى حين.
لكن في الوقت نفسه سيحطم من أداء الاقتصاد الأميركي وبقية العالم، وذلك من نمو عالمي مضطرد إلى انكماش وعزل وعزوف.
وفي واقع الأمر، أن العالم قد مر بتجربة، ومرت «أوبك+» بالتجربة، ولديها الكثير من العناصر والأدوات للوصول إلى قرار آمن سليم، خصوصاً أنها تضم دولاً نفطية كبرى من مختلف جهات العالم، وهي متماسكة بقوة ومرتبطة وقرارها في النهاية جماعي ودولي.
وقوى كبرى لها ثقلها تنظر إلى مصالحها خصوصاً مع الضغوطات اليومية بالتحول عن الوقود الأحفوري.
ولكن الولايات المتحدة ترى عكس ذلك، وتطلب من الدول النفطية بزيادة إنتاجها من الأحفوري وان تتخلص وتتوقف عن إنتاجه حينما تطلب ذلك.
وهو ما يحدث حالياً مع الشركات النفطية وفقدان نحو مليون برميل من إنتاج النفط الصخري والتقليدي بسبب التحول والتحوط البيئي.
لتطالب بزيادة إنتاجنا من النفط ومن أراضينا لتدمير بيئتنا وليس بيئتها.
الاجتماع المقبل سيكون شيقاً مرتقباً مع الجائحة الجديدة والنتائج قد تكون غير متوقعة، لكن المنظمة البترولية الآن جاهزة وقادرة على إدارة شؤون النفط بتماسكها وقوتها وخبرتها، حيث تعلمت واكتسبت الخبرات مجتمعة، ولن تصل أسعار النفط إلى مستوى القاع أو المعدلات الماضية.
لقد استفادت وتعلمت الكثير، ولهذا لا تستمع إلا لمصلحتها ومصلحة الأسواق النفطية والمحافظة على مكاسبها.
وأن تحقق الأرباح والمكاسب المالية لكي تستطيع أن تنتقل إلى المرحلة التالية لكن في خلال الـ 50 سنة المقبلة كما طلبت وذكرت الهند حيث «لا تمتلك الأدوات والأموال بالتحول عن النفط والفحم كبقية الدول النامية».
ومع دخول العالم في مرحلة جديدة مع المتحورات الجديدة من «كورونا»، فإن المنظمة النفطية ستأخذ المبادرات المطلوبة.
كاتب ومحلل نفطي مستقل
naftikuwaiti@yahoo.com