No Script

بالقلم والمسطرة

أضواء في الخفاء!

تصغير
تكبير

إنها رسالة تقدير وإعجاب لكل من يخلص في بلده ويراعي الله تعالى في عمله، ويحاول أن يضيف نقطة أو بصمة إيجابية في هذه الحياة ويحاول مساعدة الناس، ورسم الابتسامة على وجوههم، وتقوية لبنات البناء في المجتمع الذي يعيش فيه، فهؤلاء يستحقون الإشادة والإعجاب، وهناك الكثير من الأمثلة الحية، منها من يكافح في عمله ليكسب المال الحلال من أجل رضا الله تعالى، ثم إدخال المال الحلال على أسرته بعيداً عن الفساد والمفسدين، وبعيداً عن من يستغل وضعه الوظيفي وربما منصبه للانقضاض على الأموال العامة.

وكذلك من الأمثلة الإيجابية مهندس ما، والذي يعمل في مشروع معين من مشاريع الدولة ويصارع الأعباء وظروف وأخطار بيئة العمل الهندسية وتحديات المخططات والاجتماعات محاولة منه ليرى هذا المشروع على أرض الواقع ليستفيد منه وطنه وأبناء بلده، بعيداً عن السجالات بين أصحاب المصالح والردح الإعلامي والسياسي بينهم.

وهناك مثال حي آخر لمعلمة في مدرسة ما، تنفق من راتبها الخاص لتوزع هدايا رمزية للطالبات لديها من أجل تحفيزهن وتشجيعهن على التفوق وحب العلم، وهي غير مطالبة بذلك، ولكن الإخلاص في العمل هو المحرك لهؤلاء النخب من المعلمين والمعلمات.

وأيضاً، هناك موظف في مكان حكومي ما، من الجهات الحكومية والوزارات وما أكثرها وهو يحاول تسهيل المعاملات للناس وتخفيف الأعباء عليهم من ضغوطات عالم الأوراق والأختام، ويبتسم في وجوههم لعل تلك الابتسامة تساعد هذا المراجع على تقبل أعباء تلك المعاملات، وهو ربما يدور من وزارة إلى وزارة (!) لينجز تلك المعاملة وكأنها سوف تساعد في اكتشاف المريخ (!).

وهناك من يعمل طبيباً أو ممرضاً أو صيدلانياً و يكافح في ظروف المستشفيات والمستوصفات والمحاجر الطبية لمكافحة وباء كورونا وتداعياته، ويعمل بكفاح وجهد ولا ينتظر مكافأة أو ربحاً، بل ينتظر زوال الغمة والوباء وأن يتعالج البشر من هذا الداء.

وأمثلة أخرى لغيرهم وغيرهم من الأمثلة الإيجابية والمفيدة في مجتمعهم وهم قد لا يكونون تحت الأضواء الإعلامية مثل البعض، وليسوا ممن يدخلون في القوائم المحظوظة للمناصب، والبعض من هؤلاء الإيجابيين يحبون أصلاً العمل بهدوء ولكنهم بمثابة أضواء في الخفاء إن جاز التعبير، ويجازيهم الله عز وجل خير الجزاء، وهو علام الغيوب، وكذلك يكفي إحساسهم الداخلي بالسلام والإنجاز بأعمالهم سواء كانت بسيطة أو كبيرة والشعور الإيجابي لديهم بأنهم يساندون وطنهم وأهاليهم، وهم عناصر مشعة ومخلصة، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.

Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي